الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٨ مساءً

استاتيكية الثقافة

خالد الصرابي
السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
اذا امكن للواقع ان يتحدث فحتما سيزيح ذلك الستار القابع خلفه برواز يخلوا من الصورة المثالية لحاضر ثقافتنا ليظهر البطء المفتعل في محركاتها الديناميكية مؤكدا حقيقة ماطراها من تبديل في نوعية الوقود .الثقافة والسياسة رديفان لايغذيان بعض بقدرما يستند الاخير على الاول في كافة الجوانب ومختلف الظروف .في العام 2004م المواكب لاعلان صنعاء عاصمه للثقافة العربية كانت البلاد برمتها قد شهدت حراك ثقافي منقطع النظير مما ساد اعتقاد لدى الجميع بان تلك الفوضى الثقافية هي في طريقها الى النمو كنقطة انطلاق لتيار فكري يبدد زوايا الظلام فينا وسلاح يستحيل دونه رفع راية الدولة المدنية الحديثة .ولكن ما الذي حدث؟لماذا يتجه بنا المسير نحو الجمود الساكن في ارواحنا ؟ واي مفهوم نحمله ازاءها !!الثقافة ليست في انسان لتكون في روح ونشاط ذلك الشاب المبدع والرائع دوما بادبه وسطور شعره الاستاذ خالد الرويشان ونفقد نشاط ثقافي كان بريقه يصدع من كافة الزوايا كما انها ليست صخرة خيمت عليها خيوط العنكبوت كما يجمدها بوبل الثقافة في حاضرنا اليوم ,و ليست مقتصرة على تلك الطبقات الكادحة العاملة في وزارة الثقافة وعموم فروعها في انحاء البلاد وقد تتجسد تلك المعاناة وبصورة جلية عند زيارة الاماكن والمقرات الثقافية ابتداء من الوزارة وانتهاء ببقية الفروع لندرك ومنذ الوهلة الاولى ان تلك المباني لاتنم قط عن أي نوع من الثقافة شكلا ومضمونا ظهر من خلال الافلاس الثقافي البارز على ملامح كل فنان ومثقف يعاني مرارة الحياة في اروقتها .اذا كان فاقد الشيء لايعطيه فكيف ينتظر ممن يفتقدون وعلى الدوام الى العطاء في كافة حقوقهم نشر الرسالة الثقافية التي كنا وما زلنا نفتقر اليها ؟ ربما تكمن الاسباب في تجاهلنا للعديد من الحقائق والقوانين السائدة ترافقها براهين مستنبطة من الواقع تفيد بان لاتقدم لاي بلد الا من خلال ثقافة شعبها , ونحن نسير على العكس تماما من هذه المعطيات حتى في ميولاتنا المتجهة نحو بؤر رصد وجمع الاموال لنترك الطبقة الكادحة وحدها من يتجه صوب نشر مضامين الرسالة الثقافية بعلمها وفنها السامي ,وبرغم وجودها في بحيرة البجع الهادئة والخالية من الامواج العاتية وعواصف البحار الا انها تغرق وتغرق ..ربما جرفتها تيارات السياسة الى دهاليزها لتفرقنا الهموم الوطنية المكبلة بقضاياها الشائكة وباعتقاد تام بانها أي السياسة الماكرة هي المخرج الوحيد تاركين خلف الظهور عمود الحياة الاساسي والمرتكز الهام بعد عبادة الخالق عزوجل "الثقافة"الملبية لكل الامال والطموحات في ثقافة الوعي الفكري .فيها تسود روح الاخاء والمحبة ولم الشمل الواحد في "ثقافة التسامح" وفي كتاب جمعت حروفه من نور المعرفة قادرا على تسليح شعب بحاله ليكون رفيقا يستبدل وبرغبة جامحة عن سلاح الدمار والشتات "البارود" فمتى تستيقظ من سباتها العميق لنصحوا وقد تخللت خيوط النور اركانات المدينة!!!