الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٧ مساءً

أبو العلاقات الدولية في قسم العلوم السياسية جامعة صنعاء في ذمة الله

عبدالحميد جريد
الأحد ، ١٦ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
في ظل الظروف الذي يعيشها الشعب اليمني وهي التي لاتسر العدو قبل الصديق وفي ظل المكايدات السياسية وفي ظل الاغتيالات والتفجيرات وفي ظل الصراع من اجل البقاء وفي ظل البقاء للأقوى والعمل على إقصاء الأخر وتخوينه وتكفيره والعمل على إزالة كل من يقف بوجه الظلم ويصرخ باعلى صوته من اجل بقاء العدالة وسيادة القانون وفي وقت أصبح فيه الشريف سارق وأصبح السارق فيه شريف وأصبح في الأمين خائن والخائن أمين في ظل مثل هكذا ظروف اشتاق أبو العلاقات الدولية في جامعة صنعاء لرحمة ربه من جور صراعات وظلم بني البشر .

وانطلاقا من مسلمة مفادها ( كلما ازداد الإنسان علما ازداد تواضعا ) يعتبر البروفيسور حكيم عبد الوهاب السماوي أستاذ العلوم السياسية بشكل عام والعلاقات الدولية بشكل خاص مدرسة يحتذي بها في الأخلاق لقد كان رحمة الله تغشاه من ارقى الناس تعاملا مع طلابه سواء في مرحلة البكالوريوس او في مرحلة الدرسات العليا حيث وقد انظم إلى أعضاء هيئة التدريس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء في العام 1994م وذلك بعد حصوله على درجة الدكتوراه الموسومة بعنوان "دور الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى المهتمة في الصراع الإيراني-العراقي." من جامعة جورج واشنطن الأمريكية وخلال فترة عمله في مجال التدريس فسم العلوم السياسية في جامعتي صنعاء والحديدة قدم عصارة جهده العلمي لإنجاح المسيرة التعليمية في البلاد وقد تخرج علي يديه الاف الطلاب من مرحلة البكالوريوس ومئات الطلاب من الماجستير . كان رحمة الله عليه داخل القسم كنحلة يجود بأفضل مالديه مارايته قط يتكاسل او يمل من القاء محاضراته في ظل تماطل وتساهل الكثير من زملاؤه عهدناه اب حنون وفيلسوف بارع وأستاذ جهبذ أفنى كل حياته في خدمة العلم عشقه كل طلابه وتسابق عليه الكثير ليتزدوا وينهلوا من منهله العذب ومن منبع خياله الصافي وكان لهم الصادق المخلص المثابر .

في هذه اللحظات عجز لساني عن الكلام وتجمدت اناملي عن الكتابة لوصف مثل هكذا عملاق . كان رحمة الله عليه صادق الكلمة لا يحب المجاملة والتزلف وبالرغم من درجته الاكاديمية ( البروفيسور ) الا انه عاش بسيطا متواضعا لايحب الشهرة وبالرغم من معانات الحياة كانت ابتسامته لاتفارق وجهه .

أيها الأب الحنون والأكاديمي القدير لفراقك سيحن الجميع سيحن اليك موظفي الكلية وطلابها سيحن إليك زملاؤك ستحن إليك كل قاعات الكلية وكل مكاتبها سيشتاق اليك مكتبك الذي ألف بقاءك فيه سنوات ستشتاق اليك جميع الكتب في مكتبتك التي الفت مداعبة أناملك لها كل صباح ستشتاق اليك كل ذرة رمل مشيت عليها . بالرغم من ايماننا بالقضاء والقدر وان الموت حق لاكن لازال البروفيسور حكيم حي في قلوب كل من تتلمذ على يديه وكل من عرفه وتعامل معه مع كل أبناءه الطلاب الذي كان لهم نعم المدافع ونعم المحامي ونعم النصير في انجاز أبحاثهم ورسائلهم العلمية .

وهنا اطلب العذر لأني لوحاولت كتابة مؤلفات ومجلدات لما وفيت بحق محاضرة من محاضراته أو نصيحة من نصائحة لكن كل ماقدمه سيرافقه إلى حياته الاخره وسيكون له برهان في جنة الخلد باذن الله رحمك الله أستاذي الكبير والمناضل الجسور والثائر المحب والمخلص لوطنه (البروفيسور ) :حكيم عبدالوهاب السماوي . الفاتحه