الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤١ صباحاً

الدولة المدنية الحديثة في اليمن بين الممكن والمستحيل

أنور معزب
الاربعاء ، ١٩ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن الدولة المدنية الحديثة فماهي الدولة المدنية الحديثة ؟ وهل هناك امكانية لتحقيقها في اليمن ام ان تحقيقها يبدوا امرا مستحيلا ؟ وماهي الطرق والخطوات الكفيلة بتحقيقها ؟ وماهي اهم العوائق والصعوبات والتحديات التي تقف عائقا امام تحقيق الدولة المدنية الحديثة ؟

وفيما يخص الدولة المدنية الحديثة يمكننا تعريفها هنا وبشكل مختصر بانها دولة النظام والقانون ودولة العدل والمساواه و ودولة الامن والامان والاستقرار و ودولة التنمية الاقتصادية والعمرانية و ودولة السياحة والاستثمار ودولة الحريات التي لا حدود لها ودولة الصحافة الحره والصوت الحر ودولة الرأي والرأي الآخر تلك هي الدولة المدنية الحديثة وذاك هو ذاك هو الغد المشرق والمستقبل المنشود الذي طالما حلمنا وتغنينا به جميعا .فكيف يمكننا تحقيق الدولة المدنية الحديثة وكيف يمكننا تخطي جميع العوائق والصعاب التي تقف حجر عثرة امام الدولة المدنية الحديثة
ان مشروع الدولة المدنية الحديثة لهو مشروع عظيم يستحق منا التضحيات وبذل الجهود هذا المشروع ورغم تكاليفه الباهضة ورغم وجود الصعاب والعوائق الكثيره امام تحقيقه الا ان تحقيقه ليس بالامر المستحيل واذا ماوجدت الارادة والعزيمة والتضحية فانها تصنع المعجزات ومن هنا وحتى نتمكن من تحقيق هذا المشروع مشرو علادولة المندية الحديثة يجب ان نمتلك ارادة صلبه وعزيمة قويه وقبل ان نتحدث عن الارادة والتضحية والعزيمة نحن بحاجة الى القيام بشئ اهم من ذلك اذ لايمكن ان تتوفر لدينا ارادة صلبه ولايمكننا ان نتمتلك عزيمة قويه دون ان نبدى بداية جديده نفتح فيها صفحة جديده من حياتنا جميعا صفحة يسودها التصالح والتصافح والتسامح صفحة يسودها الحب والاخاء والتعاون والتراحم صفحة نطوي بها الماضي وصراعاته ومخلفاته ونحن اليوم بحاجة ماسة اكثر من اي وقت مضى الى ان نتعامل وفق هذه المعايير خصوصا اننا على اعتاب انعقاد مؤتمر الحوار الوطني.

وبعيدا عن التعصب الحزبي والسياسي الذي اعمى البعض فاصبح لايرى الحقيقة وهي ماثلة امامه وواضحة وضوح الشمس في كبد السماء نعم بعيدا عن التعصب الحزبي والسياسي يجب ان نقول للصح صح وللخطاء خطاء اينما وجد وهنا استغرب من جميع الاحزاب والقوى السياسية اليمنية واغلب اعضائها فجميع الاحزاب السياسية اليمنية مشتركة في التصرفات الخاطئة التي حصلت بالبلد وقد تتفاوت نسبة الممارسات الخاطئة من حزب الى آخر الا ان جميع الاحزاب السياسية قد ساهمت مساهمة فاعلة بطريقة او باخرى وبقصد او بدون قصد في تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي ومن ثم تدهور الوضع بشكل عام في البلد ومن هنا يجب ان يعترف كل حزب بان لديه اعضاء وقد يكونوا هؤلاء الاعضاء في الاغلب هم قادة الاحزاب الفاسدين بامتياز والصغير قبل الكبير يعرف من هم هؤلاء ومن اقصد ولاداعي هنا الى ان اتطرق لذكر الاسماء فجميعنا يعرف منهم الفاسدين الذين نهبوا ثروات البلد واذا ما اردتم ان اقرب لكم الصورة حتى تكون واضحة اكثر فالمؤتمر الشعبي العام ورغم وجود اعضاء يشار اليهم بالبنان ويشهد لهم بالنزاهة والوطنية الا ان هناك اعضاء فاسدين لازالوا موجودين في حزب المؤتمر أولئك الاعضاء بل القادة الفاسدين في المؤتمر عاثوا في الارض الفساد ونهبوا الثروات و الاراضي وصادروا الممتلكات ومازالوا كذلك الا ان حزب المؤتمر يقف مدافعا عنهم وبشراهه عجيبة كما ان التجمع اليمني للاصلاح هو الآخر لديه اعضاء بل قادة وتحديدا هم قبليين وعسكريين يعرف القاصي والداني بانهم كانوا من اشد الفاسدين بطشا وجبروتا وكانوا ضمن القيادة والرموز الهامة في النظام السابق اذ لم يكن احد يتجراء ان يقف امامهم او ان يتجاوزهم حتى الرئيس السابق نفسه لم تكن لديه الشجاعة والجراءة في تجاوزهم ! (اعتقد عرفتم من اقصد ) هؤلاء الفاسدين عندما يريد الشعب التخلص منهم نجد التجمع اليمني للاصلاح يفقد صوابه ولايريد احد ان يمسهم بسواء ونحن كذلك لانريد ان نمسهم بسواء ايضا الا اننا وبنفس الوقت لانريدهم ان يكونوا جزء من اليمن الجديد ذلك ان الايام اثبتت وبما لايدع مجال للشك بانهم فاقدين المسئولية والامانة كما انهم ليسوا اهلا للثقة وتحمل المسئولية وكما نعلم فان فاقد الشئ لايعطية فما نريده من احزابنا السايسية وخصوصا المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للاصلاح بأن يمتلكوا الشجاعة وان يكونوا عند قدر المسئولية وان يتخلصوا من أولئك الاشخاص الذين عاثوا في الارض الفساد ومازالوا كذلك لان أولئك الاشخاص يعتبروا وعلى اقل تقدير كالبضاعة الفاسدة ومالم يتخلصوا منها ويقذفوها بعيدا فانها سوف تؤثرعلى بقية البضاعة الصالحة الموجودة في نفس الكرتون وتجعلها فاسدة ايضا وغير صالحة للاستخدام ومن هنا فان العنصر والمكون الاساسي واللازم توافره للولوج الى الدولة المدنية الحديثة هو استخدام العناصر والمكونات النظيفة والصالحة للاستخدام و عدم الاستعانة او استخدام المكونات والعناصر الفاسدة والضارة كون تلك العناصر منتهية وغير قابلة للاستخدام واذا ماتم استخدام تلك المكونات والعناصر فانه من الاستحالة بمكان تحقيق الدولة المدنية الحديثة.

