الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٣ مساءً

عن وفاء الرئيس ونزاهة الوزير !

طارق مصطفى سلام
الجمعة ، ٢١ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
وجدت نفسي ليلة الاثنين الموافق 17يونيو2013م ,مشدود إلى شاشة التلفاز أتابع بحرص واهتمام شديد كلمة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في افتتاح اللقاء الموسع لقادة القوات المسلحة والذي أنعقد تحت شعار(من أجل استكمال هيكلة القوات المسلحة وإعادة بناءها وتنظيمها وخلق البنية الأمنية المواتية لنجاح مؤتمر الحوار الوطني وتنفيذ مخرجاته) , والتي كانت تبث في نشرة التاسعة مساء من قناة اليمن .

ومع استرسال الرئيس في الحديث وبحضور قوي في طرح القضايا الهامة القائمة اليوم في الوطن يزداد اهتمامي أكثر, فقد أحسست بحجم معاناة الرجل وصدق تلك الكلمات التي لا تصدر إلا من قائد مخلص ومناضل ,وفهمت ما ورائها من معاني وإشارات ,فوجدت نفسي في تلك اللحظات متوحدا في المواقف والرؤى مع هذا الرجل الانسان ,تماما كما توحد هو مع قضايا الوطن الكبرى وتفاعل مع هموم أبناء اليمن .

وأنا في غمرة هذا الاندماج لاحظت فجاءة أنني لست الوحيد في هذا المقام الذي تمتلكه تلك الحالة من الاعجاب ,فقد كان ابنائي (اكرم واشرف وهما لم يتجاوزا العشرين ربيعا بعد ,كما انهما ايضا من شباب الثورة الغيورين والمتابعين لمسار الاحداث)أكثر مني حماسا لحديث الرئيس الشفاف والحريص , وعقب انتهاء خطاب الرئيس سارع ابني اكرم بتوجيه السؤال الحائر والمباشر : هو خطاب مفيد ورائع ومليء بالمأثر الوطنية والمواقف الانسانية ,ولكن هل الرئيس بحديثه هذا عن الفساد يقصد اتهام صديقك الوزير صخر الوجيه ؟ ,فوجئت أنا بهذا السؤال المباغت ورديت عليه متعجبا ومستنكرا : لماذا تقول لي هذا الكلام وتوجه لصخر ذلك الاتهام ؟ فقال أنه قراء عن ذلك الاتهام(عصرا) في أحد المواقع الكترونية, فلما عرفت منه أسم الموقع الذي نشر فيه ذلك الخبر المريب ,قلت له : لا تصدق شيئا مما ينشر في هذا الموقع(الأجير) فرفيقي الثائر الوجيه موقفه ثابت كالصخر (تحكمه مبادى رفيعة وقيم نبيلة هو مخلص لها ومتمسك بها ,ولا يعود عنها أبدا ولـن يتزحـزح عنهـا قيـد أنملـة مهمـا كان الثمن),والرئيس هادي يعلم بهذا جيدا ,والأرجح أن الرئيس هادي بحديثه ذاك يستشهد بقول صخر وموقفه في هذا الجانب ويدعمه .

وعودا على بدء, فقد كان سر ذلك التفاعل والحماس الذي ظهر علينا جميعا ونحن نتابع ذلك الخطاب للرئيس هادي لا يكمن فقط في قوة الخطاب وروحه الوطنية المتدفقة ومواقفه الوفية والداعمة للقضايا الوطنية الكبرى والمستجيبة لأماني الشعب, بل ايضا في معرفتنا بالسيرة الحسنة لهذا الرجل وسجاياه الحميدة وقناعتنا بصدق مواقفه الوطنية ومشاعره الانسانية وقيمه النبيلة ,والأهم اننا نعرف حقا مدى حرصه على إنجاز عهوده والوفاء بمواثيقه ,فهو إذا قال فعل واذا وعد أنجز ,نعم هو الرجل السوي والوفي منذُ البدء وبعيدا عن التفاصيل التي يكمن فيها الشيطان, بدء النشأة وخبايا المسيرة, فهو كنشء ترعرع في الريف ثم في المدينة لا يوجد مطلقا ما يشوب أصالة السيرة ونقاء السريرة ,وعنه كمسيرة حياة غنية وطويلة فقد خاض في درب صعب وشائك تحكمه تلك البيئة الفقيرة والقاسية التي تمخضت عن بناء صلب ومتين وصنعت الخبرة المتراكمة المجسدة بشخص هادي الرجل والقائد والانسان ,نعم هادي رجل بسيط إلا أنهُ يستند ويحتكم بقوة للأخلاق الفاضلة والقيم الجميلة ولا شيء أكثر من ذلكَ أو أقل منهُ.

