الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٤ صباحاً

حوار قبل الحوار..

خالد الصرابي
الاربعاء ، ١٣ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٠٠ مساءً

من يعتقد بأن مؤتمر الحوار الوطني مجرد حدث وطني يزول بزوال الزمان والمكان فقد اولاه نظرة وبعد قاصر فإلى جانب كونه فرصة تاريخية تكمن امام ابنا شعبنا اليمني لما له من قدرة على نقل الوطن برمته من مكان اعمدة الدخان المتصاعد لبقايا ذلك الصراع المرير فأنه سيمثل بل ويوثق منذ لحظته الاولى في ال18من مارس الجاري اعتماده كبديل اساسي لعدة لغات اخرى – البارود ,الصراعي الطائفي والمناطقي ,التعصب الاعمى ,السياسة المقيتة-,وكل مامن شأنه الدعوة الى مستنقعات الدمار والشتات وقطع خيوط احلام المستقبل ,وبهذا لايجب تفويت هذه المرحلة بأي حال من الاحوال .ربما هناك من يجهل الدور الريادي الذي يمثله مؤتمر الحوار في اخراج الوطن من المنحدرات الصعبة القابع في زواياها, ولكن وعقب نجاحه بما سيحمله من مضامين بناءة سيثمن القيمة التي يحتلها كخيار امثل في حل كافة القضايا العالقة على الساحة الوطنية ,و لايعني هذا تجاهل الكثير من مكامن الحوار المفترض بنا البدء منها كنقاط اساسية تشكل معالجتها ضمانة اكيدة في نجاح الحوار الشامل وكلغة نطمح استمرارية التعامل بها كون من خلالها يتسنى لنا الولوج الى اساسيات البناء الحقيقي لهذا الوطن !.انه حوار ببساطة اللغة ويسرها الموجود في عمق البنى التحتية وكل ما يمثلها من طبقات بشرية ومشاريع مكدسة خارج الحسبان مكثت وما تزال عقود من الزمن تحلم بلحظة ملاقاتها للنور المنشود..حوار مع التفاوت الطبقي المنتج والكادح وفي المقدمة مع صاحب الاحلام والعطاء المستمر "الفلاح"وماذا عن مشاريعه وحواره لسنين مع الارض الثائرة بكل مايستهويها انتاجه !!حوارمع الفقر وطرق الحد من زحفه المستمر تجاه هاوية المجاعة !حوار مع الهوية الثقافية الغائبة عن الفكر كلغة يكمن في طياتها واحدا من اهم اسرار التقدم والرقي وشجرة كل غصن يتدلى منها فيه وريقات كفيلة بمحو ركام غبار العناء الأيديولوجي من سطح العقول ليخطوا نحو تهذيب النفس وتجديد الذاكرة – لاللعنف والتطرف ,والنهج الهدام ,وكل ويلات الشتات .ماهو الحوار ؟ولماذا نركض خلفه بهكذا اهتمام ؟!!تأمرنا النفس البشرية دائما بكل ماهوسيء مع عدم وجود حدود لمطامعها ,وبهذا الاندفاع الهياج والرافض للقناعة يتولد معها عناصر التقوقع والمشادة كالحسد والبغضاء والتناحر وحقد يأبى تقبل للاخر رايا ومنهجا وتعم الفوضى ارجاء البلاد في عملية تجسيد اعتقادي سائد بأن صراعات الدماء وانتهاج اساليب الحروب الباردة في فرض النفس والتغلب على الاخرين هي الحل الامثل للخروج من دائرة الوضع المغلق نحو الشروع لإلية البناء المشيد . بهذه المعطيات ومؤتية الانطلاقة جاءت حاجتنا الملحة الى نهج تعاملي جديد تسوده عوامل ترسيخ قواعد التفاهم في ظل جمع الاخوة المتعاونة على ايجاد حلول حقيقية لما يضني حالنا من القضايا الشائكة "الحوار" لانسعى الى حشد كامل الطاقة لبدء انعقاده في الثامن عشر من مارس الجاري بل نعمل بجهد كبير لزرعه كشجرة تتوثق جذورها في عمق تربتنا لتنموا وينموا معها الابناء جيلا بعد اخر , وقبل ان نستعد لهذا الحوار لابد ان يكون هناك حوار صادق مع النفس الضالة في دهاليز الزمان المرير والمحبطة بعد مشوار طويل من تجارب الفشل في اخماد نار الفتنة .النفس المسؤلة عن كل ما يجري من نشوب متسارع لشرارة الشحناء . حتى يتسم حضورها اليه – مؤتمر الحوار- كنفس تجردت من كافة النزوات الشيطانية ومساحات التجزء الانفرادي المعرف بالأنانية الضيقة لتبعث منها روائح روح الفريق الواحد المشكل يدا واحدة تمتلك القوة والقدرة الكافية للصمود والثبات امام كافة الصعاب والتحديات لحظة البناء المستمر . لماذا لانخلصها – النفس- من تقلصات الضد والضيد بالاعتراف بأن مامضى من عمر وطنا كان حوار مع النقش على الصخور الصلبة والذي كلما انهكت الاجساد بحثنا عن وسيلة اخرى ربما تكون اقل حيلة لكنها اشد فتكا بسهمها النصف دائري المشير دائما الى الخلف لتموت معها امانينا . كل نبتة لاتعرف سوى ادوات حوارها – الماء ورطوبة التربة والمناخ الملائم- ومازاد عن ذلك فهي الة حادة تقوم بمهمة اجتثاثها من جذورها و حين تصبح الارض قاحلة صلبة من سيحاور من !!!