الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٤ صباحاً

ماذا لو دخلت صياد البرلمان

أروى عبده عثمان
السبت ، ١٥ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٥ صباحاً
سنخبر صديقتنا صياد ، عند زيارتها للبرلمان اليمني ، أن تحضر معها شوية "قطر الحديد " ، وكثير من "الحروز " ، فلا تعول على خوارقها ومعجزاتها المعروفة، فحتماً ستتحول رماداً في حضرة البرلمان .

صياد القوية التي تِفَجّع كل الكائنات ،ولا تُفجع أبداً مهما كان الخصم قوياً وشرساً ، انها صياد سيدة الكون ، وسيدة الغيب .

عند زيارتها لليمن ، والى مجلس النواب خاصة –لاشك- انها ستموت من الفجائع و"الخرائع" ألف مرة ، فلذا ننصحها بألا تكتفي بالعلاج التقليدي عقب كل فجعة ، فتعمل لسرتها "تُفال " ،أبداً ، بل عليها أن تحضر معها "مياسيم" غليظة ، وأطنان الملح تنفشه طريق طريق ، كذلك أنواع البخور من "شبل فؤاد" الى المر والفارعة والحلتيت ،وأن تغرس في كل جسمها "الشذاب" فمهمتها أكثر من خطيرة .. انها ستزور مجلس النواب ، ومعروفة الفجعات التي ستباغتها بين الدقيقة والأخرى ابتداءاً من الحارس حتى المنصة ، فلتأخذ حذرها ، ولا تعتمد على تاريخها وعلى عضاريطها الأشداء ، فالخرائع كبيرة ياصياد .

**

ما أن تقترب صياد من شارع التحرير بتفرعاته ، ستبكي على ما آل اليه من خراب ، وخيم فارغة ، وبسط على الأسفلت ،والأرصفة ، وعلى الناس اليابسن والخائفين ، وعلى تلك النوافذ المغلقة ، والأبواب المنكسرة المذعورة ، مثله مثل شارع الجامعة ، صياد لا تملك إلا ، أن "تمغط " فجعتها لتواصل طريقها الى البرلمان ..

**

ما أن تخطوا خطوتين في اتجاه بوابة البرلمان ، ستجد المرافقين من كل نوع "مذرذرين" مثل بطاط "قاع جهران " فكل مليشيا مسلحة تحوط سيدها وشيخها ، وإلهها الصغير المرصع جسمه بالكروش وبعشرات الوظائف الظاهرة والباطنة ، ومزنجر بالآلاف من اسماء المرافقين والأسماء الوهمية الذي يبتلع رواتبهم من خزينة الدولة .. هذا الكائن / الكارثة ، اسمه "برلماني " برتبة شيخ مشائخ ، وعاقل حارات ، ومقوت ، وتاجر سلاح ،ومقاول حروب ، وثورات ،وفقيه يجر خلفه فيالق الفقهاء ورجال فتاوى (جدد لنج ، خارجين من مصنع الوهابية قبل يومين ) ، كذلك عساكر ورؤساء أحزاب ، وأصحاب دكاكين ، ورجال أعمال ، ووو(كلهم واحد في كائن يدعى برلماني )

لن تملك صياد أمام المشهد الفلكلوري ، إلا أن تشهّد وتكبر , وتمتم ، معقول يحدث هذا في اليمن !! هذه الصور والمناظر قد أنتهت من العالم قبل مئات السنيين ؟!!

**

أمام المشاهد المروعة في شارع البرلمان ، عصرت صياد مخها ، وأستدعت عضاريطها الأقوياء ، وتناقشوا ليخرجوا بمقترحات تحد من تلك المشاهد الكارثية ، وكانت كالتالي :

أن ، تسفخ الجميع بماء مثلج ، ليذهننوا انهم خارج العصر والآوان ، ثم تمسخهم مع شيخهم الكبير وتحولهم الى حمائم يهدلون ، وتحول البنادق والجنابي الى أتاري ، أو مناخش أسنان ، أو عثرب ، أو معاصب كراث ، بل وستحول سياراتهم ( شاص ، هيلوكس ، بورش ) الى فراشات ، وبساط الريح .

**

وقالت بحزم : إن فشلتُ سأمسخهم الى حجارة - كانت ستتجرأ وتحولهم إلى أصنام ، كما فعلت في بلدان أخرى ، لكن تنبهت أن التماثيل والأصنام محرمة - فاكتفت بمسخهم الى :حجارة ، وجبال ، وهضاب ، بل وستثبتهم بمسامير "صبة " من صنعها .

**

في أحد الأيام ، كادت صياد تصاب بالسكتة القلبية ، وهي ترى جثامين الحجارة والجبال (البرلمانيون) يتحركون مثل أفلام الرعب فكيف نزعوا المسامير وتحركوا ؟ على اثر ذلك ، أجتمعت بسرعة مع كل قوى الجن ، والعضاريط في العالم ليساعدونها ، ويحولون دون حركتهم ، فيقرطوا ما تبقى من انسان ، وما تبقى من خزينة الدولة ومفاصلها ، ويثيروا الرعب ، والتقطعات ، ويفجروا ، ويدمروا كل شيء في طريقهم .