نعم ,هو باختصار أخونا هادي ,ذلك الرجل طيب الذكر نقي السيرة والسريرة ,المعروف بديدنه الطيب ومعدنه الاصيل, فهو إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ وَإِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ وَفَّى , فهل لأحد منا أن ينبئنا بغير ذلك؟ ,أذا هنا يكمن سر حماسنا للرجل وحقيقة أعجابنا بنهجه ومواقفه ,والأهم من هذا وذاك هو تفاؤلنا الواثق بوفائه لعهوده المعلنة وقيمه النبيلة وانجازه للمهام الوطنية الجسام الملقية على عاتقه .

وبعد ما سبق من الديباجة والتوضيح الذي كان لا بد منه ومنها, فقد أظهر الرجل في خطابه ذاك حرصا جليا على اشاعة الوعي الجمعي والمشاركة المجتمعية وتماسك اللحمة والوحدة الوطنية من خلال إنجاح التسوية السياسية على اساس مواد المبادرة الخليجية وبنود البرنامج التنفيذي لآليتها المزمنة .

نعم كان خطاب أكثر من رائع ومفيد وبكل المقاييس وبمختلف المعايير ,بل كان حديث يرتفع إلى مستوى التحديات الكبيرة الراهنة التي يواجها الوطن .. إلا أننا نوجز أهم ما جاء فيه بالنقاط الأتية : -

1-التصالح والتسامح وإغلاق صفحة الماضي وطيها نهائيا . 2- ضمان وحدة الجيش وعدم اقتتاله مجددا. 3- الحفاظ على اللحمة والوحدة الوطنية وتعزيزها. 4 - محاربة الفساد بتوجه منهجي وبرنامج عمل مؤسسي وارادة وطنية صلبة وراسخة.
أما عن التفاصيل المفيدة فهي كثيرة وعديدة ,لامس فيها جوهر القضايا الصعبة والمعقدة التي تمس حياة الناس ومعاناتهم المتفاقمة والتي تلبي المطالب العادلة والعاجلة, بل أنني لاحظت كيف أنه عندما يصل إلى جوهر القضايا الصعبة ويخوض فيها صادقا ,تجده ينفعل احساسا بها وتفاعلا معها فيتوهج صوته وتتغير نبرته ويتحول إلى لكنته المحلية في لهجة شعبية محببة دون شعور أو تعمد منه .

ولنخوض في التفاصيل المهمة لحديث الأخ الرئيس :-
الرئيس : أغلقوا صفحة الماضي وابنوا الجيش على أساس أن المؤسسة العسكرية من الشعب وإلى الشعب ,وبدء صفحة جديدة لليمن الجديد بعد مرحلة من الانقسامات بين الأخ وأخيه وفي اللواء والسلاح وبين القوات المسلحة التي كانت منقسمة على نفسها واستطعنا بعون الله إيقاف هذا الجانب قبل أن يتطور وينتقل إلى باقي وحدات القوات المسلحة .. مضيفا : القوات المسلحة أساس وعنوان الوحدة الوطنية في أي بلد متى ما وجدت الوحدة الوطنية في القوات المسلحة ستوجد في باقي مؤسسات الدولة ,مشدداً على القادة بضرورة رعاية مرؤوسيهم بكل أمانة وإخلاص.

الرئيس : الكليات العسكرية والامنية كلها ستبدأ في استقبال الطلبة المتقدمين اليها وفقاً للهيكل الجديد وبالشروط المحددة من اجل ان تعطى كل محافظة نسبتها وفقاً لعدد سكانها .

الرئيس : محاربة الفساد بجدية وارادة وطنية صلبة وراسخة . (إذا كان الفساد المالي والإداري القائم سيستمر لا يمكن أبداً أن ينبني اليمن الجديد إذ يجب العمل بدقة لاستئصال الفساد).

الرئيس : (على الحكومة العمل لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وجهاز الدولة وبما يتوافق مع الاستعداد لمخرجات الحوار الوطني الشامل.)

