الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥١ مساءً

عن اعدام الرئيس هادي وباسندوة !

طارق مصطفى سلام
الاثنين ، ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
عن إعدام الرئيس هادي وباسندوة ! بقلم / طارق مصطفى سلام
حينما واصل مجلس النواب عقد جلسات اعماله للفترة الاولى من الدورة الثانية في دور الانعقاد السنوي العاشر ليوم الاربعاء الموافق 4/9/2013م برئاسة رئيس المجلس الاخ يحيى علي الراعي , فماذا كان وبدر من أحد عضاء مجلس النواب الذي فاجا أعضاء المجلس والمواطنين كافة بتوجيه تهمة الخيانة العظمى للرئيس هادي وحكومة باسندوة بصلف وعنجهية مبالغ بها وفي غدر وعجرفة تجاوزت المنطق والحدود ! نعم هو الحادث الطارىء والحدث الهام والجلل الذي أثار استيائنا وشغل بالنا واهتمامنا جميعا .

وبعد سماعي للنائب المتزلف وهو يجاهر في اتهامه المتحامل لهادي وباسندوة بالخيانة العظمى ! في جلسة لمجلس النواب وكأنه يسجل لملحمة بطولية خالدة لا أنه يعلن عن موقف ماجن في تزلف ظاهر وباين لأعداء الشعب والمتربصين بالوطن .
نعم هو الخطاب الهابط والمتهافت والموقف المهين والمشين الذي يفرق ولا يقرب ويشتت الجهد والعمل ولا يجمعه ويوسع الهوة ولا يردمها ..والأحرى بالنائب المغامر أن يخجل مما فعله ويتراجع عنه اليوم وعاجلا قبل أن يستفحل الأمر كثيرا وتنتشر الفتنة واسعة ويضرم نارها في المجتمع فيندم النائب على فعله الأهوج وينكره غدا .

في مواجهة المؤامرة الغادرة ونفي التهمة الجائرة : -
عندما أعلن بشير الشؤم عن موقفه الغريب ذاك حينها فقط عرفت وادركت ما كان يقصده الرئيس البيض في حديثه مع قناة الميادين يوم الثلاثاء الموافق 27اغسطس 2013م .. عن انه (يتمنى السلامة للرئيس هادي والاستاذ باسندوة في ظل وجودهم في العاصمة صنعاء ونصحهم بسرعة النزول لعدن مدينة الأمن والسلام ) .. فالاتهام بالخيانة العظمى لمن لا يعلم فهو لا يعني سوى الحكم بالإعدام ايها النائب الخرافة التي لم تلده ولادة .

بينما نجد ذلك النائب الناطق لئما بعد 33 عاما من الصمت المهادن ها هو اليوم يعود من حالة التشرد والضياع ويتوقف عن الهروب والزوغان وعوضا عن تكفيره عن الذنوب السابقة تجده يكشف عن ساقيه الضامرتين في يبوسة مزمنة كحطب وضعت تحت قدر للطبخ ثم ينتفض في وجه الوطن وينقض مهرولا إلى الغنائم والمغانم المحرمة متجاوزا المسافات وملغيا لحقائق الأحداث وقيم الزمان وضوابط المكان في سبيل الوصول اليها مبكرا ليتزايد عنده الانتفاخ الفاسد فتصيبنا رياحه الخبيثة لتنال من وجودنا الحالم وتصيب صمودنا الشامخ .. ثم يصول ويجول في الميدان لينتج عنه ذلك الاتهام المتطاول والباطل ولا شيء يذكر غير ذلك سوى السقوط المدوي والمخزي في مستنقع الارتهان والعمالة والعداء للوطن وأهله .