لأشهر لم تذق صياد النوم ، ، واستغربت عن نجاح طريقة المسخ في بلدان تشبهنا ، وفشلت مع اليمنيين !! ،

لم تعدم صياد طريقة أخرى مع البرلمانيين ليذعنوا ويصبحوا مثل خلق الله ، ويبطلوا يلعبوا مع الشعب لعبة " الذيب الذيب يا ابه ، سعليكم يا عيالي " ، واهتدت الى طريقة حشرهم في " طاقية أخفاء " وباليمني "الكوفية والسماطة "فتخفيهم 700 سنة مثلهم مثل أهل الكهف ، واستدركت ، انهم عرزين ، فضاعفت الرقدة ، اذ جعلتها الف سنة ، وتلك القرون كفيلة بأن تنسيهم المشيخة وتوريثها ،والعسكرة ، والفيد ، وتحويل البلد الى بقعة ، والمواطنين عبيداً ، وقالت ان الفقهاء والدعاة هم أول المحشورين داخل "سماطة الكهف" فهم من دمروا الدين وجعلوه في خدمة السلطان ، واشتغلوا مبلطين فتاوى ، بل مسخوا النساء الى جثامين سوداء تتحرك بلا حياة .

**

الرقدة الكهفية لمجلس النواب ، ستنسيهم كل شيء ، سيرجعون أوادم يسلكون ويتحدثون بلغة ومنطق العصر ، لا عن اصلهم وعرقهم الإلهي ، ورتبهم المقدسة في استعباد الناس ، ونهبهم لخزينة الدولة ، واستباحة الدولة وتحويلها الى فخذ في القبيلة ، وتقطعاتهم ، واطفائهم الكهرباء ، وشرب النفط ، وتغريز المدن بالمرافقين والمليشيات ..

في هذا الاثناء ، سيكون المخلصين من أبناء البلد ، قد أسسوا الدولة المدنية الحديثة بالقانون الصارم ، وقيم المواطنة ، يمن بلا تعصب ، بلا سيدي ، ولا شرائف ، بلا مشيخيات ، ومرافقين ، وشاصات وبنادق ، ستكون المدن قد خلت من المعسكرات ، ومحاوي المهمشين ، والموتورات ، وستكون بدرومات البيوت مكتبات ، وصالات ، لا مخازن بارود وصواريخ .. وأكثر من ذلك ستكون اليمن بلا محسن ، ولا صالح ولا حميد ، ولا جرمان ، وشعفل ، ونهشل ، وهشول ، وهرشان ، وسرحان ، وكلفوت ،وقحطان ، وزغطان ، وخنقان .

يمن بكهرباء ، وماء ، وحدائق ، ومسارح ، ومتاحف ، يمن بلا قات ، بلا مهمشين ، أما المرافقين بمشائخهم، وفقائهم ، وجنرلاتهم وسادتهم ، سيكونون موظفين ، وكتاباً ، وعمالاً ، وحدادين ، وفنانين ، وعمال نظافة ، واساتذة جامعة ،وحلاقين ووزراء ، ..الخ .

**

هذه الرقدة الألفية ستجعل البرلمانيين بهئية راقية ، فلا يدخلون بملابس مخيطة بالرصاص ، فتراهم وكأنهم سارحين سوق الربوع ، أو سوق القات ، أو كأنهم مشردون ، ستقول لهم صياد : أخلعوا وجوهكم الغاضبة المقلوبة ارموا بالعجرفة والنخيط الكاذب ، فالوجوه المعطفة عمرها ما كانت علامة الرجولة والشرف والهيبة الوطنية.

**

ستعمل صياد أثناء نومة أهل الكهف في البرلمان اليمني ، أن تمنع المخافسة / والتثاؤب ، والرقدة ، وستعمل على أن يحترم البرلماني نفسه ، لا أن يتحول الى قائد عصابة وقاطع طريق ،ليمرر صفقات وبيزنس "الهشولة " .

ستنزع ما كينة توريث الأحقية المطلقة " أبو بصائر " فالبرلمان ليس مزرعة للأحمر والأصفر وتفريخ العائلات ، بجهالهم و"قرشهم " .

ستعتمد صياد التوقيع بدلاً عن البصمة ، فالبرلمانيون الأميون مكانهم محو الأمية .

**

أخيراً

جنة الأثوار حضائرهم واصطبلاتهم ، لا أن تزهق ارواحهم عند عتبة البرلمان .
فكيف تشوفوووا؟؟
(تعتذر صياد للبرلمانيين الرائعين العاملين من أجل الدولة المدنية )

_________
نقلاً عن صحيفة الأولى