الرئيس : إن القوات المسلحة لن تتواجه بعد اليوم بالسلاح في الشوارع بعد أن تم إعادة هيكلتها وتوحيد صفوفها وبعد أن أخرجنا المتاريس من العاصمة وإلى الأبد، وقسمنا مسرح العمليات إلى سبع مناطق عسكرية إلى جانب قوات الاحتياط .
وأجمل ما قاله الأخ الرئيس في خطابه الخير والاثير الذي فاجئنا جميعا ,وأثبت فيه أنه الأب الحنون والراعي الأمين والقائد المسؤول والرجل الانسان الذي يترفع عن الصغائر ويسموا بمواقفه الوطنية الراسخة عاليا بحجم القضايا العظيمة التي يتصدى لها وتجعله يفكر في كبائر الامور وفي مسؤوليته الكبيرة عن الوطن ومواطنيه, (فكبائر الامور هي التي تعيق تقدمنا وتمكن الطواغيت من رقابنا ,وهي التي تجعل محصلة قوانا ضعيفة وواهنة) ,كان ذلك حينما انتفضت القاعة عن بكرة ابيها بالتصفيق والاشادة امتنانا وعرفانا للأخ الرئيس لإيثاره رفاقه الأخرين وتسامحه وتساميه معهم ,في ذكره لأسم السفير العميد احمد علي عبدالله صالح وتكريمه بالشكر والتقدير واعطائه حقه من الثناء والعرفان لعملا أتقنه وواجب أنجزه , حيث قال الرئيس : معبراً عن الشكر والامتنان وموجه التحية لكل من أسهم في تنفيذ قرارات الهيكلة وفي مقدمتهم اللواء الركن علي محسن صالح والعميد الركن أحمد علي عبدالله صالح اللذين غلبوا إرادة الشعب والمصلحة الوطنية العليا على مصلحة مناصبهم العسكرية .

الرئيس : أن الكليات العسكرية والامنية كلها ستبدأ في استقبال الطلبة المتقدمين اليها وفقاً للهيكل الجديد وبالشروط المحددة من أجل ان تعطى كل محافظة نسبتها وفقاً لعدد سكانها , حيث ستنزل لجان إلى المحافظات وستفحص الطلبة الذين تنطبق عليهم الشروط كما سيبقى عدد احتياطي في كل محافظة سيتم استبدالهم بدلاً عن الطالب الذي سيمرض أو يفشل من نفس المحافظة .

كما أستطرد الاخ الرئيس بالقول : إن هذا الاسلوب هو احدث الاساليب من اجل تجسيد الوحدة الوطنية واعطاء كل ذي حق حقه ,منوها إلى أن الجيش يعاني من تضخم كبير في الترقيات وغدا الهرم معكوس وكذلك في الجهاز المدني لدينا تضخم في القيادات الإدارية وهذا ما يتطلب إعادة الهيكلة ليس للقوات المسلحة والأمن فحسب بل لجهاز الدولة المدني أيضاً .

وقال: نحن بحمد الله نجحنا اليوم وبدأنا مرحلة جديدة في القوات المسلحة حيث سحبنا القوات المسلحة حتى لا تذهب إلى حرب أهلية وارتأينا أن تكون القوات المسلحة ثلاث صنوف فقط هي البرية والبحرية والجوية والذي ندشن اليوم الزي العسكري الموحد للقوات البرية, والأسماء والتسميات السابقة نغلق صفحتها ونبدأ صفحة جديدة ومطلوب من القيادات عكس ما هو فوق في واقع الوحدات الدنيا .

الرئيس : إذا كان الفساد المالي والإداري القائم سيستمر لا يمكن أبداً أن ينبني اليمن الجديد إذ يجب العمل بدقة لاستئصال الفساد ,منوهاً إلى أن المانحين أعطوا اليمن ما يقارب ثمانية مليار دولار وتأخر موضوع تشكيل الهيئات وهذا التأخير عكس نفسه على كل المشاريع التي كان يفترض أن يتم البدء فيها من بداية العام 2013م , وشدد الأخ الرئيس على الحكومة العمل لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وجهاز الدولة وبما يتوافق مع الاستعداد لمخرجات الحوار الوطني الشامل.
الرئيس : يجب صيانة ممتلكات القوات المسلحة والحفاظ عليها , ويجب على كل قائد في وحدته أن يرعى هذه الوحدة وممتلكاتها بصورة نظامية وقانونية وفقا لما هو متعارف عليه عسكريا حتى لا يعتبرها ملكا له .

