السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٦ مساءً

وقفات مع الظالمين

عبد السلام حمود غالب
الاربعاء ، ١١ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
ان الظلم عواقبه وخيمه ويكفي ان دعوة المظلوم مستجابه فتفتح لها ابواب السماء وتحملها الملائكه فيقول الله له فوعزتي وجلالي لانصرنكي ولو بعد حين ،،،
(ويقول الرسول لمعاذ عندما بعثه الي اليمن واتقي دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب )
فما اشد الظلم الذي تعاني منه الامه اليوم وما اكثر انتشاره فنقف في لمحه سريعه حول صفات الظالمين وواجبنا نحو الظالمين.

من صفات الظالمين :
أ-الجحود بآيات الله والإعراض عنها :
قال تعالى:(وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) العنكبوت: 49
ولقد ارسل الله الايات الباهرات في الكون المنظور وكذلك الكتاب المسطور القران الكريم وايضا الرسل الرسل وايدهم بكثير من الايات لهداية البشريه ومع ذلك نجد من يجحد بها ويكذبها ظلما لنفسه ولغيره وقد وصف الله سبحانه من يجحد بها ويكذب بها وينكرها فقال :
(وكذلك أنزلنا اليك الكتاب، فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به، ومن هؤلاء من يؤمن به، وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون) العنكبوت:47
وكذلك وصف الظالمين لانفسهم وغيرهم باعراضهم عن الهدى واتباع الايات
وقال تعالى:(ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزواً ، ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها) الكهف:56-57.

ب- تعدي حدود الله:
قال تعالى:(تلك حدود الله فلا تعتدوها، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) البقرة: 229.
فيعتدون على حدود الله وحرماته سبحانه ولا يلتزمون بها ويتجاوزون الحدود والاوامر والنواهي

ج- عدم الحكم بما أنزل الله:
قال تعالى:(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) المائدة: 45
فمن قمة الظلم لمن اصبح القرار في يده كحكام المسلمين او القضاة ومن يتصدرون للحكم بين الناس فجعل اولائك الذين يبتعدون عن حكم الله من الظالمين المبتعدين عن حكم الله سبحانه .

هـ- اتباع الكفار:
قال تعالى(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون) التوبة: 23.
من اتبع الكفار وارضاهم وجعل همه في الدنيا ارضائهم حتى ولو كانوا اقرب الناس اليهم او من اسرتهم واهلهم الا انه يفظلهم على الاسلام وحكمه ويقف معهم في صف الكفر واتباعه فهو من الظالمين المتجاوزين لحدود الله رغم ادعائه الايمان والاسلام الا انه يعمل بخلاف ذلك .

و: إضلال الناس وابعادهم عن الحق لمصالحه الشخصية والضيقه فيكذب على الله وعلى رسوله وعلى الناس من اجل الدنيا وحطامها سواء بعلم اوغير علم فمراده الدنيا باي طريق وسبيل .
قال تعالى(ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم) الأنعام: 144.

ز: الصد عن ذكر الله ومنع الناس منه لاغراضه وسياساته الدنيويه ،او خدمة لاعداء الاسلام
قال تعالى:
(ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه) البقرة: 114.

ح: خذلان الحق وعدم الشهادة له، فيكون بهذا العمل اضاع حقوق الناس ،وساعد في الظلم ونشره بين الناس .
قال تعالى(ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله) البقرة: 140 وقال تعالى(ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بالحق لما جائه) العنكبوت: 68.

ق: عدم اتباع الحق ومحاولة تكذيبه قال تعالى :
(فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه) الزمر: 32. فاصبح ديدن الظلمه التكذيب بكل ما هو من الدين ومن تعاليمه في كبر وغطرسه .


واجبنا وموقفنا نحو الظالمين :
1-عدم الركون اليهم والوقوف في صفهم ومعاونتهم على ظلمهم حيث
يقول تعالي :
:(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) هود: 113.
وذلك لأن الركون إليهم يسبب:
أولاً: تقويتهم، وهي توجب توسع دائرة الظلم، ونشر الفساد في الارض وضياع الحقوق وسلب الاراده .
ثانياً: يؤثر في ثقافة المجتمع ،ويصبح الامر طبيعيا ويشتاق اليه الناس ولا يعيشون بدونه وتضيع الحقوق وتصادر دون امر بمعروف او نهي عن منكر لان الناس قد تعودوا على الظلم وسكتوا عنه وركنوا الى الظلمه وقووهم ووقفوا معهم دن ان يشعروا بذلك .