ولكي تكون لدينا دولة مدنية حديثه صلبه وقويه لاتهزها اي رياح او اعاصير ولا تؤثر فيها اي مؤامره او دسائس داخليه كانت اوخارجية يجب ان يكون الجيش اليمني والقوات المسلحة والامن جيش وطني موحد تحت سلطة واحده يعمل من اجل حماية الوطن واراضيه ومكتسباته وسيادته وحماية امنه واستقراره وليس من اجل حماية شخص او عائلة او حزب وهو الامر الذي يستدعي اعادة هيكلة القوات المسلحة والامن وانا هنا عندما اقول اعادة هيكلة الجيش والامن اعي اهمية مااطرح وعندما اقول اعادة هيكلة الجيش والامن فانا اقصد بها غرس وزرع الولاء والانتماء لله ثم للوطن في نفوس جميع افراد منتسبي القوات المسلحة والامن ولااقصد بها شخص او حزبا بعينه كما هو حال بعض القوى السياسية عندما تريد ان توظف اعادة هيكلة الجيش والامن لتحقيق اغراض ومأرب خاصة بها
وحتى نكون جميعا كعامل مساعد ولكي نلعب دورايجابي وحتى نساهم مساهمة فاعلة في تحقيق الدولة المدنية الحديثة ينبغي على جميع ابناء الشعب اليمني بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم الحزبية والقبلية من مثقفين وكتاب واساتذة وساسة واقتصاديين ومحاميين و دكاترة ورجال اعمال وطلاب ومهتمين ومراكز ابحاث ومنظمات مجتمع مدني جميعا يمضوا باتجاه النهضة الاقتصادية بالبلد وماهو الممكن من غيره وماهو المؤثر الايجابي من المؤثر السلبي للنهوض باقتصاد البلد وماهي السبل الكفيلة لتحقيق النهضة الاقتصادية للبلد وكيف يمكننا ان ننهض بالبلد هذا هو مايجب ان نشغل عقولنا وتفكيرنا به وهو الهم الذي يجب ان نضعه جميعا نصب اعيننا فالتنمية والنهضة الاقتصادية لاتقتصر مسئوليتها على الحكومة فحسب ومن يتصور ذلك فهو مخطئ اذ نحن جميعا مطالبون بان نمد يد العون والمساعدة الى الحكومة وذلك من خلال ايجاد وخلق الرؤئ والاستراتيجيات الكفيلة بالنهضة الاقتصادية وذاك هو ماينبغي علينا ان نهتم به.

وقبل هذا وذاك وقبل ان نفكر في بذل الاسباب المادية وقبل ان نفكر في هيكلة الجيش وتغيير الفاسدين يجب ان نغير ونصلح انفسنا اولا من الداخل بكل صدق واخلاص وذلك اذا مااردنا التغيير الحقيقي نحو الافضل (ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) فالنتقي الله سبحانه وتعالى جميعا ولنخاف وعيده وحسابة (يوم لاينفع مالا ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم) ولندعوا الله في كل وقت وحين وعند كل خطوه نخطوها ونقدم عليها ندعوه ان يصلح حالنا وحال وطننا المناهرة قواه والمتناثرة اشلائه فالله وحده من بيده الخير والله وحده من بيده صلاحنا وصلاح وطننا وهو من بطاعته وعبادته سوف يعيننا في تحقيق الدولة المدنية الحديثة وبدون تقوى الله وطاعته والرجوع اليه ومخافته لانستطيع تحقيق الدولة المدنية الحديثة وسوف تظل امرا مستحيلا وحلم يراودنا كما راود الاجيال التي سبقتنا.