نعم هو ذلك النائب المهادن الذي صمت دهرا ثم نطق كفرا ولئما في تطاوله الأهوج على أشرف ابناء الوطن وأكثرهم نزاهة ووفاءً ليتهمه بالتآمر والخيانة ! بينما هو سيد العارفين وخير الفاهمين من هو ذلك المجرم الجاني الذي يستحق منه ومنا ذلك الاتهام والمطالبة بحكم بالإعدام .
نعم ذلك النائب المغامر وزمرته الانتهازية هم من يعلموا جيدا ما فعلوا أولئك الطغاة المجرمين بنا وبالوطن وهم ايضا يعرفوا تمام المعرفة ما أصاب اليمن واليمنيين من سوء بالغ وضرر شامل نتيجة ظلم وفساد اسيادهم الطامعين ولكنه الذل المحيط بهم الذي تمكن منهم على مدى اعوام طويلة فأصبحوا مجرد رهائن خاضعين لهم وفي قبضة اسيادهم الماكرين وكأنهم قطيع ثيران مسيرة إلى حضيرتهم البائسة يرتعدون خوفا منهم حتى في قبورهم ولا يملكون منه فكاك ولا سبيل للانعتاق .. ولا نامت أعين الجبناء .

و يا هؤلاء أنتتم لستم أحرارا كما تدعون بل أنتم عبيد لمصالحكم الأنانية وخاضعون للتبعية والمال الحرام ومن يدفع أكثر, أنتم مجرد تابعون مجبرون لا تمتلكون من أمركم شيئا .. وأنتم بالمحصلة النهائية قوم مسيرون ولستم مخيرون .
ثم يأتي (النائب ذاته) بعد كل تلك الافعال المخزية والمواقف المشينة ليدعي انه وحده من الثوار والاحرار وما دونه مجرد خونة واوباش ! .

ماذا أصاب ذلك النائب الغلبان وكيف تنفلت عنده الأمور إلى هذا الحد ؟ والأغرب والأمر أن نجده بعد مرور بعض الوقت وفي لحظة اضطراب من تمجيد الذات النرجسية يقوم باتهام الأخرين بذات الاتهام الموجه له في الأساس وكأنه يعمل بفحوى المثل القائل.. (رمتني بدائها وانسلت طبيب يداوي الناس وهو عليل !) .

سقوط مدوي للنائب المتزلف : -
منذ فترة غير قليلة مضت كنت أرقب بتعجب أحاديث ومواقف ذلك النائب المتزلف في مجلس النواب وكذا تصريحاته الغريبة والكثيرة في المنتديات والندوات والمقابلات الصحفية والفعاليات المختلفة وهو يحاول جاهدا التقرب لزعيمه عفاش ويتناقض مع نفسه مرارا وتكرارا فهو تارة يذم القيادة السياسية في انتهازية مقيتة أملا في هدف يحققه لدى الطرف الأخر وفي أخرى يشيد بها عساه يحقق مصلحة طارئة منها .
فتجده في 27ديسمبر 2012م يحكم على فشل مؤتمر الحوار قبل ان يبدأ اعماله وهو يظهر ما يعتمل في اعماقه من شر مستطير في غفلة من إدراكه الظاهر ! ويتهم احزاب المشترك بالنفاق والسماح بانتهاك السيادة الوطنية وإخضاع اليمن للاحتلال الأميركي ثم يعود ويتهم هادي وحكومة باسندوة التي نصف اعضائها من حزب عفاش بذات الاتهام ! .

تجده يشيد بدور حزب المؤتمر ثم يسارع بالاستقالة منه في فبراير2011م وقبل جريمة جمعة الكرامة في محاكاة ظاهرة لأقرانه من عدن المنشقين عن الحزب تعكس رغبته المستعجلة في انكار علاقته بالسلطة والنظام ومبررا ذلك بإحداث القتل في عدن حينها ! بينما نجده لم يستنكر مطلقا وقوع جرائم كبيرة كسقوط ضحايا مجزرة المعجلة ولم يحرك ساكنا طوال أعوام عديدة وعناصر الحوثي ثم الحراك السلمي يقتلوا بغدر وبأعداد كبيرة في صعده والجنوب لمطالبتهم بالحقوق الانسانية والحريات المدنية !..

وفي 21فبراير2010م تجده يقدم نفسه مرشحتا لهيئة رئاسة مجلس النواب ثم فجاءت يقدم استقالته من عضوية المجلس برمته ! وفي سلوك أقرب إلى الاضطراب النفسي تتوالى استقالاته من كيانات ومكونات مختلفة يصل عددها إلى خمسة استقالات !أبرزها استقالته من مجلس التضامن ونقده القاسي لأوضاعه بينما هو (حينها ) الامين العام المساعد للمجلس ! .

