الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٨ مساءً

الحوار الوطني فرصة تاريخية

خالد الصمدي
السبت ، ٠٩ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤١ صباحاً


على مر التاريخ اليمني لم تأتي اليه فرصة تاريخية تحضى بالاجماع الإقليمي والدولي الداعم لليمن وإستقراره لأجل تحقيق دولة مدنية حديثة
أمام أبناء الوطن هذه الفرصة التاريخية التي لم توجد من قبل ولن تعوض على المستوى الداخلي والخارجي ولها تحديات أنانية وغير وطنية لكن من سيقف أمام هذه الفرصة سوف يرمي بهم الشعب مزبلة التاريخ ولكل وطن خونة فقد اختاروا لأنفسهم أن يكون من خونة الأوطان ومحكمة العدل الدولية في الإنتظار لكل من يعرقل التسوية ويدخل الشعب في صراع مسلح

هناك شباب بذلوا دمائهم الغالية رخصية لأجل وطن وشعب حلموا في العيش الكريم فيه منذ عقود وسرق هذا الحلم لصوص الثروة وتجار الحروب وغباء الإدارة وغياب الجودة وغياب الضمير الوطني المسؤول وصراع النفوذ
لقد مل الشعب من الحروب والثأر ودفع ثمن غالي في هذه الحياة بسبب أخطاء الماضي للحكم التقليدي و دفع ثمن غالي على المستوى الوطني في فقدان كرامة وطن تاريخه تاريخ أمة لها هويتها الأصيلة بين الأمم
لم يعد للشعب غير الحوار الوطني وسيلة لإنقاذ الوطن من الصراعات والمكايدات السياسية والولاءات الضيقة المذهبية والمناطقية والقبلية والسلالية التي تهدد الولاء الوطني
شعبنا اليمني يدرك أن الوطن لن يكون سعيدا كما كان في تاريخه البعيد ما لم تتحقق دولة مدنية حديثة تقوم على الحكم الرشيد
وقد يكون المخرج الأمثل لليمن وللخروج من أزماته هو في توزيع اليمن الى أقاليم تحت ظل الوحدة ودستور جديد ينظم شكل الدولة وينظم صلاحيات الأقاليم وإحترام الثوابت الوطنية للدولة
يدرك كل حريص على الوطن وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية عبده ربه منصور هادي وقادة التغير من النخب السياسية والشبابية أن الشمال لن يكون شمالا ولا الجنوب سيكون جنوبا وسندخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية في الدولة التي توزعت منها عشرات الدويلات الصعداوية والحضرمية والتعزية واليافعية والتهامية والعدنية والمأربية والضالعية والصنعانية وغيرها هذه الدويلات ستكون فاقده بعضها للموارد البشرية من إنحدار نسبة التعليم فيها وبعضها ستعيش في حكم مذهبي لا يؤمن في الآخر وبعضها ستحكم في عقلية الماضي الذي مل منه الشعب والبعض لن يكون لديه ثروة ومواني وسنعود الى أيام داحس والغبراء والقتل في الهوية والمذهب
هناك إرادة تغير جادة ومخلصة من القيادة برئاسة الرئيس عبده ربه منصور هادي وهناك شرعية ثورية وشعبية ودستورية وإقليمية ودولية تسانده لتحقيق الدولة المدنية الحديثة وأهداف التغير
نتمنى من كل وطني غيور على الوطن وحريص على إستقراره أن يجعل من الحوار الوطني تاريخ جميل سيبقى في ذاكرة الأجيال ويكون منه وعلى الواقع دولة مدنية حديثة