السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٣ مساءً

اهمية اعادة هيكلة الجيش في محاربة فساد المؤسسة العسكرية

أنور معزب
الأحد ، ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
مهم جدا بل هو غاية في الأهمية ذلك القرار التأريخي الذي اتخذه رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة المشير عبدربه منصور هادي بخصوص اعادة هيكلة الجيش والذي نتج عنه الغاء مسمى الحرس الجمهوري والفرقة الاولى مدرع ومن ثم انهاء الانقسام الحاصل في الجيش اليمني وتوحيده تحت قياده موحده ولقد كان رئيس الجمهورية بالفعل موفق ايما توفيق في اصدرا ذلك القرار المفصلي والتاريخي الا ان هناك خطر آخر محدق لازال مخيم ويلقي بظلاله على الجيش اليمني كما انه لايقل خطوره عن انقسام الجيش اليمني ذلك الشئ الخطير هوشبح الفساد في المؤسسة العسكرية انه فساد لاحدود له ولارقيب عليه ولاحسيب انه الفساد الاشد فتكا بالوطن انه الفساد الذي ينخر بجسد الوطن النحيل والمتهالك انه الفساد الذي وقفت امامه الحكومات المتعاقبة عاجزة اذ لم تتمكن من اخماده او على الاقل الحد من انتشاره وتوسعه.

ومن باب الواجب كمواطن يمني يهمة امر وطنه وحتى لايخلوا الطرح من الموضوعية ولكي نضع النقاط على الحروف ولكي تبدوا الصورة اكثر وضوحا لمن لايعرف فساد المؤسسة العسكرية اقول :-

لعل جميعنا يعرف قادة الويه او قادة معسكرات ونعرف كم لديهم من الفلل الفخمة والسيارات الفارهة والاراضي والاملاك اكرر فلل وليست فله واحده وسيارات وليست سياره واحده واراضي وليست ارضا واحده وماخفي كان اعظم ولو اكتفوا بفله واحده وسياراه واحده وارضا واحده لما كتبت هذا المقال ولما فكرت ان اكتبه البته.

ان الراتب الشهري لقائد اللواء وفي جميع الاحوال لايصل الى اربع مائة الف ريال وحتى لو فرضنا جدلا انه خمس مائة الف ريال لما استطاع قادة الألوية بهذا الراتب ان يمتلكوا كل تلك السيارات والفلل والأراضي فمن اين لك هذا !؟.

ان تلك السيارات الفارهة والفلل الفخمة والاراضي والاملاك التي يمتلكها قادة الألوية لم تأتي من فراغ انما اتت نتيجه للفساد والعبث الحاصل في المؤسسة العسكرية .

فهناك العديد من صور الفساد والعبث الموجود في هذه المؤسسة العملاقة بالفساد والرائده بالعبث ومن هذه الصور ان قادة الالوية والمعسكرات يجندون اطفالهم واخوانهم واقاربهم واقارب اقاربهم وانسابهم وانساب انسابهم ويتقاضون مرتباتهم اولئك الاخوة والاقارب والأنساب وهم في منازلهم واغلب هؤلاء لايعرف حتى كيف يضع "البريه" او كيف "يتمم" وكل مايعرفه ذلك المدلل القابع في المنزل والذي مثله كمثل ربية البيت ان راتبه الشهري يصله الى المنزل وكأن المؤسسة العسكرية ملكا لابوه او اخوه او جده. والمؤلم ان الجندي المتلزم في ميدان المعسكر تستقطع شهريا مبالغ من راتبة لقائد اللواء بحجة انه لم يتمم على الفندم الفلاني او انه تأخر عن التدريب في اليوم الزعطاني او انه عكر مزاج الفندم في اليوم الزبيطاني ولايجد الجندي نفسه الا امام خيارين كلاهما مر اما ان يستلم راتبه بعد الاستقطاعات الجائره واما شاوش الحبس والزنزانه بانتضاره فكم انت مظلوم ايه الجندي اليمني في المعارك اسمك في اول القائمه وفي اول صف المقاتلين وفي المرتبات اسمك في آخر القائمه وهو في آخر صف المستلمين ولاحول له ولاقوه.

صوره اخرى من صور فساد المؤسسة العسكرية يتمثل في ان قادة الالوية لديهم اعداد مهوله من الجنود الغير منتظمين والمتغيبين عن المعسكر وهنا يبرم اتفاق بين الطرفين يسمى اتفاق "كل واحد يروح لحاله وكل واحد الله يفتح عليه" وبهذا الاتفاق يعتبر الطرف الاول هوالجندي والطرف الثاني هو قائد اللواء وينص الاتفاق على ان الطرف الاول لن يداوم في المعسكر البته ولن يحضر الى المعسكر الا عند نهاية كل شهر لاستلام راتبه فقط وعليه دفع مبلغ شهري لايقل عن عشرة الف ريال للطرف الثاني وذلك مقابل تسهيل الطرف الثاني للطرف الاول مسألة عدم الحضور والدوام داخل المعسكر وتخيل معي اخي القارئ الكريم كم هي المبالغ التي سوف يجنيها الطرف الثاني "قائد اللواء" شهريا لو فرضنا وعلى اقل التقدريات ان قائد اللواء لديه 300 جندي مغفر وكل جندي سوف يدفع مبلغ عشرة الف ريال وهذا على اقل تقدير فسوف يستلم الطرف الثاني "قائد اللواء" مبلغ ثلاثة مليون ريال شهريا!!

