الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٣ مساءً

هيا بنا نمضي الى اليمن الجديد

أنور معزب
الاربعاء ، ٠١ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
مما لاشك فيه ان الحروب والصراعات تخلف كوارث على المجتمعات ويأتي الفقر والتخلف والجهل والتطرف وانتشار الامراض بمختلف انواعها وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي من اهم مخلفات الحروب والصراعات والنزاعات والشواهد على ذلك كثيره ولعل من اهم تلك الشواهد وحتى لانذهب بعيدا هو الواقع المأساوي والكارثي المحزن الذي يعيشه اخواننا في الصومال فالشعب الصومالي ومنذ بداية الحرب الاهلية مازال يكتوي بنار الفقر والجهل والتخلف والامراض المختلفة والتطرف نعم كل ذلك حل بالشعب الصومالي نتجية الحرب الاهلية ، الجمهورية العربية السورية هي الاخرى وبعد ان كانت بالامس القريب من الدول المصنعة والمنتجة وبعد ان كانت تعيش حالة من الاستقرار والتطور والنهضة في شتى المجالات تحولت اليوم وبفعل الحرب الأهلية التي بداءت منذ العام 2011 الى بلد اشباح فجميع المدن والقرى السورية وبعد ان كانت مدنا للسياحة العالمية تحولت الى مدن موت ورعب يحاصرها الدمار والخراب والاقتتال والدماء والاشلاء وهاهو الشعب السوري اليوم وكما نرى بات مشردا في اكثر من قطر عربي يبحث عن المسكن وعن لقمة العيش والامن والاستقرار ومن كان منا يوما يتوقع ان يصل الحال بسوريا الشموخ والعزة والكبرياء الى ماهي عليه اليوم من دمار وخراب الى درجة ان الفتاة السورية في معظم الاقطار العربية تبحث عن من يتزوج منها دون ان يدفع شئ مقابل ذلك الزواج وتدل بنفسها لا لشئ الا لانها تريد ان تضمن لنفسها المأكل والمشرب والمسكن والامن والاستقرار ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم !

الجمهورية اليمنية هي الآخرى كانت مرشحة لخوض حرب أهلية طويلت المدى وكما يقال مالها اول ولاآخر وكانت قد بداءت بالفعل الحرب الاهلية رحاها في اكثر من منطقة وخلال ازمة 2011 التي عصفت بالبلد كانت شرارة الحرب الاهلية قد بداءت في ارحب وهمدان وابين وعدد من احياء العاصمة صنعاء ولولا فضل الله سبحانه وتعالى ورحمته بنا لكانت اليمن اليوم في خبر كان وفي حقيقة الامر لقد ادركت جميع الاطراف المتصارعة انه لن يكون في هذه المعركة من منتصر اومهمزوم ولاغالب ولا مغلوب فالجميع سيخسر المعركة والوطن والشعب هو الخاسر الحقيقي دول الخليج والدول الاوربية الراعية للمبادرة الخليجية ادركت ايضا حقيقة انه ليس بمقدر اي طرف من الاطراف المتنازعة حسم المعركة لصاحله وهو ما جعلها تتدخل لاخماد فتيل الحرب الاهلية التي كانت قد بدأت وقد تبنت تلك الدول ما يسمى المبادرة الخليجية وايدها وساندها ودعمها في ذلك المجتمع الدولي والامم المتحده وقد جاءت المبادرة الخليجة كطوق نجاة لليمن واليمنيين جميعا وقد حرصت المبادرة الخليجية والقائمون عليها على مراعاة كل طرف من الاطراف المتصارعة وبذلك شكلت المبادرة الخليجية حلا وسطا مرضي للجميع بحيث لاغالب ولامغلوب ولامنتصر ولامهزوم وبالتالي حفظت المبادرة الخليجية ماء الوجه للجميع وهو ما شجع جميع الاطراف المتصارعة للمضي قدما للتوقيع على المبادرة الخليجية متسلحين بالحكمة اليمانية .

وبعد توقيع المبادرة الخليجة من جميع الاطراف المتصارعة بداء الجميع وباشراف وضغط اقليمي ودولي بتنفيذ المبادرة الخليجية وبفضل الله سبحانة وتعالى وبفضل شجاعة واقدام وحكمة اليمنيين تم تنفيذ معظم بنود المبادرة الخليجية الى ان وصلنا الى الحوار الوطني والذي يعتبر من اهم بنود المبادرة الخليجية وبعد ان وصلنا بفضل الله وبفضل شجاعة اليمنيين وحكتمهم الى الحوار الوطني وبعد ان شاركت جميع الاطراف المتصارعة بالحوار وبعد ان اجتمعت جميع الاطراف المتصارعة منذ زمن بعيد على طاولة مستديره اذ اجتمع الحراكي مع المؤتمري مع الحوثي مع الاصلاحي مع البعثي مع الاشتراكي مع المستقلين مع المهمشين ، ومن خلال جلسات الحوار الوطني ومداخلات ومشاركات اعضاء الحوار الوطني يبدوا واضحا انهم جميعا قد اتفقوا على تضميط جراح الماضي والخروج باليمن واليمنيين من عنق الزجاجة والانطلاق نحو اليمن الجديد وبعد ان بداء النقاش المستفيظ والحوار الجاد عن هيئة وشكل ومضمون وملامح اليمن الجديد وبعد هذا كله وجب على ابناء الشعب اليمني جميعا بمختلف توجهاتهم وشرائحهم ان يدركوا حقيقة اننا اليوم نعيش مرحلة جديده وفرصة لايمكنها باي حال من الاحوال ان تتعوض نعم فنحن اليوم نعيش مرحلة بناء اليمن الجديد وتأسيس الدولة المدنية الحديثة ولان الدولة المدنية الحديثة ليست حكرا او ملكا لحزبا اوعائلة او قبيلة ولان الدولة المدنية الحديثة تؤمن بالرأي والرأي الآخر ولان الدولة المدنية الحديثة تؤمن بالعدالة والمساواة سلوك ومنهاج وممارسة ولان الدولة المدنية الحديثة تؤمن بالحياة الكريمة التي لا مذلة فيها من أحد ولافضل فيها من احد على احد ولان الدولة المدنية الحديثة تؤمن بالشراكة وعدم الاقصاء فان مسئولية بناءها والوصل اليها وتحقيقها مسئوليتنا جميعا دون استثناء نعم فمسئولية الوصول الى اليمن الجديد وبناء الدولة المدنية الحديثة هي مسئولية المؤتمري والاصلاحي والاشتراكي والناصري والحوثي والحراكي والبعثي والمستقل كما هي مسئولية الدكتور والمهندس والفلاح والعامل والاستاذ والطالب والجندي والتاجر ورجل الامن فلنتصالح ولنتسامح ولنتصافح ولنتعاون ولنتآخى ولنمضي جميعا يدا بيد نحو المستقبل المشرق والغد المنشود نحو اليمن الجديد يمن العدل والمساوآة يمن النظام والقانون يمن الحرية والكرامة يمن البناء والنهضة يمن الاستثمار والسياحة .

ياترى هل آن الاوان لان نضمط جراح الماضي ونمضي قدما نحو اليمن الجديد ؟ والجواب وبكل تأكيد نعم لقد آن الاوان لان نمضي الى المستقل المشرق والغد المنشود الذي طالما حلمنا وتغنينا به جميعا .. فهيا بنا نمضي الى اليمن الجديد .