الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٥ صباحاً

سادات مصر .. وهادي اليمن

احلام القصاب
الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٠٢ صباحاً

مقال: بعد توقيع السادات لاتفاقية كامب ديفيد تعرضت مصر لعزلة حقيقية من المحيط العربي والاسلامي ، واصبح السادات (الخائن) لقضية الشعب العربي والاسلامي لتجاهله الدور الذي تمثله مصر لقضايا العرب والمسلمين واهمية بقاء مصر في اطارها الطبيعي الذي اراده لها القدر ، حيث لم يعِ السادات هذه الحقيقة وعول كثيراً على الحلفاء الجدد الامريكان لتمهيد الطريق له لدى الدول العربية وجلبهم إلى حضن مصر السادات مرغمة ، فكانت عبارته الشهيرة التي يرددها مع مستشاريه (كارتر ح يجبهم) في اشارة إلى الرئيس الامريكي كارتر وقدرته على فرض عودة العرب إلى بيت الطاعة المصري وليس عودة مصر للصف العربي لتقوم بدورها القيادي في تبني قضايا الامة ومناصرتها ، هذه السياسية التي اتبعها سادات مصر لم تجلب لمصر الا العزلة والتهميش في محيطها ولم تحقق لمصر شيء بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد منفردة بعيداً عن اي حسابات سياسية للنتائج المحتملة سياسياً واقتصادياً التي ستنتج في حال تم مقاطعة مصر واخراجها من المكانة الطبيعية التي تتبوأها مصر بحكم الثقل والموقع اللذان تحتلهما بالنسبة للعالم العربي ، لم تحقق مصر شيء من سياسة السادات المرتكزة على التحالف مع الخارج (الامريكي) وتجاهل الداخل فعلى مستوى الداخل المصري اعتبر السادات عميل لأمريكا لا يسعى من اجل مصالح مصر بقدر اخضاع مصر كاملة للتبعية للخارج الذي لم يحقق نهضة اقتصادية او انفتاح سياسي للنظام المصري آنذاك بل ظلت مصر تابعة لسياسات تملى عليها (كحليف استراتيجي) وازدادت نقمة الشعب المصري على السادات ، من هذا المنطلق ينبغي على الرئيس هادي اخذ الدروس والعبر فهادي هو الرئيس اليمني الوحيد الذي حصل على شرعية حقيقية مستمدة من الداخل في استفتاء شعبي وبهذا فإن هادي يستمد شرعيته من الشعب الذي اختاره وليس من الخارج الذي يُعد الاعتماد عليه خطأ تاريخي لان مصلحة الشعب هي التي ستفرض على الجميع ان يرسم سياسته بموجبها ، امريكا والغرب لا يهمهم كثيراً (الحلفاء) فقد اثبتت الوقائع تخليهم عن حلفائهم بعد استهلاكهم لتنفيذ اهداف معينة او في حال احتراق شعبيتهم داخلياً او وفق سياسة المراحل التي تتطلب تغيير الوجوه ، لهذا على الرئيس هادي الاستماع لأصحاب المصلحة الحقيقية من اخراج اليمن من النفق المظلم الذي لازال الكثير يحاول ابقاء الشعب فيه لمصالحه الخاصة فالشعب اختار هادي للسير بهم نحو الخلاص وبناء اليمن الجديد لكل ابناءه ، ما كنا نأمل أن نستمع لهادي في مؤتمر الحوار وهو يوجه كلماته للبعض بأن الباب مفتوح لمن لا يريد الحوار ، فلا اظن أن احداً عاقلاً يرفض الحوار لمجرد الرفض وفي هذه المرحلة التي تعيشها اليمن بل هو تسجيل موقف الغرض منه تصحيح بعض الاخطاء التي حدثت في اطار التهيئة لهذا الحوار الذي انتظرناه انتظار الغريق المتعلق بقشة ، باستطاعة الرئيس هادي الالتفات للأسباب الموضوعية التي ادت بالبعض للانسحاب من المؤتمر ومعالجتها بالطرق التي تحقق الهدف من هذا الحوار فتغييب شرائح مهمة في المجتمع من هذا الحوار يعني اضاعة حقها في المطالبة بحقوقها وابقاء التركيبة الحالية للمتحاورين تعني فرض مصالح بعض الشرائح من المجتمع اليمني على حساب الاخرين ، الانسحاب من المؤتمر الوطني للحوار لا يعني العداء للرئيس هادي الذي اختاره الشعب رئيساً لهم بالقدر الذي تتطلب المرحلة الحالية الحكمة وعدم استخدام اسلوب سادات مصر (امريكا ح تجبهم) ، نتمنى أن يتدارك الرئيس هادي الموقف واعطاء الجميع حقهم في المشاركة في الحوار وإن تطلب الامر توسيع عدد المشاركين في الحوار الوطني فالهدف ليس الاقصاء او فرض اجندة فئة معينة اعتماداً على أن الخارج سيدعمنا ، فهل كان للسادات ما اراد ؟ ، الأمر المؤكد أن احداً لن يقبل على نفسه الظلم والضيم ولهذا اندلعت ثورة الشعب .