الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٤ مساءً

الاخوان انتصروا ؟

طارق مصطفى سلام
الأحد ، ٠٩ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
• أقف مشدوها بل واجلالا امام سياسة ضبط النفس العميقة والحكيمة لجماعة الاخوان المسلمين وهم يقفوا كالجبال الشامخة امام مظاهر العنف والاعتداء عليهم وعلى مقراتهم في المدن المصرية المختلفة.. ولذلك توقعت حكمتهم في معالجة الازمة الراهنة.. ويكونوا بهذا قد انتصروا لمجرد انهم فقط تقبلوا العنف المنظم الممارس ضدهم بصبر وحكمة وصدور عارية وبسلمية منقطعة النظير مع العلم بأن القتلى الشهداء في هذه الازمة جميعهم من صفوف الاخوان لا كما يدعي الطرف الأخر ..فهل تعتبر قوى الحداثة من اليسار والليبرالية والمدنية عموما من هذا الموقف والسلوك ويمارسوا مثلهم والعدل في الميزان ؟ ..نعم لا بد أن نمارس الحضارة المدنية والديمقراطية الحقة والصادقة ونقبل بنتائجها وأن جاءت لصالح جماعة الاخوان المسلمين ام أن وعينا الحضاري وممارستنا الديمقراطية تقف وتنتهي عند بداية حقوق الاخريين ورفضنا لتلبية بل والاقرار بمكاسبهم المحققة في ميدان الممارسة الديمقراطية النزيهة كالذي تحقق لجماعة الاخوان المسلمين وانقلبنا عليه. (من يساري في الميدان ).

• صدق الاخوان كما لم يصدق اليسار والليبراليين في ادعائهم وتعاملهم .. نقولها ونحن اليسار اصحاب التاريخ الطويل من الخلاف مع الاخوان.. ولكنها كلمة الحق الذي يجب ان تقال .. وهناك ثمة أسئلة تطفوا الى السطح الأن ..هل يستحق العرب كل ذلك الظلم والاضطهاد الممارس بحقهم وضدهم طوال تلك العقود الماضية ؟ ربما الجواب بنعم وبسبب من ممارسة التطرف وسلوك الغباء!؟ .

• محمد مرسي بسلوكه الراهن يعيد الزمن الجميل لناصر ولو أن ذلك يتم بأسلوبه الأخر المختلف المميز ذو النكهة الاخوانية المقدامة , كما انه يعتبر رئيسا استثنائيا وقلما جاد به الزمان والايام القادمة ستنبئنا بما خفي عنا ... هذا النموذج أقلق البعض ولهذا تكالب عليه الغرب وبني صهيون وعملائهم العرب في كل مكان واولهم البقايا والفلول .

• للواهمين نقول ..لا يوجد ديكتاتور بدون قوة العنف .. ولا يستطيع بل يرفض ويمتنع من حماية نفسه وأنصاره وحقوقهم وممتلكاتهم وهم الأقدر والأغلب لو أردوا فعل ذلك ؟ .

• القضية اننا ندعي الديمقراطية ثم لا نقبل فوز التيار الاسلامي !؟ اولا نلغي انتخابات البرلمان التي اشتركنا فيها جميعا وزعمنا بل أعلنا مسبقا وقلنا أنها حرة ونزيهة وشفافة100% وبشهادة الشهود والمراقبين والراصدين في الداخل والخارج ثم عدنا بكل خساسة ووقاحة عن كل ذلك الاقرار والاعتراف ومارسنا سلوك المتمرد والطائش بعدم الاعتراف بالأخر ولنسعي الى الغاء نتائجها واضطهاد الفائزين فيها من الرئيس والنواب !؟ والان نريد الالتفاف على شرعية الرئاسة المنتخبة؟.. يكاد يتضح أن الامر برمته هو انقلاب الفلول عبر سيطرتهم على القضاة وبتغطية من الاعلام وبدعم من أجهزة الداخلية وأن الرئيس مرسي أراد التصدي لتعسفهم المقيت للعهد الجديد فاصدر الاعلان الدستوري ..لا اكثر .

• أن نرفض قبول الاخوان بالعمل الديمقراطي والعلني في الميدان وعلى السطح ونرفض مكاسبهم المحققة فذلك يعني أن ندفعهم لرد الفعل الأسواء .. أن نفرض عليهم العنف والعمل من تحت الارض ونكرر سيناريو الجزائر الانقلاب مطلع التسعينات ويكون المجتمع العربي هو الخاسر الوحيد في هذا الأمر.. بل أن هذا التوجه والسلوك هو التهميش والاقصاء والاستحواذ بعينه والغاء الأخر ورفضه المتعمد الذي نمارسه بامتياز في زمن الشفافية والحريات ضد الاخوان بوعي منا ام بدون وعي فالنتائج واحدة وتوصلنا الى ديكتاتورية جديدة ومقيته من نوع أخر ..فهل نعقلها ونعدل ونعتدل قبل فوات الفرصة والاوان فنصبح على ما فعلنا نادمين عندما يجدها العسكر فرصة مناسبة ومواتية وينقلب على الجميع ؟.