هو يدعي بأنه قومي عربي يكره اسرائيل (ويحب عمرو موسى) ويلعنها ليلا نهارا ثم تسمع في فضيحة مدوية عن اتصاله الملح بأيوب كرا، نائب وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي الذي صرح قائلا ( إن تنظيم الأحرار بالجمهورية اليمنية قد وجه رسميًا له دعوة لحضور مؤتمر عام للحركة في بيروت)، وهو المؤتمر- خمسة نجوم- الذي أعد له النائب المتزلف اياه وعقده في بيروت بتكاليف باهظة الله وحده أعلم بمصادر تمويله وعقد تحت عنوان: " مستقبل اليمن والاحتياجات لبناء دولة علمانية جديدة" ثم تجده يهاجم العلمانية وينفي صلته بها !.

نعم ففي واقعة تلغي العقل والمنطق وتتنافى مع المبادىء والاخلاق ولا تأتي إلا من جاهل لقضيته ومتنكر لهويته يتم ذلك التواصل المدان الذي يصل إلى مصاف تهمة التجسس والتخابر ويصب في خانة الخيانة العظمى فقد أشار كرا، وهو عضو بحزب الليكود، إلى أنه تحدث مع رئيس الحزب عبده محمد بشر تليفونيا، واتفق معه على ضرورة الاستفادة من الخبرات الإسرائيلية في بناء اليمن الجديد !، خصوصًا أن الكثير مما أسماه كرا بـ"أنظمة" التطور الاقتصادي أو السياسي أو التكنولوجي تتناسب مع اليمن وتتلاءم معها !.

ماذا دهاك ايها النائب الغلبان وكيف تنفلت عندك الأمور إلى هذا الحد العجيب ؟ والاغرب والأمر أن نجده بعد مرور بعض الوقت يقوم باتهام الأخرين بذات الاتهام الموجه له في الاساس .. إلا أنني أرى أن الشيء الأبرز في مواقفه الغريبة والمتناقضة تلك التي تمتلي حسد وانانية هو ما أصاب زميله الأقرب ورفيقه الأعز صخر الوجيه الذي استهدفه دون سبب يذكر سوى أنه صار وزيرا للمالية وفي حقد غريب قام بطلب استجوابه أكثر من مرة بسبب من تلك الغيرة الكامنة! موجها له العديد من الأسئلة الغامضة ! .

نعم تابعت تصريحات النائب المتزلف اياه خلال الفترة الماضية فكنت أتعجب ايما تعجب من تناقضه مع نفسه وانكاره للواقع وتزييفه للوقائع ! فالرجل يبدوا انه يعاني من أزمة ما أم أنه يطمح لشيء غير مشروع ! وكنت الاحظ توقه الشديد للتقرب من الزعيم عفاش وحرصه الكبير لعودة المياه إلى مجاريها في علاقته به ولذلك كان يتلون في أحاديثه ومواقفه كالحرباء ..حاولت حينها ان أجد له بعض العذر ولكن أن يصل به نفاقه وتزلفه إلى الحد الذي يتهم فيه الرئيس هادي بالخيانة العظمى فذلك ما لا يمكن قبوله مطلقا أو السكوت عنه بل لم أكن أتوقعه أبدا من شخص أدعى أنه ثائر ومناضل في يوم من الأيام ! .

ولكن يبدو ان الأمر وصل معه الى مفترق طرق واصبح مطلوب منه تسجيل موقف حاسم لا يعود عنه ابدا موقف يصبح بعده مأمون الطرف والجانب غير قادر على التنقل في المواقف والمواضع , موقف يسيء إليه كثيرا ويقيده طويلا ويمنعه من الاصطفاف مع الحق والعودة لجادة الصواب مرة أخرى !, وها هو قد فعل اليوم ما يطلبون منه ويأمرون به في جلسة مجلس النواب أنفة الذكر حين بدر منه ما يخجل ويسيء فكان منه مثل ذلك الموقف المخزي والمشين .

