الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٤ مساءً

ظاهرة الغش

جبر الضبياني
الاثنين ، ٠٨ يوليو ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
ظاهرة الغش في المجتمع اليمني اضحت ثقافة متوارثة عن الاجيال التعليمية في جميع المراحل الدراسية والجامعية، فهناك من يتفاخر بها ويكرس جهوده في التفنن في اختيار طريقة حديثة للغش في الامتحانات .

الغالبية من الطلاب اليمنيين يعتبرونها حق من حقوقهم المشروعة في مساعدتهم لاجتياز الاختبارات ، ولم يفكروا في يوم من الايام بأنها عمل غير سوي يدمر العملية التعليمية .

وزير التربية والتعليم "عبد الرزاق الأشول" احدث تغييرات في امتحانات "الثالث الاعدادي " و"الثالث الثانوي " من اجل الحد من هذه الظاهرة، ونحن نثمن جهوده ازاء ذلك ، ولكن مثل هذه التغييرات غير مجدية في ظل الانتشار الرهيب لهذه الظاهرة السيئة في المجتمع ، وتحتاج لمعالجات جذرية وليس حلول ترقيعيه .

ليس الطالب الوحيد المسؤول عن انتشار هذه الظاهرة السيئة، وانما المدرس مشارك في انتشار هذه الظاهرة لأنه لم يغرس ثقافة الجد والاجتهاد لدى الطالب لتحل محل الثقافة السيئة "الغش"، بل البعض من المدرسين يشاركون في تنامي هذه الظاهرة من خلال مشاركتهم المباشرة في تغشيش الطلاب ..

طالب في روضة اطفال لم يتجاوز عمره 5 سنوات تفيضلت عليه وذاكرت له دروسه التي سيختبر فيها فلما وصلت الى الدرسين الاخيرين رفض ان اشرحهما له فقلت له لماذا ؟؟ فقال سأغش هذين الدرسين !! فصعقت من اجابته رغم انني مدرك بأنه لن يستطيع الغش في ذلك ولكني صعقت من ما يجوب بخاطره ، ومنها جاءت فكرة كتابة المقال الذي بين ايديكم ..

لن يكون حل لهذه "الظاهرة " الا بجهود جبّارة من المخلصين في هذا الوطن، وعمل اصلاح للعملية التعليمية من الصفوف الأولى في الدراسة وغرس ثقافة الجد والمثابرة وطمس هذه الظاهرة ومكافحتها بكل السبل حتى نربي جيلاً خالياً من الغش .