السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٤ صباحاً

الحرس الجمهوري اليمني لن يكون غبيا

حميد مقبل نصر
الثلاثاء ، ١٣ سبتمبر ٢٠١١ الساعة ١٢:٠٠ مساءً
بعد أسابيع لن يجد الصوفي – السكرتير الصحفي للرئيس- ما يكتب، لأنه لن يكون حينها مستوعبا لما يحدث . ففي مقالة باسمه وصف قرار الرئيس صالح بالدهاء والحوارات المملة داخل الحزب اليتيم بالمناورة.

ويعد هذا الوصف مبالغة لا مثيل لها. فالمناورة تأتي من حزب قوي وله وجود وتأثير جماهير كبير، وليس من حزب أوشك على الاختفاء من الساحة اليمنية وهو لا يزال يحاول التذاكي ومجاملة واثبات الولاء الشخصي للرئيس فقط، والرهان الأحمق على بقائه في الحكم مدى الحياة.

أما وصفه لقرار الرئيس بالدهاء، واستدلاله بحرية الحركة والقفز داخل مواد الدستور. كلام تجاوزته مطالب التغيير التي فرضتها ثورة الشعب اليمني بمراحل، وبعيدا عن الدستور والشرعية التي انتهكها وتلاعب بها وأهملها الرئيس صالح مرارا، وبعيدا عن الغموض وبصراحة: ماذا يملك الرئيس صالح اليوم للمناورة سياسيا أمام خصومه في الداخل؟ وكم من الوقت يستطيع التنصل والهروب من الضغوط الدولية المتصاعدة يوميا تجاه تخليه نهائيا عن السلطة ؟

الواقع اليمني الخطير والأليم ومصالح الخليج وأمريكا فرضا خياران أحلاهما مر بالنسبة للرئيس صالح:
الأول: تنفيذ المبادرة الخليجية وفقا للآلية المدعومة خليجيا ودوليا. وهذا يعني ببساطة انسحاب الرئيس صالح من السلطة بهدوء دون شروط.

الثاني: إشعال الحرب، وهذا بعيد جدا. لأن البندقية لم تعد في متناول يد الرئيس صالح، وعائلته ومقربيه الضاغطين على الزناد لن يغامروا بكل شيء. ولأن أمريكا والسعودية لن تسمحا بقيام حرب الفقراء على ضفاف أعظم بحيرة نفط في العالم. وفي أسوأ الحالات لو قامت الحرب، فكم ستصمد عائلة صالح العسكرية أمام الشعب والخصوم؟ والعبرة في ليبيا. والحرس الجمهوري اليمني سيقف مع الشعب ولن يكون غبيا كما رأينا عليه كتائب القذافي.