الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٤ صباحاً

آخر إحداثيات ثورتنا

مروان الغفوري
الأحد ، ١٤ أغسطس ٢٠١١ الساعة ١١:٣٥ صباحاً
اللقاء المشترك يركض في اتجاه إعلان الجمعية الوطنية. فيما يبدو تلقى وفده الذي زار عدن مواقف جيدة من قبل فصيل مهم في الحراك الجنوبي. الرئيس ناصر يزور القاهرة. من المتوقع أنها زيارة تدور في ساقية قريبة من "الجمعية الوطنية" أو المجلس الوطني. حزب الإصلاح يعيّن محافظاً على الجوف، وعلي محسن يعترف بمحافظ الحوثيين على صعدة. الجنرال سرحان، المؤيد للثورة، وشباب الثورة في تعز يتعاملون ...مع الحرس الجمهوري والأمن المركزي في تعز كقوة خارجة عن القانون. مشروع اتفاق التهدئة أكد هذه الفكرة لأنها يأتي على شكل خصم كبير من فكرة الشرعية لمصلحة شرعية الشارع.

صالح استدعى لفيف من رجاله وأخبرهم أن عليهم أن يستعدوا لأسوأ الاحتمالات، بما في ذلك تسليم السلطة. يحيى صالح يهدد بكسر الأعناق. طبعاً قال تهديده ثم "التفت الساق بالساق"!

تطمينات تعطى لقيادات المؤتمر الشعبي العام بأن الحزب (الذي لم يكن شرعياً طيلة حياته) سيستمر كحزب شرعي بعد نجاح الثورة. الثورة تنجز الآن الخطوة الأخيرة من المرحلة الأولى: تجفيف منابع (أو: تنظيف مجاري) النظام العائلي.

حدث تغير دراماتيكي ضاغط في الموقف الدولي. تقديري أن مهدي مقولة ارتكب الخطأ القاتل، وهو ما كنت أتحدث عنه في مقالاتي منذ شهور: سيكون هناك خطأ قاتل لا يمكن لأحد أن يتنبأ به، بعد ذلك ستكر السبحة وينهار النظام بمتتالية فيزيائية. ليس من قبيل التنجيم، بل لأمر آخر. غالباً ما تنتهي اللعبة المغلقة بارتكاب أحد الخصمين الخطأ الأخير. ولم يمكن ممكنا أن يأتي الخطأ من الثورة لأنها ثورة "بلا مراكب" رسولها البحر، وإنجيلها الشارع. لقد قصف مقولةفي وضح النهار القبائل المؤيدة للجيش ضد تنظيم القاعدة، ليؤكد كل تلك الشكوك الدقيقة حول علاقة "أنصار السنة" بنظام صالح. الرعب الذي أصاب المجتمع الدولي من احتمال أن يتمادى نظام صالح في اللعبة الخطرة دعاهم إلى مجلس أمن لطالما تأخر.

سمع صالح مؤخراً من الأميركان أن المجتمع الدولي لن يسمح بانهيار اليمن. فجأة لملم صالح كل خططه وأخبر رجاله بأنه "لن يسمح بانهيار منجزاته في اليمن". لم يقل: لن يسمح بانهيار اليمن. يحيى صالح، رغم تهديده الطفولي، ظهر على حين غرة في ثياب الرجل الحكيم: لن تكون هناك حرب أهلية، ولن تحدث، حتى في الحصب لن يحدث شيء!

ننتظر الإعلان الجمعية الوطنية، المجلس الوطني لكي تتأكد أمامنا كل هذه القراءات. ندرك، بمعنى ما، أن إعلان المجلس سيكون هو الافتتاحية الكبرى لعهد ما بعد صالح. ويا لغرابة الزمن، قد يفتح 17 رمضان خرطوم ماءه المقدس ليغسل عار اليمنيين العظيم "17 يوليو"! بطريقة بدائية شديدة الامتاع والمؤانسة.