لقد ذهب النائب المتزلف بعيدا في إساءته لنفسه , نعم هو من أساء لنفسه في قبوله أن يتربص بالوطن ويعرضه للمخاطر ويكيد لولي الأمر ويغدر به في أبخس ثمن ! .. (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد) .
نعم ايها النائب المخدوع والمخادع هو اتهام لا يقوله عاقل , هو اتهام لا يأتي من عضو برلمان متمرس يتقدم الصفوف ويعرف ظواهر الامور وخوافيها ويعرف من هو الذي مازال ممسك بأجهزة الدولة العميقة ويحكم في الواقع ومن يقوم بالتخريب ويفسد البلاد والعباد ويعرقل الجهود الطيبة للعهد الجديد وتشويه عطائه الوافر .

وأن أراد النائب الزائف توجيه مثل هذا الاتهام الجائر عن حق وحقيقة فهو أعلم الناس كيف ولمن يجب أن يوجه ذلك الاتهام , ومن هو الجاني الفعلي الذي أستولى على قوت الشعب ونهب ثروته وصادر حريته وأضاع مستقبله ومن هو الخائن الحقيقي للوطن وللشعب ؟.

نعم ايها النائب الخائب لو أردت أن تعرف الحقيقة بصدق لهداك الله إلى حكمته .. ولو أردت فعلا عن صدق وجدية توجيه مثل هذا الاتهام فعليك توجيهه أولا لمن أفسدكم كثيرا لأجل أغراض خاصة ومآرب خبيثة ولعقود عديدة .. نعم وجه ذلك الاتهام لسيدك عفاش فهوا من يستحق منك ومنا مثل هذا الاتهام وهو الجدير به عن تفرد وإحكام , نعم فهو وأسرته من أهلك الزرع والضرع وأحرق الحرث والنسل والشجر والحجر وأكل الاخضر واليابس في اليمن ولم يبقي فيه من شيء للشعب عدى القليل لاتباعه من الخاضعين والمنافقين ولذر الرماد في العيون .

أسف على الرجال الذين لا ينهضوا بالمسؤوليات الجسام , أسف على النواب الذين يتزلفون ويفرطوا بالأمانات ويساوموا على مصالح الشعوب ولا يصونوا الاوطان , أسف على زلة لسان تنكرت للحاضر وشهدت لسلطان جائر ثم اغتالت المستقبل عندما أتهمت قائد وفي وصادق .

كما انني على ثقة مطلقة أن الراعي هو الذئب الماكر وهو المكلف من الزعيم عفاش بتنفيذ ذلك السيناريو الغادر المرسوم بمكر ودهاء المخلوع المخادع وانك ايها النائب المشاكس لست سوى أداة مرنة وطيعة للتنفيذ في جريمة بهذا القدر من التآمر والخطورة .

نعم ايها النائب الخاسر فالراعي المراوغ هو من كان وراء اغوائك وتحريضك , ودافعك في ذلك فقدان الأمل في تبوء منصب شاغر وهو الوهم الكاذب كما أتضح لكم لاحقا بعد اللقاء الأخير للرئيس هادي بالراعي وقادة الاحزاب السياسية الفاعلة واتفاقهم على تسمية المقعد الشاغر في نيابة رئاسة المجلس لعضو من كتلة الاشتراكي ومنح الأمانة العامة للمجلس لحزب الإصلاح فالأمين العام الحالي (صوفان) بالنسبة للراعي هو وسيلته الأولى للتلاعب والاحتيال وللاستيلاء على أموال البرلمان وهو أهم عنده من أي اعتبار أخر يمثله النواب بشر وحمير والشدادي بل وأعضاء المجلس كافة ..

وفي دهاء خبيث من الراعي الذي ظن أثما ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) انه في حالة التخلص من هادي سيصبح الطريق أمامه سالكا للوصول إلى سدة الحكم وكرسي الرئاسة بحكم ما تنص عليه مواد الدستور الحالي وتناسى أنه معطل بإحكام المبادرة الخليجية واليتها المزمنة ! .

