الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٦ مساءً

رسالة عاجلة إلى كل من قتل المدنيين

عبدالحميد جريد
الجمعة ، ٣٠ سبتمبر ٢٠١١ الساعة ٠٧:٠٥ مساءً
من خلال القتل اليومي لكل من الأطفال والشباب والشيوخ في جميع المحافظات اليمنية في ظل صمت الكثير من الحكماء والعلماء والمثقفين إزاء مايحدث وفي ظل وجود إعلام رسمي ومعارض مستخدم المهاترات السياسية والإعلامية الكاذبة وفي ظل غياب الحكمة اليمنية وفي ظل الابتعاد عن المنهج القويم من قبل الشعب اليمني أراد كاتب السطور أن يوضح لجميع من قام بقتل إخوانه اليمنيون من أي طرف كان كيف أقامت الشريعة الإسلامية نظاما إنسانيا متكاملا لسير العمليات القتالية ( الحرب ) التي تخوضها الجيوش الإسلامية ضد الأعداء وليس فيما بينهم كما يحصل اليوم بين اليمنيون مع بعضهم البعض.

الوصايا في الإسلام :-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجيش أرسله )انطلقوا باسم الله , وبالله , وعلى بركة رسوالله , لاتقتلوا شيخا فانيا , ولاطفلا صغيرا , ولا امرأة ولا تغلوا وضعوا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )

كما أوصى سيدنا أبو بكر رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان عندما أرسله على رأس جيش إلى الشام فقال ( ....( اما بعد ) فاني موصيك بعشر لاتقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولاتقطعن شجرا مثمرا ولا نخلا ولا تحرقها ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بقرة إلا لماكلة ولا تجبن ولاتغلل ) وهذه الوصايا تكشف بجلاء قانون الميدان وعن القيود التي يتقيد بها المقاتل في الميدان تجاه الأعداء وان الأساس في هذه الوصايا انه لاتقتل في الميدان الا من يقاتل بالفعل أو أن يكون له رأي أو تدبير في القتال وهكذا فان الإسلام قد عرف التفرقة بين المقاتل وغير المقاتل من المدنيين وهي التفرقة التي لم يعرفها العالم الغربي الا في العصور الحديثة عندما نادى بها جان جاك روسو وغيره من المفكرين.

الوصايا في العصر الحديث :-

كما هناك وصايا وقواعد عرفية في سير عملية القتال تتلخص في الاتي :-
- أصبح هناك حصانة للمستشفيات
- لايجوز اسر المرضى والجرحى كاسراء حرب
- لايجوز اسر الاطباء ومساعدوهم والمرشدون الدينيون
- الحماية للسكان المدنيين المسالمين والكثير من الحقوق التي ميزها وذكرها القانون الدولي الإنساني

واذا كانت الوصايا السابقة تتمثل بالقيود في الحرب بين دولتين وبين الاعداء وهي تفرض وصايا لاحترام الأطفال والنساء والشيوخ الكبار في السن واحترام الشجر والمساكن والمستشفيات والمرشدون وكل ماذكر في الوصايا السابقة فكيف بين أبناء البلد الواحد أصحاب الديانة الواحدة واللغة الواحدة الذين استباحوا دم الطفل الصغير والشيخ الفاني في العمر والنساء والمساكن والمستشفيات والمتاجر وممتلكات المدنيين المسالمين كل هذا ولم يلتزموا باي عقيدة او قانون اوعرف وفي الاخير أتمنى أن يرجع كل من استباح دم أخوانه اليمنيون الى عقله وان يتق الله ويعلم ان الدنيا فانية والآخرة هي الباقية وانه محاسب على كل صغيرة وكبيرة قال تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره , ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) واسال الله ان يفرج علينا ماحل بنا من البلاء وان يجعل كيد الكائدين وبالا عليهم وان يهلك الظالمين بالظالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل.