السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٠ صباحاً
الخميس ، ٠٩ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
اااه ياوطني لقد اشتد الخناق وبلغ الحال ذروته في الضيق حتى ضاق ولم يعد من ارضي سوى الاسم والذكرى . كانت اباء ..كانت شموخ . عندما كان الوفاء يقطنها وفي نفوس الاوفياء ..الارض والزرع والسكن وطن ,ولكي تبقى في امان لابد ان يبقى عموم الوطن اولا في امان ..هكذا عاشوا وهكذا تر سخت العقيدة في القلوب والارواح والابدان .فاين نحن منهم واين منا ما كان معهم !!في حاضرنا المنكوب انقلبت الموازين وانحدرت الامال والطموحات عن مسارها بشكل مغاير تماما لما سنه الماضي ارضهم والانسان فكيف لهم ان يقبلوا بوضع اسوء مما كانوا عليه في زمن القلم المفقود وهشاشة البناء المختلف لنتفرد عن عالم وشعوب ترتقي في مجالات الحياة بعد ان كبروا عن مقتنياتنا من صغائر الاشياء منذ قرون طويلة . لهذا علينا الاعتراف الكامل باننا في كل شيء نعود الى الخلف وليس الى الماضي فهو اجمل منا بكثير. هل تتذكرون حالمة الثمانينات والتسعينات!!


بكل تأكيد تدركون بقاءها الدائم كمسرح مفتوح تزخر بعبير الثقافة الفواح في كل زاوية من ارجاءها بتنوعها واصالتها كسمه تميزت وانفردت بها ابتداء من سكانها وثقافة الانسانية الجامعة لهم وانتهاء بسكون الليل الشاعري في وجدان كل زائر لها .اليوم تعز تتجه نحو منحدر صعب وخطر ,ومن المفارقات اللطيفة اعلانها عاصمة للثقافة دون معرفتنا أي نوع منها هل يقصد ثقافة التسلح ام يبقى ذلك مجرد شعار لم يتجاوز حدود سطوره الورقية فهل شهد احد منكم أي نوع من الحراك الثقافي! ام ان الحكومة لم تكلف نفسها بافتتاح مركز او دار او منتدى كدليل على الاعتراف بان هذه المدينة بالفعل عاصمة ثقافية .قبل شهور تناقلت وسائل الاعلام المحلية واعداد كبيرة من المواطنين خبر اكتشاف كميات كبيرة من مخزون النفط في باطن الارض اليمنية وكعادتنا بدا الجميع برسم الامال التي قد تخرجنا مما نحن فيه الى ذلك النور الذي مكثنا طويلا في السير نحوه ولكن كلما اقتربنا منه وجدناه يبتعد عنا في ذلك الخبر الذي نقول بانه بالفعل تاه ربما بسبب تحديد نسبة الانتاج النفطي ب35% وهو معدل يضاهي اكبر دول النفط ,ولكن وكما يبدوا ان الموضوع اثار جدل كبير حوله خصوصا مع دول الجوار مما جعله يتحول الى اشاعه.


نبحث عن المدنية ..اجل ,ولكن ليس بالمفهوم السائد ..فقواعد البناء فيها لاتقبل القسمة على ارقام مجمل الممارسات التي لاتزال قائمة ..العصبية ,وانهار الدماء التي تسفك في مختلف نواحي البلاد الى جانب السلاح الذي عاد انتشاره من جديد وبشكل اوسع .وكلا منا يتجنى على الاخر ولا احد هنا يعترف بالذنب مع اننا قد نمضي قدما باعتباره أي "الاعتراف "نقطة البدء لعملية الاصلاح الشامل طبعا بعد ان يسبقه اصلاح حقيقي للنفس الذي منها يصدر النواح عله يستبدل بشذرات من السعادة ...!