الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٠ مساءً

هل ازفت شمس انظمة الخليج على الأفول؟

احلام القصاب
السبت ، ١٧ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
في الوقت الذي حُشر فريق الانقلاب العسكري على الديمقراطية الناشئة في مصر في الزاوية الضيقة بعد أن اتجهت الامور في السير في الاتجاه الذي ما كان يدور في خلد من تجرأ للتطاول على ارادة الشعب المصري في الحرية والكرامة ظناً منه بأن الاموال الخليجية المتدفقة ستقلب المعادلة وستوفر الغطاء الكافي للانقلاب الغاشم على الشرعية للعودة بمصر إلى عهد التبعية والارتهان للأموال القادمة من الخليج لتصبح مصر القائدة للامة مجرد تابع لدول خليجية تستقوي ببحبوحة المال.


فالمواقف الدولية حتى الداعمة للانقلاب من خلف الستار لم تستطع مع الصمود الاسطوري للشعب المصري الا أن تختار لغة سياسية علنية تبدي فيها قلقها بل وتدين وتشجب استخدام القوة ضد المواطنين العزل وإعمال آلة القتل في الشعب دون اي ضابط قانوني او اخلاقي يراعي الحرج الذي تضع فيه حلفائها في الغرب امام شعبوهم فتأتي المواقف الدولية صادمة لقادة الانقلاب الذين يدركون خطوة الورطة التي اوقعوا انفسهم فيها بمجاراة دول تخشى على نفسها من انتقال ثورات الشعوب الحرة اليها فتخلع انظمة كرتونية لم تستطع الحفاظ على قدسية ترابها من الاحتلال فتذهب لتلعب في امن واستقرار دولة بحجم وثقل مصر في المنطقة والعالم ، مصر التي علمت شعوب المنطقة التي كانت تقبع في غياهب الجهل والتخلف كيف تواكب الحياة العصرية والثقافية والعلمية لتصبح في ظل انظمة قبلت على نفسها الانقياد لساسة الخنوع والملذات بالأموال المتدفقة منهم ، ففريق السييسي هو جزء من تلكم المنظومة التي رضيت لمصر السير كتابع لدول لا تستطيع حماية اراضيها كحق سيادي لكل الدول التي تحترم نفسها ، فشعور عصابة الانقلاب في مصر بالخطر من رفع الغطاء عنها عالمياً والتضحية بها امام اصرار الشعب المصري الحر على استعادة الشرعية على الرغم من نهر الدماء المسال دفع ببعض الدول الخليجية للتدافع واطلاق البيانات الداعمة للانقلاب كمحاولة اخيرة لشد ازر عصابة الانقلاب لإحساسهم أن سقوط مخطط الانقلاب الذي خططوا له في فنادق الخمس نجوم على شاطئ الخليج (باعترافهم العلني) يعني بالضرورة سقوط انظمتهم بعد أن تعرت تماماً بدعمها الفاضح والعلني والتبجح بأنهم اسقطوا نظام انتخبه شعب بكامل ارادته الحرة بعيداً عن انتخابات ( 99.99% ) المعهودة فهم كالغريق الذي يتمسك بقشة الانقلابين لأن غرق الانقلابين ببحر الدماء الزكية لطلاب الحرية (وهم كذلك ) يعني بالضرورة كشف الغطاء عنهم وربما تغيير حسابات البعض سياسياً وبالتالي فإن الداعمين للانقلاب سيغرقون حتماً طال الزمن ام قصر هذا الشعور دفعهم لإطلاق بيانات الدعم بطريقة خالية من اي دبلوماسية حتى من باب مسك العصا من الوسط علناً والاستمرار في تقديم الدعم من الباب الخلفي الا أن صيغة البيانات تظهر للمتابع (بعين الحياد) مدى شعور هذه الانظمة بجدية الخطر الذي يلوح في الأفق على أنظمتهم مع ازدياد تعقيد الوضع في المشهد المصري ولسوء حظهم أن لا خيار آخر امام الشعب المصري المطالب بعودة الشرعية بعد كل هذه الدماء الا تقديم المزيد من التضحيات من اجل ترسيخ مبادئ الحرية والكرامة للشعب المصري ولشعوب المنطقة والشعوب التواقة للحرية فهذا قدر مصر أن تكون القائدة والرائدة ويظهر جلياً استشعار الشعب المصري بهذا الدور العظيم المناط بهم فالحرية في مصر حرية لنا جميعاً فلا مجال للتراجع في ظل التدخل السافر والعلني لبعض دول المنطقة مستخدمين ثروات الأمة لفرض انظمة الاستعباد على شعوب المنطقة في عصر لا ولن ينفع معه انظمة تجاوزها الزمن واصبحت صفحات سوداء في تاريخ الأمة المعاصر .