الاربعاء ، ١٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٧ صباحاً

دولة البيض المفقودة

إبراهيم محمد الزنداني
الاربعاء ، ٢٧ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٥:١٥ مساءً
من نافلة القول الحديث عن ان الحانات التي تردد عليها الآية العظمى علي البيض طوال الفترة الماضية قد أصابت عقله بالخبل وأن جزءاً من ذاكرته قد أتلف وأعطب ، والعجيب أنك تشاهد مجاميع من إخواننا الجنوبيين قد اصابهم التبلد بحيث اصبحوا مجرد ابواق وببغاوات تردد ما يملى عليها وقد سلموا انفسهم لمرتزقة البيض ولزعامات ثورة الحبوب في الجنوب ، التي عمدت إلى تزوير وتضليل وعي وعقول الكثيرين من الجنوبيين وحولت قضية الجنوب العادلة والمطالب المشروعة إلى دعوات سخيفة لا سند تاريخي يدعمها ولا شرعية دولية تؤيدها ، فالبيض واتباعه اليوم خرجوا منددين لقرار مجلس الامن الدولي مبررين ذلك انهم لم يكونوا طرفا في المبادرة الخليجية وبانها لا تعنيهم ، وهو استنكار منطقي وفي محله ، لكن من غير المنطقي ، ما يدعون إليه من فك للارتباط واستعادة لدولة الجنوب العربي في حين أن البيض كان يمثل جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية التي ذبحت وسحلة وشردت زعامات إتحاد الجنوب العربي وأنهته إلى غير رجعه ، وما زاد الطين بله أنه وفي ليلة كان فيها المزاج رايق ومتكيف قام ونصب نفسه بنفسه رئيساً لدولة انتهت قبل ستة واربعون عام وحلت محلها جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية التي كان يمثلها يوما من الايام .

فهل من العقل والمنطق التحاور مع تلكم مطالب ومع اشخاص لاصفة ولا شرعية لهم ، فلا العلم الذي يرفع علم دولة الجنوب العربي ولا الرئيس رئيسها ، والغريب ان هذا المعتوه لجأ الى سياسة تصفير العداد إسوة بزميله ، وصفر عداد جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية بل ومحاها من الخارطة التاريخية ، ولم نسمع رفيقاً من الرفقاء يؤنبه ويطالبه بإحترام تلك الحقبة من تاريخ ابناء جنوب اليمن بمحاسنها ومساوئها على حد سواء.

لذلك فإن من الطبيعي ان يقوم المجتمع الدولي بالتقليل من شأن هكذا مطالبات وعدم أخذها على محمل الجد وتسخيف عقل من ينطق بها ، لأنها لا تعدوا كونها مجرد أماني نابعة من عقل مدمن إستغل الظروف التي يمر بها وطننا الحبيب ، ساعده على ذلك الاموال الملوثة التي جناها من اطراف لا يرجون خيرا لهذا الوطن ، كما انه وجد في النفوس المريضة التي فقدت مصالحها مرتعا خصبا لاثارة النعرات وتخويف الامنين واستقطاب السيئين واصحاب السوابق والحاقدين على النخبة المثقفة والمتعلمة من ابناء الجنوب والذين يشغلون مناصب عليا وقيادية وفي معظم جهاز الدولة الاداري ، صحيح ان هنالك مطالب عادلة ومشروعة لابناء جنوب اليمن ، لكن ما يجب ان يدركه اخواننا في الجنوب ان ما اصابهم قد اصابنا ، واننا جميعا مشتركون في الخطأ والسبب سكوتنا وتصفيقنا فالعيب كل العيب ان نجلس لنندب حظنا ونبكي فوق الاطلال ، الاولى ان نخجل من شعوب العالم التي سبقتنا بملايين السنوات الضوئية واجتازت مصائب ومحن تفوق الاف المرات قضايانا ومشاكلنا ولنحمد الله على نعمة الوطن ولنا في اخواننا الفلسطينيين عبره ، فقد شارفنا ان نصبح محل سخرية شعوب العالم وكاد التاريخ ان يسجل في مزبلته اننا الشعب الوحيد في تاريخ الامم الذي يحدد مصيره بأمر يأتيه من الخارج ، والشعب الاوحد الذي تستعبده الشائعات وتستهويه كلمة قالوا فتصبح العقول والقلوب اسيرة القيل والقال ، يا شعب اليمن يجب ان ندوس على جراحنا ونحدد مصيرنا بانفسنا فلدينا وطن يجب ان نبنيه لنلحق بركب الحضارة الانسانية

اخيرا كل الثقة بالعقلاء من ابناء جنوب اليمن وهم الغالبية العظمى كبير فهم صمام امان الوحدة، وهم الدرع الذي سيتصدى للمشاريع الصغيرة التي تدعو الى التشظي والتشرذم ، ولن يسمحوا لعماني الجنسية لهارب باع وطنيته واهان تاريخ ابناء جنوب اليمن كي يعود حاكما لهم في يوم من الايام.