الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٥ مساءً

خيال المستقبل ودوائر التقوقع..!

خالد الصرابي
الاربعاء ، ٠٦ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٣٧ صباحاً

خالدالصرابي
اختلطت الاوراق في واقع مؤلم دون ان يكون هناك جدوى لأنواع التذمر او حتى الندب في حظنا العاثر ,وربما نعود في التجني على مستوى المسميات لأعتقادنا تشكيلها نذر شؤم .ففي لحظة شرود عميق رحل معها الفكر في خيال المستقبل المنشود واجهتنا الحقائق التي ربما تكمن بدايتها في شروعنا تنفيذ إلغاء الدوائر من حياتنا سواء كان فعلا او مصطلحا يقصد به منطقة أوجهه عمل في مؤسساتنا الحكومية عل ذلك يمكننا ويساعدنا في الخروج من الدائرة الوطنية الكبرى والتي كلما شعرنا بمضينا قدما فجئة نجد انفسنا عند نقطة البداية . انتهينا من فرصة التغيير بواقع ثورة ومضى عليها عام . أي انها اصبحت ضمن تعداد الماضي بكل ما حملت في طياتها من صراعات سياسية وإعلامية انهكت الفكر والروح والجسد ولم تخلو من مرارة الوان الدماء المخلفة لكوكبه من الشهداء والجرحى بالإضافة الى وضع اقتصاديا غاية في الانهيار ,ومع ذلك بقينا في محلك سر .حديث شارعنا ,خطاباتنا الاعلامية ,ومشاورات حكومتنا الوفاقية ونسينا ما هو اهم من ذلك بكثير "المستقبل" والذي يبدوا بأن الوصول اليه سيكون صعبا جدا طالما اتسمنا بالتحويم في دوائر الوضع المغلق. الحديث عن الشهداء والجرحى واجب وطني لاينته الا عند ما تنتهي معاناتهم بتأمين المستقبل الذي من اجله ضحى الاباء.لكن الصراعات النفسية والاعلامية الباقية في دوائر الماضي بين القوى والاطراف السياسية هو مازاد الوضع اكثر سوء بل هو النتاج الحقيقي بعد تسببه لما يشهده الوطن من دمار واحتدام زعزع الاوضاع الامنية في عموم مناطق الجمهورية, ولعل تنصلنا لما يفترض العمل به في لملمة الشتات وجمع الصفوف نحو بناء جاد ومثمر هو من اوجد الثغرة التي تسلل منها العدو العابث بالوطن وأبنائه ومقدراته وعافيته كليا عن السير نحو القريب فكرا وارادة والبعيد ضميرا "المستقبل" لاشك بأننا نسينا مقولة "لاتنظرالى الخلف اثناء سيرك فقد تجد فيه مايوقفك " كل يوم يمر من عمرنا هو ماضي ولن نجني منه سوى المتاعب كونه انطوى ولابد ان يكون ضمن صفحات التاريخ بأفراحه وآلامه وكذكرى .ليتسع امامنا التدوين الحقيقي لصفحات المستقبل البيضاء .من يسعون الى تحقيق مصالحهم الشخصية عبر الصراعات الانانية المأزومة مع خصومهم السياسيين متجاهلين ما يلحقون بالوطن من اضرار لابد ان تشملهم انواع التعثر امام عجلة البناء ..مكثنا خمسون عام أي منذ ان اوهمنا الخيال بشيء اسمه "المستقبل "وان اسرة ال حميد الدين هي الحاجز بيننا وبينه فقامت ثورة 26سبتمبر لنكتشف بعد هذه السنون بأن المستقبل خارج دائرة ركضنا المستمر . ربما ان نصيبنا في الحياة حتمية بقاء المستقبل كخيال كلما اعتقدنا وصولنا اليه نجده مجرد سراب.فبمجرد دفن ابطال سبتمبر واذا بالأذ يال تهتزوتكشرت الانياب المتطاير من بين فراغاتها انهار من اللعاب واللتقاء "كشحن وكشحن",وارتفعت رايات التناحر والتنافر ,والحسد والبغضاء وجميعها في الاصل اهداف مصالح شخصية سلطوية تحت شعار "خيال مستقبل الوطن" اين كانت تلك الايادي قبل واثنا الثورة؟؟؟وهكذا هي عقب كل ثورة.اغتيل المستقبل وتحول الى شبح خيالي يسكننا دون ان نمسسه ..! فكيف يراودنا مجرد الشك بأن جميع ثوراتنا قد اغتيلت ,وكما يقال اليوم "ركبوا الموجة" وبدلا من السعي لأبطال مفعول سحر الخفية ليظهر المستقبل جليا امامنا عدنا الى نفس الدوائر لهذا تشكلت عقدة الدوائر ,"وعصيدش متنيها".