السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٠ مساءً

الاصلاح والشراكة

جبر الضبياني
الاربعاء ، ٠٥ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
كثيرا ماكنا نسمع عن حزب الاصلاح بانه حزبا انطوائيا ينشر افكاره عبر المنابر فقط ولا يحتك مع الغالبية من الشعب اليمني وهذا الصوت كنا نسمعه قبل الدخول مع اللقاء المشترك في عام 2003م فالإصلاح احتك مع القوى الليبرالية واليسارية وحافظ على توازنه وتماسكه واستمر مع هذه القوى ولم يحدث شقاق ولا خلاف بينهما رغم التباينات الواضحة بين الاصلاح والاحزاب الاخرى في اللقاء المشترك ولكن الاصرار لدى القيادة بالإصلاح على تعميق الشراكة والانفتاح على الجميع جعلهم يتعاونوا مع القوى المتحالفة معهم في النقاط المتفقة عليها وهي اصلاح الوضع والنضال السلمي الذي رفعه اللقاء المشترك شعارا له من اجل انقاذ البلد من الانهيار وتماهت الخلافات الفكرية والفئوية حينما اتفق الجميع على مصلحة الوطن التي هي فوق كل الاعتبارات فاستمر التكتل (اللقاء المشترك)وكلما تماسك اللقاء المشترك اكثر زاد غيظ المفسدين امثال زعيم العصابة في النظام السابق علي صالح فحاول صالح تفكيك التكتل ونشر الخلاف بينهما من خلال شراء الولاءات والتذكير بالماضي الذي طمسه الجميع من ذاكرتهم فحاول ودعم وشجع من اجل تفكيك المشترك الذي حس صالح انه هو الحاجز والمانع له من التمديد والتوريث فرغم كل هذا العمل النتن من صالح وزبانيته الا ان المشترك تماسك اقوى واستمر في النضال وجاءت انتخابات الرئاسة لعام 2006م فقدم المشترك مرشحهم رائد التغيير فيصل بن شملان في مواجهة علي صالح واستطاع بن شملان ان يحصد الكثير من الاصوات وان يرعب صالح الذي استخدم كل مقدرات البلد لصالح حملته المشؤومة بل ان الكثير قالوا ان بن شملان فائزا الا انه حدث تزويرا لمصلحة علي صالح وبعد التجربة الشجاعة في انتخابات 2006م استمر الاصلاح مع المشترك وزاد الانسجام بينه وبين باقي القوى الوطنية في التكتل وحافظ التكتل على متانته وقوته الى ان اتت ثورة فبراير التي كان شراراتها شباب جامعة صنعاء فسرعان ما انتقلت جذوة الثورة الى الجميع وما كان من المشترك وفي مقدمتهم الاصلاح الا ان ساندوا الشباب وهتفوا بإسقاط الديكتاتور صالح الذي جعل اليمن اقطاعية لصالحه هو وعصابته فالإصلاح وسع شراكته وانفتح على الجميع بشكل اكبر وبحكم شعبيته الكبيرة وتنظيمه الدقيق تصدر الواجهة الثورية فتحمل كثير من الصعاب مع بقية القوى الوطنية سواء المنطوية مع تكتل المشترك او غيرها من الشباب والمنظمة مع الثورة فظهر على السطح اصوات معارضة تقف ضد الاصلاح وتتهمه بانه المسيطر على الساحة وعلى الفعل الثوري ويتهمونه بالإقصاء ويصوبون السهام عليه بانه حزب سلطوي ولكن الامر غير ما يصوره ثلة من الثوار لان الاصلاح هو الاكثر تنظيميا والاكثر شعبية فكل مكون بحكم تواجده يفرض نفسه في الواجهة فهذا امر طبيعي وليس سلطوي ايها الرفاق فاللجنة التنظيمية فيها ممثلين من كل القوى الثورية واللجنة الامنية فيها مندوبين من كل المكونات الثورية فالثورة هي ثورة الجميع ولا يدّعي الاصلاح انها ملكه والاصلاح منفتح على الجميع ولا يقصي احد بل يتنازل في كثير من الامور من اجل تغليب المصلحة العليا للوطن ودخلت الثورة في الخطين السياسي والثوري وتم توقيع المبادرة التي بموجبها تم خلع صالح وتعيين عبدربه نائبا بانتخابات رئاسية مبكرة وكان في المبادرة تشكيل حكومة وفاق وطني مناصفة بين المشترك وشركائه والمؤتمر وحلفائه فكان البعض يترقب الشرخ الذي سيحصل بالمشترك من خلال تقسيم حصته الوزارية وخاصة اتباع المخلوع وكانوا بالأخص يرقبون الاصلاح ويتكلمون بان الاصلاح سيسيطر على غالبية الوزارات وسيقصي بقية القوى المتحالفة معه ولكن خاب ظنهم بعد ان كان حصة الاصلاح 3 وزراء فقط من الحكومة واكتشف للجميع ان الاصلاح لا يهمه المناصب الوزارية ولكن اكثر ما يهمه هو خروج اليمن الى بر الامان حتى وان قدم تنازلات فزاول الرئيس عمله والحكومة عملها فلم تتوقف البوق الاعلامية النتنة في قد ح وسب وشتم حكومة الوفاق من اجل افشال مهمتها فاستمرت الحكومة بعملها رغم الوضع الاستثنائي والحرج التي تمر به بالبلاد ومؤخرا تم التهيئة للحوار الوطني وقد تم اعلان التمثيل فحصل الاصلاح في التمثيل على نسبة ضئيلة مقارنة بالقوى اليمنية الاخرى رغم ان الاصلاح اكبر حزب سياسي باليمن ولكن الاصلاح غلب المصلحة العليا للوطن على جميع المصالح كل ذلك من اجل اخراج اليمن من مستنقع الفشل الذي اوصله اليها المعتوه صالح وعصابته وسيستمر الاصلاح في مصلحة البلد ولن يكل ولن يمل برجاله وشبابه ونسائه وجميع مكوناته من اجل ان يجعل اليمن الحبيب في موضعها الصحيح بإذن الله تعالى ..