هناك صوره اخرى من صور الفساد في المؤسسة العسكرية والمتمثل في التعيونات والتغذيه المعتمده للألويه حيث يقوم قائد اللواء بأخذ جميع اعتمادات المعسكر من مأكل ومشرب وملبس ووو الخ وكما ذكرت اعلاه اغلب جنود المعسكر في منازلهم وليسوا في المعسكر وحتى الجنود الموجودين داخل العسكر لايأتيهم من ذلك الاعتماد الخاص بالاكل والشرب والملبس الا الفتات حيث يقوم سماسرة قائد اللواء في المعسكر بأخذ تلك الاعتمادات من بر وسكر ودقيق وفول وحلاوا وجبن وبطانيات وادويه وووووالخ الى الاسواق لبيعها وتخيل معي اخي القارئ الكريم ان هذه اعتمادات شهريه تباع وبدون حسيب او رقيب !!

ماتناولته النقاط اعلاه من فساد المؤسسة العسكرية يعتبر غيض من فيض ونطفه من بحر ولاتمثل تلك النقاط جميع صور الفساد الحاصل في هذه المؤسسه المتخمه بالفساد والمفسدين والافضع والامر من ذلك هو عدم قيام الحكومة بمواجبها للحد من فساد هذه المؤسسة حيث ان جميع الحكومات المتعاقبه بما فيها حكومة باسندوة لم تعمل على ايقاف الفساد والمفسدين والعبث الحاصل في هذه المؤسسة .

ان مايثير التساؤل والتعجب والحيره في آن واحد هو لماذا لايتم ادخال نظام البصمة الى المؤسسة العسكرية ولماذا هذه المؤسسة بمنئى عن الانظمه والقوانين الصارمه المطبقة في المؤسسات المدنية !؟ ولماذا هذه المؤسسة والفساد الحاصل فيها بمنئى عن الهيئة العامة لمكافحة الفساد !؟ ام ان هيئة مكافحة الفساد مسئوليتها فقط على تقتصر على حماية المؤسسات المدنية من الفساد وفساد المؤسسة العسكرية لها رب يحميها !؟

جميعنا يدرك حقيقة ان فلل وسيارات واراضي واملاك قادة الألوية لم تأتي من فراغ وان هذه المقتنيات والاملاك قد حصلوا عليها نتيجة العبث والفساد المروع داخل المؤسسة العسكرية .

ان اعادة هيكلة القوات المسلحة والامن وانهاء الانقاسم الحاصل في الجيش وتوحيده تحت قيادة موحده لهو امر غاية في الاهمية ولكن مكافحة الفساد والقضاء عليه في المؤسسة العسكرية هو ايضا امر غاية في الاهمية ولاتقل اهميتة عن اهمية اعادة هيكلة الجيش لذلك نتمنى ان تكون اعادة هيكلة الجيش وحتى تؤتي ثمارها هي بداية حقيقة لهيكلة الجيش اليمني وتنظيفه من جميع الفاسدين والعابثين والقضاء على الفساد الحاصل في المؤسسة العسكرية بكل صوره واشكاله .
ومع اعادة هيكلة القوات المسلحة هناك العديد من الاسئلة التي تطرح نفسها فهل سوف نشهد مع اعادة هيكلة القوات المسلحة اصلاحات حقيقة وجادة في المؤسسة العسكرية وبما من شأنه محاربة الفساد والمفسدين ورفع مرتبات الجنود البواسل وحماة الوطن الى المستوى الذي يمكنهم العيش بحياة يستحقونها حياة تحفظ لهم كرامتهم وتصون لهم شرفهم المهني !؟ ومع اعادة هيكلة القوات المسلحة هل سوف يتم تدريب واعداد الجنود وجميع منتسبي المؤسسة العسكرية اعدادا وتدريبا حديثا وفق المتطلبات القتالية الحديثة !؟ ومع اعادة هيكلة القوات المسلحة هل ستشهد المؤسسة العسكرية نظام البصمة النظام وحتى يتم الحفاظ على المال العام من النهب والعبث والاهدار !؟ ومع اعادة هيكلة القوات المسلحة هل سوف يكون تعيين القادة العسكريين بناء على معايير الكفائة والنزاهة والوطنية وبعيدا عن المعايير الحزبية والسياسية والقبلية والوساطات !؟ ومع اعادة هيكلة القوات السلحة هل سوف ينئى الجيش اليمني بنفسه عن العمل الحزبي والسياسي ويتفرغ لواجباته ومسئولياته الوطنية في حمياة الوطن وسيادة اراضيه والحفاظ على الامن والاستقرار !؟ ومع اعادة هيكلة القوات المسلحة هل سوف يقوم الجيش اليمني بحماية انابيب النفط وابراج الكهرباء من الضربات والتفجيرات ؟ ومع اعادة هيكلة القوات المسلحة هل سوف يقوم الجيش بحماية السياح والاجانب المتواجدون في البلد !؟
فهل ستحقق اعادة هيكلة القوات المسلحة كل مايصبوا اليه الوطن وكل مايتمناه ويحلم به اليمنيون...اتمنى ذلك