الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٧ مساءً

مهرجان الاعتذار للجنوب

رضوان سعيد العتيق
الاثنين ، ٢٨ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
لقد عانى الجنوب من نظامين نظام الرفاق قبل 1990 ونظام الضم والالحاق والفيد بعد عام 1994 فلهذا من الصعب نسيان كل الماضي الجنوبي وطمس كل الجرائم والتركيز فقط على فترة معينة والمبكي فعلا أن ذاكرة بعض من أبناء الجنوب تناست التاريخ الدموي وجرائم ليس مثيل في تاريخ البشرية منذ عام 67 ربما لفقدان الذاكرة وكبر السن أو لم يعيشوا أحداثها لصغر السن. وتلك الجرائم لا تعد ولا تحصى وتاريخ طويل من التامر والدموية وتصفيات حسابات سياسية ويوجد في بيت كل جنوبي ضحية من تلك الحقبة أما شهيد أو مختفي أو شريد.
لله ثم للتاريخ والماضي الذي مازالت صورته محفورة في ذاكرة أهل الضحايا، ماذا عن الذين قتلوا أو سحلوا أحياء أو اقتيدوا من بيوتهم واختفوا قسرا ولم يعد لهم اثر حتى اليوم ولا يزالون لغزاً.
نحن ليس ضد مبدأ التصالح الجنوبي فالجنوب موطني. فهل مهرجان التصالح والتسامح الجنوبي يجب ما قبل صراع يناير 86م ولماذا لم يشمل كل الفترات السابقة وكلنا يعرف أن تلك الحرب الدموية كانت تصفيات سياسية وقبلية بين الرفاق بعضهم البعض وكان هدفهم السلطة واكثر مدينة جنوبية عانت من ويلات تلك الحرب وذلك صراع الرفاق هي عدن.

مطالب العدالة حق أساسي مشروع لأي شعب والقضية الجنوبية قضية مصيرية لانها تطالب بعدالة ورفع المظالم عن الشعب في الجنوب لما عانه من نظام الضم وإلالحاق والفيد وتناسيا عن معاناة أبناء الجنوب منذ67م وحتى 94م ؟ فليس من العدالة نسيان تلك الحقبة لان بقايا النظام الدموي الماركسي والشيوعي الملحد استطاعوا أن يركبوا واحتواء القضية الجنوبية وإعادة تسويق انفسهم بخطابات عاطفية وأحلام وردية ودعم مادي لا نعرف من اين مصدره وان يرفعوا شعارات الجنوب وان يتحدثوا باسم قضاياه رغم الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب الجنوبي وهم انفسهم قيادات القتل والسحل في الماضي سواء القريب يناير 86 أو البعيد بعد الاستقلال عام 67م وكان الجنوب في عهدهم سجنا كبيرا ولماذا نربط مصيرنا بتوحد وبتماسك أو تسامح وتصالح مع من هذا النوع أو بناء أمورا مستقبلية عليه وكلنا نعلم بان حرب 94م كانت حرب جنوبية جنوبية بالأساس لتصفية الحسابات السابقة والذي أعطى للمخلوع صالح الفرصة لاستغلال ذلك التناقض والتناحر الجنوبي.

لقد حان الوقت لإقامة مهرجان وفعالية الاعتذار وطلب المغفرة من شعب الجنوب لكل الحقبات السابقة وخلال حكم نظامي الرفاق والضم والالحاق والفيد وممن كان لهم دور في خلق هذه الحقائق المأساوية فان ذلك سيعني فعلا إنهاء صفحات من تاريخ جنوبي دموي والدخول في تاريخ جديد وبذلك تهدئ النفوس.