الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٠ صباحاً

بين المبادئ والمصالح

إلهام الحدابي
الثلاثاء ، ٢٧ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٢ صباحاً
كيمنيين لا زلنا نعاني من التشتت بين هويتي المصلحة العامة والمبادئ..

كثر أولئك المستعدين للتخلي عن كل المبادئ من أجل المصلحة العامة، والمصلحة العامة هنا تتلون بتلون مصلحة الفرد ومكانته،وفي نهاية المطاف بالطبع تسقط المصلحة العامة التي كانت ستحفظ لو حافظ كل فرد على قيمة المبادئ.

عانينا كثيراً مؤخراً من تبرير الدم في أحداث الوطن العربي وكأنه ماء! المقلق حقاً أن من برروا تلك الدماء هم من مدعي حماية حقوق الإنسان، والذين لم يراعوا القيم والمبادئ التي يعتنقوها ، كيف إذا انتقل المشهد إلى اليمن، ليس من المستبعد أن تتكرر ذات المشاهد وذات التبريرات.

المجتمع سيحترم كل من يلتزم بحياديته وفق مبادئ المصلحة العام بجد وليس وفق مصلحة الحزب أو الأيدولوجية أو الفكر الذي ينطلق منه الفرد، وفي كل فضاءات الواقع يمكننا أن نتجادل إلا الدم، فمن يجادل في الدم ليبرر أو يشرعن سقط في فخ التخلي عن القيم من أجل مصالحه الضيقة.

تتشاطر مصالح القوى الفاعلة في اليمن ، ويتخذ مؤيدوها ذات الطابع الأعوج من أجل منطق المصلحة العامة برؤية ضيقة، وتسقط القيم والمبادئ الإنسانية في معارك جانبية لا تسمن ولا تغني من جوع، والأجدر بتلك القوى أن تعدل مسيرتها الحالية لتخلق فضاءاً حقيقياً للدفاع عن المبادئ التي تحمي المصالح العامة وإن خالفت مصلحة تلك القوى، فمن خلال الواقع شاهدنا كيف أن مراكز القوى تتشقلب بين عشية وضحاها، وتتغير فيها المصلحة العامة التي يتستر بها الجميع ولا تبقى إلا المبادئ التي بإمكانها أن تحمي البقية المتبقية من الضمير الإنساني.

لا يزال هناك متسع من الوقت لنعيد للمبادئ مكانتها ، ونفصل أكثر في موضوع المصلحة العامة والمصلحة الخاصة حتى لا نعمق التشرذم القائم حالياً والذي قد يفضي إلى اقتتال جماعي بمسميات مختلفة وطنية ودينية وأخلاقية..!!