الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٥ مساءً

فدرالية الرئيس هادي

احلام القصاب
الاثنين ، ٠٨ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
التسريبات التي تتحدث عن تأييد الرئيس هادي لفكرة الدولة الاتحادية مع عدم اتضاح الصورة من فكرة الدولة الاتحادية التي يؤيد ها الرئيس هادي ، الا أني كأحد ابناء اليمن يحق لي التفكير بصوت عال (مقروء) وليس مسموع بعد الثورة الشبابية التي لم تتحقق كل اهدافها بعد لا ارى أن الحل لمشاكل اليمن يكمن فيها ، بافتراض أن المقصود من الدولة الاتحادية هنا (اقليم شمالي واقليم جنوبي) قد تكون فكرة صائبة بكل المقاييس إن تم اعتمادها في العام 90م حيث كانت ستلقى قبولا ً من الجميع في ذاك الوقت حيث كانت مشاعر الجماهير تواقة لتحقيق الوحدة ومُحبة لفكرة لم الشمل مع علمي أن ابناء المحافظات الجنوبية وقتذاك ما كانوا سيقبلون بها لأنها ستبقيهم تحت سلطة الحزب الاشتراكي الذي كان يمثل كابوس جاثم على الصدور في ذاك الجزء من الوطن الذي سام الناس (الحزب الاشتراكي) هناك سوء العذاب وكان الناس يفرون منه للشمال ومنه إلى دول العالم ، إلا أن فكرة الدولة الاتحادية القائمة على اساس اقليميين او اكثر يعتبر كارثة في الوقت الراهن وستؤدي لتمزيق الوطن في نهاية المطاف حيث المشاعر الملتهبة والعداء ضد الاخر والذي تم اذكائه من قبل كل فرقاء السياسية والخصوم و (الاعداء) الذين فرقتهم المصالح وكذلك كل من له مصلحة من دول الاقليم في اليمن يريد تحقيقها .
اعتماد نظام الحكم المحلي بصلاحية كاملة او واسعة او على اساس كل محافظة اقليم قائم بذاته في ظل يمن موحد قد تكون الانسب في الاجواء المشحونة والتي ستعطي فرصة للجميع أن يظهر بالحجم الحقيقي في كل منطقة وسيدير الناس شؤونهم بعيداً عن المركزية المعطلة لمصالح الناس والمنفرة لهم من الوحدة وسيجد الناس الفرصة للتخلص من حكم الاقلية المحتكرة للسلطة والثروة وسيستردون حقوقهم وستنتهي المظالم التي يتحدث عنها الكثير في وقتنا الراهن والتي ادت إلى نفور البعض من الوحدة وسيجد الجميع أن الوطن للجميع ليس مجرد شعار بل واقع يعاش .
**
السياسات التي تتبعها المملكة العربية السعودية في حق المغتربين من ابناء اليمن في هذا التوقيت غير منطقية او مبررة فكيف لدولة رعت مبادرة انتقال للسلطة سلمياً لتجنب اليمن الانزلاق في حرب اهلية بحسب زعمهم (لأن اندلاع الحرب الاهلية لن تكون كارثة فقط على اليمن بل والمحيط ايضاً ) فكيف للدولة السعودية أن تعمد إلى اتخاذ هذه الاجراءات التي تهدف للتضييق على القيادة السياسية الحالية في اليمن وزيادة الاعباء عليها بطرد الكثير من العمالة اليمنية لتشكل اعباء اضافية على الدولة اليمنية التي تعاني من الكثير من المشاكل السياسية والاقتصادية والامنية في الوقت الراهن شمالاً وجنوباً الم يكن بوسع المملكة الانتظار حتى تتضح الامور في اليمن والانتهاء من المرحلة الانتقالية ؟! ، إلا إذا كان الهدف من مثل هذه الاجراءات عملية ابتزاز سياسية لغرض فرض اجندة على السلطة الانتقالية في اليمن باستخدام ورقة المغتربين ترى المملكة أن هذا هو الوقت المناسب لفرضها خاصة في الوضع المستقبلي في اليمن في اطار ما قد يتوصل أليه المتحاورون في الحوار الوطني فتستبق الامور لفرض اجندتها ، وتبقى ازمة المغتربون اليمنيون كنتيجة لتسليم الارض دون انتزاع اي امتياز للشعب اليمني من قبل الرئيس السابق بل ذهبت الاموال لحسابات شخصية والشعب اليوم يدفع ثمن تلكم الصفقة الظالمة .
**
يرى البعض دعم امريكا او تساهلها ظاهرياً في موضوع وصول الاسلاميين للسلطة كنتيجة لثورات الربيع العربي يأتي في اطار سياسية امريكية لخلق توازن في المنطقة بين الطوائف الدينية (المذاهب) لوقف الزحف الايراني على المنطقة التي تعد من اكبر المناطق في العالم واكثرها اهمية للمصالح الحيوية الامريكية والغربية ليبقى صراع طائفي (مذهبي) في المنطقة والمستفيدون من هذا الصراع هم اعداء الامة والذين لا تهمهم الا ثروات المنطقة بينما تنشغل حكومات المنطقة بالصراع الطائفي والانفاق على هذا الصراع من ثروات الشعوب ، إلا أن هناك رأي آخر يرى أن امريكا والغرب يسعون لحرق الاسلاميين بعد وصولهم للسلطة لأثبات فشلهم في إدارة السلطة عن طريق الايعاز والدفع بالمعارضة للاستمرار في المظاهرات الغير مبررة وعدم منح الفرصة لهم (الاسلاميون) لتحقيق اي انجازات اقتصادية او سياسية لدفعهم في اقل تقدير للقبول بتقاسم السلطة مع المعارضة لتبقى دول ثورات الربيع العربي دول هشة تتجاذبها الخلافات الحزبية ولا تستطيع تحقيق اي نجاح اقتصادي و نهضة حقيقية في البلاد مثلما هو الوضع في لبنان .
**
دعم بعض المشايخ في اليمن لثورة التغيير الشبابية يشكرون عليه إذا اعتبرنا أن مشاركتهم قد يؤدي إلى قيام دولة نظام وقانون هم اول من سيتأثر بقيامها بفقد سلطانه الذي يمارسونه منذ عقود خلت وسيشكرهم الشعب اكثر إن تمسكوا والتزموا بدولة النظام والقانون ، إلا أن البعض منهم يتحدث عن من باب استباق الامور بطرح افكار تبقي له سلطانه الذي اعتاد عليه منذ زمن ولا يستطيع أن يتخيل فقده لهذا السلطان في حال استطاع المتحاورون في المؤتمر الوطني للحوار التوصل إلى ايجاد دولة نظام وقانون يتساوى فيه الجميع امام النظام والقانون ، لسنا ضد وجود المشايخ فهم موجودون في الكثير من الدول العربية لكنهم مواطنون ملتزمون بالنظام والقانون ليسوا كحال بعض المشايخ في اليمن الذين يسعون لإيجاد دولة تٌفصل على مقاسات سلطانهم .