الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٧ مساءً

بابا أمين

خالد الصرابي
الخميس ، ٣٠ مايو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
قد تبرز العديد من القراءات ما بين نقاط ثانوية واخرى هي اساسي صلبة لواقعنا الوطني المعاش.في الكفة الا خرى يقابلها شبة غياب لادراك فلسفي لمضامينها لدى اعداد لاباس بها من شرائح المجتمع لكن لون التعطش فيها حتما يطغي بكثير على مداكن بقية الالوان ليبقى المطلب بصيغته العامة يتشبع وجودا في اعماق كل نفس يمنية .هو اختيار صعب ليس جهلا باحد وهو الحال نفسه الذي اوصل العديد من البلدان اليه كضرورة حتمية انبثقت من زخم المعاناة .الامر الذي يصل بنا الى تجسيدة ولكن بلغة الفن كما ورد في عنوان الفيلم السينمائي "بابا امين "للراحل الرائع يوسف شاهين كاول باكورة انتاجه الفني كان ذلك في العام 51م وقد اثار حوله جدلا كبير لدى نقاد ومشاهير السينماء العربي عامة والمصرية خاصة ابتداء من تسميته في زمن عناوين المشاعر الفياضة بالحب والرومانسية لكن فلسفته الحقيقية كانت بمثابة الردع الذي اخرس الافواه ومزق مشاعر الحنين الوطنية ..العنوان اغتزل في طياته ذلك النداء الصارخ والكامن في اعماق كل ابنا مصر لادراكهم بحاجتها الماسة الى "اب" وهو الجزء الاول من العنوان على ان يكون كما في الجزء الثاني منه "امين" بالتاكيد هي مشاعر مفعمة بروح الوطنية الفذة لكن تلك الوجهة النظرية تغايرنا تماما وتغاير الواقع فعندما يميل الوطن الى منحدرات الضمور لن تتفتح الزهور على يد شخص واحد ,ولاننا نمر بالتجربة نفسها فقد برز لدينا يقين تام بان فردية البناء لن تحرز جزء من مستوى البناء التكاتفي الجماعي فهوا أي الوطن ليس حكرا على احد ..القيادة تمثل الشعب بيد ان الاخير لابد ان يتظافر فكرا ومجهودا .عدم امتلاكنا مناصب في الدولة بمختلف مستوياتها لايعني ان نبراء من وطننا ونسير وفق الاوهام المؤدية الى سراب فكرة ان الاخرين هم اقرب اليه منا .ستختلف لكناتنا واجزاء بسيطة من اعرافنا وستفصلنا عن اماكن الولادة والنشأة مسافات داخلية ..نتفاوت فيما بيننا بما ميز الله البعض في الرزق ..تتنوع انما طنا وسلوكيات حياتنا المعيشية ..تتباعد بيننا المسافات الفكرية والعلمية وتختلف وجهتنا في مجالات الحياة العملية وو....لكن هناك ركن يجمعنا دون ذرات من الاختلاف الفكري والانماط الاجتماعية والمسارات العقائدية حوله انه "الوطن" وسيقودنا ذلك العشق المفرط الى حقيقة ثابته جسدها واحد من رواد الشعر الروسي والذي يسرد في قصيدته عمق الوغز الوطني الجارح ففي معناها يقول :لو اني فقدت بصري فلن يمنعني ذلك من التفكير ..ولو اني فقدت ذراعي فلن يمنعني ذلك من السير ..ولو اني فقدت قدمي لن يمنعني ذلك من العيش ..ولكني ان فقدت وطني فلن اجد ترابا ادفن فيها جسدي.. انها واحد من تجليات روائع التصوير الوطني لانسان يدرك معنى وطن ,ولم يكن رئيسا او وزيرا بل من عامة الشعب , وبدلا من البحث عن ذلك الاب الامين فلنكن ابناء امناء لاب ذو قلب كبير هو الوطن ...