2-مجابهة الظلم ومحاربته دون خوف او ضعف :
ولذا فإن القرآن الكريم يحث الناس على مقارعة الظلم وعدم الخوف من الظالمين، قال تعالى:(إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني) البقرة: 150،

3-فضح الظالمين على رؤوس الاشهاد ولا حرمت لهم
كما إن الإسلام يأمر بفضح الظالم والمجاهرة ضده وتوقيفه عند حده فقد يرتدع عند فضحه والتشهير به خوف من الناس وعلى سمعته
وفي القرآن الكريم: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) النساء: 148.

4- محاربة الظالم بشتى الوسائل الممكنه والوقوف بكل حزم وقوه ،
ومعونة المظلومين ونصرتهم انصر اخاك ظالما او مظلوما وطلب العون في ذلك والاستنصار على الظالم كما يقول تعالى :
: (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) الشورى: 39،

5-عدم الدفاع عن الظالمين او الوقوف معهم وتاييدهم ضد المظلومين،
وعدم الوقوف في صفهم وخاصه الوقوف مع اعداء المسلمين من الكفار والمشركين ومعاونتهم على ظلم المسلمين كما هو حاصل اليوم في بلاد المسلمين
لقوله تعالى : (قال رب بما انعمت عليّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين) القصص: 17.


عواقب الظالمين:
أ- عدم الأمن للظالم والراحة و الطمائنينه
فلا يشعر به في الدنيا ولا في الآخرة- حيث إنه يشعر بالخوف والقلق الدائم من انتقام المظلومين، فيزيد من حرسه وتامين حياته واجراءات السلامه خوف من الانتقام كما هو حاصل من حكام وزعماء المسلمين اليوم
قال الله تعالى:(إن الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن) الأنعام: 82.

ب- الضنك في العيش:
حيث إن من آثار الظلم الفساد في كل شيء، مما يستلزم صعوبة العيش وقلة الراحة والسعاده وسبل الراحة ورغد العيش يفقدها .
قال تعالى:(فبظلم من الذين هادو حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم) فبسبب الظلم حرم الله عليه الطيبات عقاب لهم ولظلمهم.

ج- الضلالة وعدم الهداية:
يحرم الظالم من الهداية والتوفيق وكل ذلك بسبب ظلمه وجبروته وهومن اردى بنفسه واوردها المهالك
قال الله تعالى:(والله لا يهدي الظالمين) آل عمران: 86
وقال عز وجل:(ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) إبراهيم:27.

هـ- الهلاك في الدنيا وكذلك في الاخره :
قال تعالى: (هل يهلك إلا القوم الظالمون) الأنعام: 47،
وقال تعالى (وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون)[ القصص: 59، وحيث أن الظلم ينعكس على نفس الظالم فإنه يسبب الهلاك له فيدمره الله سبحانه وينتصر للمظلومين طال الزمان اوقصر ،
وكذلك يهلك الله اتباع الظالمين ويرينا فيهم قوته وقدرته وعدله سبحانه فهم سبب تجبر الظالم وسيطرته
وقال تعالى:
(وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخرين) الأنبياء: 11.
قال الله تعالى (فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا) النمل: 52،
اهلك الله القرى لظلمهم وهي لا تخلوا من اتباع الظالمين وحرسهم ومعاونيهم ،وكذلك اصبحة دور الظالمين خاويه.

و- العذاب الأخروي:
وهو من الواضحات البديهيات قال الله تعالى(ولو ترى إذا الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين ، قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جائكم بل كنتم مجرمين) سبأ: 31-32.
وقال تعالى (انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها )الكهف.

كل ذلك للظالمين جزاء موفورا وعذابا اليما
(ولا تحسبنا الله غافلا عما يعمل الظالمون )
والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون