الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٦ مساءً

المفسدة الكبرى - فتاوى أمل الباشا في العدالة الإنتقالية

فارس غازي جرمل
الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠١٣ الساعة ١١:٣٧ صباحاً
لا يهم المحاكمات المهم هو الإحساس بالذنب والاعتذار والتسامح !!!
هذه هي فلسفة العدالة الإنتقالية في نظر امل الباشا .

فلسفة لا تحتاج لتعقيدات وتفاصيل دقيقة ولا تحتاج لندوات ولقاءات وسن قوانين ومحاججات عقلية عقيمة .

فلسفة بسيطة و واضحة من ملهمة ثوار ما بعد الثورة الذين يرفضون مغادرة ساحة التغيير والذين امضوا عامين وهم يشنون حملة انتقادات شرسة على اللقاء المشترك وعلى كثير من رموز الثورة الشبابية لقبولهم بالمبادرة الخليجية .

الذين ايدوا المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وما ترتب عليها ساقوا مبررات شرعية تلخصت في مفهوم ( المفسدة الصغرى ) بحيث يتم تجنب المفسدة الكبرى وهي الحرب الأهلية .

أما أمل الباشا فقد أيدت فهمها للعدالة الإنتقالية بقصة تعد من نواقض الوضوء حتى أن كثيرين من أعضاء فريق المصالحة الوطنية و العدالة الإنتقالية والقضايا ذات البعد الوطني قد غادروا القاعة معترضين على التفاصيل الخادشة للحياء والتي أخلت بالغرض من إيرادها .

إذا العدالة الإنتقالية في نظر أمل الباشا هو شعور بالذنب فاعتذار فتسامح، ثم يذهب كلٌ إلى حال سبيله كما حدث في قصة الإغتصاب الجنسية المثيرة والتي انتهت بالتسامح الانتقالي ، وربما يتم تطوير هذه النظرية العادلة بانتقال الغاصب إلى مخدعه ليستكمل ما بدأه ولكن تحت لافتة جديدة اسمها الستر والزواج .

هل سنرى انتقادات من أولئك الثوار الذين ساءهم فتوى المفسدة الصغرى ؟ هل سيتعرضون لفتوى الشيخة أمل فتوى ( المفسدة الكبرى ). ؟

لن يحدث شئٌ من هذا فهم تعودوا على أن يفتحوا النار في اتجاه واحد أما في هذه الحالة فسيكتفون بترديد القصة لمزيد من تدفق التوستيسترون الثوري .

المبادرة الخليجية كانت لتجنب الحرب مع بقاء حق كل فرد يمني انتهكت حقوقه بالتقاضي في أي مكان .

العدالة الباشوية تعني أن يحس الجاني بالذنب ويعتذر فيسامحه الضحية ويتحقق السلام وبالرفاة والبنين . وإلى لقاء قادم في اغتصاب أكثر ثورية وعدالة .