الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٢ مساءً

اثقال المخاوف

خالد الصرابي
الخميس ، ٠٣ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
اثقال المخاوف..!
خالد الصرابي
سنطرق كل الابواب هروبا منها ,وفي خاتمة المطاف سنجد انفسنا امام بابها الوحيد الذي سينفتح لنا "الحقيقة المرة" والتي يعيشها واقعنا مهما سعينا في محاولات يائسة لمغالطة انفسنا اذ لابد من المواجهة ..اذا كان رجل الشرطة سواء في مكان أداء واجبه او خلال مروره الى مقر عمله بات يخشى اشياء كثيرة من اهمها لحظة المداهمة الغادرة لايادي مع الاسف الشديد لم تكشف بعد! رغم استمرار عملياتها النكره فاذا كان هذا حال من يخول عليهم امن الوطن فكيف هو الحال بالنسبة للمواطن! بكل تاكيد حالة من الذعر الشديد تتسلل في الارجاء وفي النفوس دون ان يكون هناك رادع يحد من انتشارها الذريع مع ان الامر لايتطلب سوى جملة من القرارات الحاسمة يتبعها التنفيذ لمنع مظاهر التسلح بشتى الطرق والوسائل والتي لاشك ستبذل معها العديد من الجهود لكنها ستكون اهون بكثير من الوضع السلبي المعاش والمتسبب للخوف والقلق النفسي ,وعندها فقط ستشعر تلك الايادي الغادرة بحالة من الاحباط حتى وان كانت تحمل السلاح بصورة متخفية لكن الواقع امر من هذا بل ويعكس تعثر تام لاجهزة الدولة بما فيها الاجهزه الامنية بمختلف تخصصاتها حيث يترك غيابها اثر بالغ في نفوس المواطنين خاصة وهناك ما يزيد من ريبتهم هي مجاميع من حملة السلاح المتنوع والتي تجوب شوارع العاصمة على متن سيارات بهيئة اطقم عسكرية وهي في الاساس لمواطنين لااحد يعرفهم او يعرف عنوان لسبب تواجدهم والسماح لهم بكل هذه الهيمنة الساحقة لكل معاني الدولة .قبل ايام حدثت مشكلة نزاعية متنامية الاطراف بين فئتين من الشباب وذلك امام مدرسة خالد بن الوليد في العاصمة صنعاء أي في منتصف شارع العدل فكانت حدة الموقف تتصاعد حتى وصل الى مستوى سلاح البندقية في الوقت الذي كانت مجاميع الشباب تتكاثر من كلا الطرفين ..الشارع قطعت فيه حركة السير وتكتلات الشباب تجوبه على متن دراجات نارية وهم مدججين بالسلاح .الاغرب من هذا كله وجود مقرات حكومية وامنية بالقرب منهم مثل وزارة العدل , والادارة العامة للبحث الجنائي ,ومحكمة الاستئناف , ومع هذا لم يحرك احد ساكنا ..الوقت كان الظهيرة والطلاب المارة من البنين والبنات اصيبوا بحالة من الذعر .حينها اقترب رجل شايب من احد رجال الامن الواقفين على مدخل محكمة الاستئناف وقال له"ماهو هذا ياولدي ليش ما تمسكوهم وتبزوا السلاح قبل ما تقع مجزرة؟" رد الجندي " يا الله اسلم راسي ياعمي الحاج" ...