وهيهات للراعي أن يتمكن من تحقيق حلمه الآثم المتناقض مع الواقع ولن تنال منا مطلقا مآربه الخبيثة .
يا أيها النائب المتزلف القضية ليست من هو الرابح ومن هو الخاسر ومن الذي ينتصر ومن ينهزم ..هل هو هادي أم صالح أم هو حمير أم الراعي ؟ أو الابقاء على ذلك الاقتسام المدمر لمصالح الوطن وتلك المحاصصة المجحفة لحقوق المواطن واستحقاق الكادر في منصب لهم ومنصب لكم ! بل هي قضية وطن على مشارف الهاوية والانفجار بسبب من انانية عفاش وزمرته الخبيثة الرافضة للتغيير والاستقرار الذي يحقق للوطن الأمن والازدهار .

ولمن لا يعلم فالمعزول عفاش هو من باع اليمن بثمن بخس لامريكا الصديقة والسعودية الشقيقة وسمح بانتهاك السيادة والكرامة واستقدم الطائرات بدون طيار كما استقدم الافغان العرب من كل حدب وصوب تحت ستار الكذب والتضليل ليستخدمهم في ظل ما يضمره من نوايا مبيته وخبيثة ,كما استخدم القاعدة الصالحية وغيرها في أعمال إرهابية لأغراض أنانية ومزدوجة وغير شريفة .

نعم الرئيس السابق صالح هو من نهب الثروات الوطنية في باطن الارض اليمنية وظاهرها .. وسنفتح عما قريب ملف صالح في نهب الثروات السطحية والجوفية (اراضي وعقارات وأجواء وجزر وبحار والأهم ذهب ونفط وغاز) والتفريط بالأرض اليمنية للجارة السعودية وفساده في تأجير وبيع المناطق والمعالم السيادية وفساده الأكبر في مؤسسات الجيش والامن واراضي وعقارات وأوقاف الدولة .

ولتعلموا أيها الغافلين انكم لن تكسبوا باتهامكم لهادي ثقة عفاش مجددا فهو لن يرضى عنكم مطلقا بعد أن خذلتموه حين نفذتم بجلودكم وتركتم السفينة الغارقة وتركتموه لوحده في مواجهة العواصف العاتية والامواج العالية لثورة 11فبراير فلا تتعبوا نفسكم واريحوا واستريحوا أثابكم الله .

وحتى يتسنى لنا فهم المواقف المتناقضة للنائب المتزلف الذي يكثر من الشكاء والبكاء وتقديم الاستقالات بالمفرد والجملة فنحن لسنا بحاجة لمحلل سياسي حصيف وبارع بل إلى طبيب نفساني متخصص وماهر يسبر أغوار النفس المريضة والمعقدة لصاحبنا اياه ولذلك كان زميله النائب المثابر والطبيب الانسان المتعاون عبدالباري دغيش هو الأقرب أليه والأقدر في التعامل مع مزاجه المتقلب وسلوكه المتجاوز .

النائب المتزلف ذهب للثورة مبكرا طامعا بجاه ومنصب وليلوذ بها من ايام صعبة قادمة تستهدف أمثاله من المرتهنين والتابعين بعد أن أسرع بالقفز من على ظهر السفينة الغارقة لينتمي للضفة الأخرى الثائرة بحثا عن أطماع جديدة فلما وصلت المرحلة الانتقالية إلى نهايتها ولم يحصل على مغنم ما خاصة بعد أن تم الاتفاق على تسمية كلا من نائب رئيس المجلس الشاغر والامين العام الجديد للمجلس فأنقلب هو برد فعل أهوج على الرئيس هادي ! وذهب على عجل في طريق الشر والاخطار يبحث عن مكان له مجددا ضمن بطانة وعصابة عفاش ظنا منه أن ما حدث (للإخوان) في مصر سيتكرر في اليمن ويعود عفاش للحكم مجددا ولم يعلم أن الأمر هنا مختلف تماما وأن ذلك بعيد عنهم بل وصعب المنال .