الرئيس : أمامنا أعمال كبيرة وهناك متغيرات في القوات المسلحة ونحن مستمرون في تنفيذ المبادرة الخليجية وقطعنا شوطاً مهما في القوات المسلحة وأنجزنا الهيكلة في الرأس القيادي وسنستمر في انجاز عملية الهيكلة كما هو مخطط ومرسوم .

الرئيس : لابد من استقدام خبراء لإعادة هيكلة الاقتصاد حتى نستطيع تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل ,معبرا عن ارتياحه لما تم التوصل إليه على طريق بناء وتنظيم القوات المسلحة خلال أقل من عام .

الرئيس : على جميع اعضاء الحكومة بكامل حقائبها ان يدركوا ان العمل هو من اجل اخراج اليمن من محنته وازمته وذلك لن يتأتى الا بالعمل من اجل مصلحة الوطن العليا وليس من اجل حزب او جماعة او فئة .

الرئيس :أن اليمن قد أحرز نجاحات باهرة في ضوء ترجمه المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة ,معبرا في هذا الصدد عن تقديره البالغ لكل الذين بذلوا جهودا وكانوا حريصين على مصلحة اليمن وامنه واستقراراه ووحدته على المستوى الدولي والاقليمي .

الرئيس : ندشن في هذه اللحظات الزي الجديد للقوات المسلحة .

الرئيس : يعقد اجتماع مصغر برئاسته ضم الأخوين وزير المالية ووزير الكهرباء وكانت مخرجات الاجتماع توفير مائة وأربعة ميجا وآت خلال شهر من تاريخه لمحافظة عدن .

عن فتوى المحطوري الأثمة والتحريض على قتل الرئيس :
*أثارت فتوى الجهاد ضد سلطات ومؤسسات الدولة الشرعية التي اصدرها د .المرتضى ابن زيد المحطوري القيادي في جماعة الحوثي استياءً شعبيا واسعا ،حيث هي فتوى تثير الفتنة وتدعوا لسفك الدماء ,إلا أن الأهم في ما جاء بهذه الفتوى وحديث المحطوري الذي جاء متشنجا ورمى بالتهم جزافا هو تحريضه العلني على هدر دم الرئيس هادي واباحته للمتطرفين !؟ في سلوك همجي وقبيح هو انقلاب مكشوف ومدان على الشرعية الدستورية والشعبية وبنود المبادرة الخليجية واتفاق التسوية السياسية القائم ,وهو ما تجاهله الاعلام الحكومي والحزبي والأهلي وكذا منظمات المجتمع المدني المعنية بالحقوق والحريات ,حيث قال المحطوري بالحرف الواحد في خطابه في ساحة التغيير يوم الخميس الموافق13/6/2013م في موكب تشييع الشهداء الذين شاركوا في مسيرة انصار الله إلى جهاز الامن القومي (لن يكفينا رأس الرئيس هادي في دم الشهداء !؟) و يا لهُ من قول محرض وفعل متطرف وسلوك خبيث ,ومنحى تأمري مغامر وخطير .

*أخي الرئيس : نحن معكم طالما كنتم أنتم مع الشعب وراعيين لمصالحه وخداما لهُ لا رؤساء وطغاة عليه وسوف نسندكم ونثني عليكم أن أحسنتم القيادة والعمل , وسوف ننقدكم ونقومكم أن قصرتم أو أسئتم .

*خاتمة : أمَّا بعد, فأنني لا أجد ما أقولهُ لكم ختاماً (أخي الرئيس هادي) خيرا مما قاله الخليفة أبوبكر الصديق للأنصار والمهاجرين في اجتماعهم المشهور في سقيفة بني ساعدة لاختيار خليفة للمسلمين .. مع شيء من التحوير :
*( أيُّها الأخ الرئيس ، فأعلم أنكَ قَدْ وُليت علينا ولست بِأخيرنا، فإنْ أحسنت أعناك ، وإنْ أسات قومناك ، الصِّدقُ أمانةٌ ، والكذبُ خيانةٌ ، ولابد أن يكون الضَّعيف فينا قويّ عندك حتى تريح عليه حقَّه إنْ شاء الُله ، والقويّ فينا ضعيفٌ عندك حتَّى تأخذ الحق منه إن شاء الله , لا يدع أحدٌ منا الجهاد في سبيل الله ،فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذُّلِّ ،ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمَّهم الله بالبلاء , نطيعك ما أطعت اللهَ ورسوله ،فإنْ عصيت الله ورسوله فلا طاعة لك منا ,والسلام ختام) .