الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٣ مساءً

ليس لدينا قيادات بل عاهات سياسية جنوبية

رضوان سعيد العتيق
الجمعة ، ١٢ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠١:٠٩ صباحاً


طالعتنا بعض المواقع الصحفية الجنوبية بأن هناك ترقب في الشارع الجنوبي لنتائج لقاء لقيادات جنوبية في القاهرة في الأيام القادمة تحت رعاية الامم المتحدة.
في رأي لا فائدة من تكرار لقاءات المبعوث الأممي بن عمر مع هذه القيادات فهو لن يصل إلى نتائج مثمرة او إيجابية معهم فتلك اللقاءات دائماً تنتهي إلى فشل وطريق مسدود.

القضية الجنوبية وباعتراف دولي هي قضية عادلة بمعنى الكلمة لأبناء الجنوب الذين ظلوا يعانون منذ عام 67 وحتى يومنا هذا من تعسفات ومظالم وليس الحق لأي حزب او أفراد حق الوصاية عليها او التفرد بحملها.

الذي أحزنني أن كلما تأملت او نظرت التاريخ والمشهد السياسي الجنوبي منذ الاستقلال لم استوعب أن هناك جنوبيين يعتقدون أن هذه الشخصيات رموزها الشرعية والتاريخية وهي أساس الحل برغم الجرائم التي ارتكبوها بحق أبناء الجنوب على امتداد تاريخ اسود ودموي ولا زالت آثاره ماثلة إلى اليوم كشاهد العيان...... فهل غاب العقل والوعي الجنوبي؟؟؟؟

لهذا وفي هذا السياق سوف انصب نفسي مدافعا عن الأغلبية الجنوبية الصامتة وحقوقها واراءها وسوف اسرد واشرح بعض من الحقائق في التاريخ الجنوبي وليس عليها أي خلاف بتاتا لانها حقائق وشواهد ثابثة ولماذا لا نعول على مثل هذه القيادات:
- هذه القيادات منذ تسلمها زمام الحكم أمعنت في القتل واترفت في سفك الدماء ولجاءت إلى أسلوب التخوين والتهديد ثم العنف والقتل والاغتيال والسحل لكل من يعارضهم في الذاخل والخارج.
- عملت على تكميم الأفواه والتنكيل لقادة الفكر ومن استطاع النجاة فنفد بجلده وهرب إلى الخارج وكان في عهدهم الجنوب سجنا ومعتقلا كبيرا.
- زايدت علينا باسم العامل والفلاح والاشتراكية والماركسية فقاموا بالتاميم والسطو على الأملاك الخاصة ومصادرة أراضي الآخرين تحت مسمى محاربة الإقطاع والقضاء على كل ماهو خاص وأصبحت الدولة والحزب هما من يملك كل شئ ولا ندري فهل في حالة استلامهم زمام السلطة مرة أخرى سيحكمونا بنظام لينين وماركس أما تغيرت أيديولوجيتهم وتبنوا الرأسمالية والسوق الحر.
- قادونا إلى الحرب عندما اختلفت مصالحهم السياسية ووصل به الحال إلا أن تتقاتل فيما بينها على أساس مناطقي مما أتاح للمخلوع صالح استغلال ذلك التناحر والتناقض والانقسام في حرب 94 فكانت حرب جنوبية وتصفيات حسابات سابقة.
- لم تعتذر ولن تفعل ذلك لفترة حكمهم الشمولي لان بذلك سيكون اذانة واعتراف للجرائم التي ارتكبوها بحق أبناء الجنوب ويوجد في بيت كل جنوبي ضحية من تلك الحقبة أما شهيد او مختفي او شريد.
- والآن هذه القوى السياسية بعد أن فقدوا مكانتهم السياسية ومصالحهم الخاصة تريد أن تركب موجة القضية الجنوبية والتسلق على أكتاف معاناة الجنوبيين ومن اجل طموحاتهم وحلم العودة للسلطة يطالبون وصاروا يدافعون الآن باسم الجنوب عدالة اجتماعية ومساواة وهم في الأساس من استباح وانتهك تلك الحقوق.

وحتى أكون منصفاً، صحيح أن الجنوب منكوب بمثل تلك القيادات إلا أن توجد قيادات جنوبية لها سجل مشرف وماضي نظيف ورصيد نضالي لا غبار عليه تلبي طموحات الأغلبية الجنوبية الصامتة ونلحظ لها هذه الأيام حضور سياسي مشرف لا يستهان به لطرح القضية الجنوبية من هؤلاء شخصيتان وطنيتان من خيرة أبناء الجنوب منهم السياسي المخضرم الاستاد عبدالله الاصنج وزير الخارجية الأسبق ورئيس تكتل الجنوبيين المستقليين ونظرا للوضع الأمني الغير مضمون وظروفه الصحية التي حالت دون حضوره مؤتمر الحوار ولكن هناك من ينوب عنه ... والشخصية الأخرى الشيخ احمد بن فريد الصريمه الاقتصادي ورجل الأعمال الناجح رئيس مؤتمر شعب الجنوب الذي طغى حضوره المميز في إدارة جلسات الحوار كأحد نواب رئاسة المؤتمر.

أخيراً أحب أن أنوه لمندوب الامم المتحدة السيد جمال بن عمر بأن الأغلبية الصامتة من أبناء الجنوب لا ترى خيراً في اللقاء الجنوبي في القاهره فنحن نطالب بحل للقضية الجنوبية العادلة وليس قضية هولاء العاهات السياسية التي استحكمت في واقعنا ومصائرنا والتي لا تمثل إلا آهوائها ولا ترى إلا نفسها ومصالحها.... فكفى للجنوبيين من ويلاتهم.