وليعلم القاصي والداني أن لعنة الشعب والوطن ستحل دون شك على اولئك المتزلفين والمتآمرين وتصيبهم في مقتل وهم المنافقين من سكتوا عن الحق طوال 33 عاما في عهد الحكم الاسري المستبد وتغاضوا عن الظلم والطغيان أعوام طويلة وصمتوا دهرا لينطقوا كفرا بعد ان تزلفوا للحاكم المستبد طوال أحدى عشر عاما مليئة بالمظالم تحت قبة البرلمان .

بينما نجد أن الزعيم عفاش وحزب المؤتمر قد نفضوا ايديهم عنهم فلا هم طالوا بلح الشام ولا عنب اليمن وسيظلون حيث هم في المكان الذي يليق بهم ..وهم المرجفين والمترددين والمنهزمين والمتنقلين في المواضع والمواقع لهم الخزي والعار امام الشعب وهم تجار الأوطان والأديان والمواقف . ( لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ( 114 ) )
أخيرا : عن الإجراءات اللازمة لتلافي المؤامرة : -
فأنه من الضروري والهام أن يتخذ الرئيس هادي القرارات الشجاعة والفاصلة ضد السياسة الظالمة في التقاسم والمحاصصة التي أثبتت فشلها في السابق بعد قيام دولة الوحدة اليمنية وكذا في المرحلة الانتقالية الراهنة , والتي تحاول فرضها مجددا والاستمرار فيها بعض الأطراف والاحزاب النافذة فذلك توجه هدام وسياسة مدمرة تلحق بالوطن والشعب أكبر الخسائر والأضرار وتتماهى مع الفساد وتمهد للانفصال .

كما لا يجب السكوت عن ما حدث من استهتار وتأمر بدر من الراعي الذئب الغادر والنائب الحرباء المتزلف ويجب أن لا يمر ما حدث في مجلس النواب دون مراجعة وحساب واتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة لتصيح المسار وهناك أدلة عديدة وبراهين كثيرة تثبت ان هناك عمل ممنهج بل ومؤامرة مكتملة الاهداف والملامح لدى بعض الجهات لإفشال المرحلة الانتقالية والانقلاب على الرئيس هادي وأن ما صار مؤخرا في مجلس النواب هو جزء هام من تلك المؤامرة الخبيثة .

ومن المهم هنا أن لا نتوقف عن دعم الرئيس هادي وأن لا نسمح بأن تتحول القضايا الوطنية الكبرى لمجرد مماحكات حزبية أو فرقعات اعلامية أو تصويرها على أنها مجرد تباينات بسيطة وخلافات شخصية , والأهم أن يقف أعضاء مجلس النواب متحدين في الارادة والموقف مع المصلحة الوطنية العليا للوطن التي تتمثل في انجاح الحوار الوطني الشامل والحفاظ على الوحدة واللحمة الوطنية والتي يمثلها ايضا في هذه المرحلة الحرجة الرئيس هادي والسلطة الشرعية القائمة لأهمية وخطورة المرحلة الانتقالية الراهنة والمنعطف الخطير الذي يمر به الوطن حاليا , كما يجب أن لا يتراجع اعضاء مجلس النواب والقوى الفاعلة والخيرة في المجتمع في وقوفهم ودعمهم لهادي الرئيس التوافقي لليمن ويصدقوا شائعات عفاش المغرضة واعلامه الكاذب والمضلل .

كما يجب أن لا نضع الرئيس هادي في مواجهة هؤلاء المرضى المتربصين بالشعب والوطن كما فعلنا في الماضي مع بعض الرؤساء السابقين فخذلناهم عندما خذلنا الوطن ومستقبله الواعد والمنتظر حين تنكرنا لأحلامنا في الحرية والانعتاق والعيش الكريم والرغيد في وعلى اليمنيين اليوم الاستفادة من تاريخهم القريب والبعيد وأن لا يكرروا الأخطاء السابقة أو يسكتوا عن أفعال المجرمين والفاسدين ويواجهوا بشجاعة واقدام المتربصين والمتآمرين ..

وما بين حلم يتحقق وحلم يتعثر تبقَى أحلامنا علىً قَـيدَ الانتظار .. والله ولي الهداية والتوفيق .