السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١١ صباحاً

السيناريو الامريكي لتمرير الانقلاب

احلام القصاب
السبت ، ١٠ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
ضرب المتظاهرون من اجل اعادة الشرعية في مصر مثالاً رائعاً في الثبات على الحق الذي من اجله ثار الشعب في 25 يناير 2011 انها الحرية بكل ما تحملها الكلمة من معنى والإصرار على الحياة بعزة وكرامة فالغرب الذي نراه اليوم ما وصل إلى الحرية التي ينعم بها إلا بعد تقديم الكثير من التضحيات في الوقت الذي يريد لنا حياة الذل والتبعية والفقر ، ونحن أمة تستحق أن تحيى بحرية أمة من اغنى الامم بثرواتها المادية والقيمية التي إن وجدت لها قيادات تعمل لصالح الأمة لعشنا بكرامة مثل كل الشعوب المتحضرة في هذا العصر بل وافضل بكثير ، وما يحدث في مصر مؤامرة لقوى الظلام التي لا تستطيع أن تعيش الا في البرك الآسنة تابعة ذليلة تنفذ ما يملى عليها لا تأبه لمصالح الشعوب تستخدم ثروات الشعوب لتنفيذ مشاريع اعداء الامة ، هذا الصمود الاسطوري لقوى الشرعية والحرية ارغم الجميع للتدافع إلى مصر ليس حباً في الشعب المصري ومصالحه بل محاولة لتمرير مشروع الانقلاب وإن بصور اخرى تضمن الإتيان بنظام يختلف شكلاً عن نظام المخلوع " حسني مبارك " وينتهج فعلاً كنظام سياسة المخلوع " حسني " في الحفاظ على مصالح امريكا والغرب واسرائيل وابقاء الدولة المصرية رهينة الهبات والمساعدات من بعض الدول وكذلك القروض من البنك الدولي الذي افلست الدول بسبب املاءاته التي لا تخدم اقتصاد الدول بل تكبلها بالقيود وتفرض المزيد من سياسات الافقار للشعوب ولا تحقق اي نهضة اقتصادية واكتفاء ذاتي فنحن بحاجة إلى قادة يمتلكون ارادة حقيقية وصادقة في استخراج ما تزخر به بلداننا من ثروات واستثمارها لتحقيق نهضة اقتصادية حقيقية بعيداً عن قيود الهبات وقروض البنك الدولي وهذا ما لا يريده لنا العالم " المتحضر " لنبقى دول غارقة في الفساد والديون والتبعية بفضل انظمة يحاولون فرضها علينا ، فقدوم عضوي مجلس الشيوخ الامريكي والاختلاف في طرح كل منهما في الاسلوب الذي تطرقا فيها للوضع في مصر ، فعضو مجلس الشيوخ ماكين الذي صرح في احدى المقابلات له بعد عزل الرئيس الشرعي المنتخب قال إن مرسي رئيس سيئ فهو " ماكين" غير محايد في محاولته تقديم المساعدة وبرفضه الحديث عن الانقلاب العسكري ، بينما زميله جراهام تحدث صراحة عن انقلاب عسكري واستمر في الحديث عن نظام المخلوع " حسني " بانه نظام اتى بانتخابات غير نزيهة الا أن الامريكان دعموه وأن الرئيس الشرعي والمنتخب بانتخابات نزيهة لم يدعمه الامريكان وهو الآن في السجن والملاحظ في حديث الرجلين انهما يتحدثا " وهنا مربض الفرس "عن ضرورة اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في اسرع وقت بعد اطلاق سراح المعتقلين السياسيين تحت اشراف دولي ، التركيز على قضية اجراء الانتخابات يضع المتابع والذي خبر الاساليب الامريكية والازدواجية في التعامل مع قضايانا وباعتراف عضو مجلس الشيوخ جراهام بدعمهم للمخلوع " حسني " على الرغم من علمهم بفوزه بانتخابات غير نزيهة يتشكك كثيراً حول النوايا الحقيقية من الدعوة إلى اجراء الانتخابات فأمريكا تريد للانقلاب أن ينجح ولكن بطرق اخرى عن طريق تزوير الانتخابات القادمة وبإشراف دولي مثلما اعترف بدعمهم للمخلوع " حسني " رغم علمها أن الانتخابات مزورة ووقتها سيظهر حزب الحرية والعدالة كرافض لنتائج الانتخابات التي شهد عليها العالم " زوراً " وسيتم حشرهم في الزاوية الضيقة لأن الذي دفع المليارات للانقلاب على ارادة الشعب المصري لا يمكن الا أن يدفع المزيد في ظل سيطرة الانقلابيين المدعومين من تلكم الدول للوصول لنفس النتيجة الانقلابية ولكن هذه المرة عبر الصندوق ، كان الاجدر بالأمريكان بعد اعترافهم أن ما حدث في مصر انقلاب عسكري أن يطالبوا بعودة الشرعية المنقلب عليها وأن يترك للسلطة الشرعية اتخاذ ما تراه مناسب لحل أي اشكالات مع المعارضة التي خسرت في الانتخابات دون الحديث عن اشتراطات امريكية بانتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة ، لازلنا نأمل من احرار مصر طلاب الشرعية والحرية أن لا يفرطوا بدماء شهداء الشرعية والحرية فهم يأسسوا لمبادئ حقيقية للحرية في المنطقة التي انتظرناها لعقود طويلة ، ابعد هذه الدماء تنازل ! .