الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٣ صباحاً

اليمن بانتظار قطار الحظارة

عبد السلام راجح
الاربعاء ، ٢٣ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
مملكة سبأ وقصة أصحاب الجنة وارم ذات العماد وأيات اخرى تحكي ان اليمن اغنى دولة في العالم فهي الخصبة في ترابها المعطاءة والطيبة في خيراتها وستظل كذلك حتى يهيئ الله لليمن حكاما يخدمون هذا الشعب ويقيمون حضارة اخرى يشهد لها القاصي والداني.

تحتل اليمن موقعا جغرافيا واستراتيجيا مميزا الى جانب احتواءها على الكثير من المواد النادرة كالذهب والماس وغيرها من المواد الثمينة وكذلك مخزون النفط الذي لم يكتشف بعد ولم يعرف عنها اليمنيون سوى التقارير التي تؤكد امتلاك اليمن مخزون هائلا من النفط والذهب, الامر الذي جعل الاخرون يطلقون على اليمن "البلد البكر"والبعض يطلق عليها اسم "السعيدة"وسماها القران الكريم"البلدة الطيبة"
ارم ذات العماد ارض يمنية بنيت من الذهب الخالص لتكون اول مدينة على وجه الارض تبرق وتلمع كسهيل اليماني ,وهذا يدل دلالة كبيرة على ان اليمن منجم ذهب لم يكتشف بعد او ان الفساد قد سرقها في ليل بهيم وباعها بثمن بخس كما فعل النظام السابق في بيع ثروات الوطن بأقل الاثمان وابخسها كما اضهرت التقارير تورط مسؤلون كبار في بيع قطع اثرية بملايين الدولارات وتهريبها خارج الوطن.

ان بناء ارض ذات العماد الذهبية مؤشر على ان اليمن تزخر بخيرات كثيرة لاحصر لها ولذا ظلت عيون الاعداء تتربص بها منذ القدم وسمعنا عن صراع فارس والروم على اليمن وكانت الدولة العظمى هي التي تسيطر على اليمن وإلحاقها بممالكها ومن ثم الاستفادة من خيراتها وتسخيرها لصالحها.

مملكة سبأ اكبر شاهد على عظمة الانسان اليمني كأصحاب حضارة وتأريخ وقد تحدثالقران عن هدية بلقيس لسليمان تلك الكنوز الكثيرة التي رفضها سليمان,وظلت حظارة سبأ قائمة الى ان تهدمت عند انفجار السد,ولذا فان اليمن ارض الحضارة واول بلد يبني السدود ويمتلك تأريخا يشهد للعالم بأن اليمن ارض الحكمة وكذلك ارض طيبة وخيراتها في تزايد مستمر ولكن مصالح بعض الدول تفضي بجعل اليمن دولة فقيرة لان اليمن قنبلة موقوته من خيرات حسان تفوق الخيال,واليوم لم نعد نسمع عن مأرب سوى القبيلة والاختطافات وكلها برامج تشوية مقصودة من نظام المخلوع والجوار لطمس معالمها وتخدير اهاليها بحقن التدمير.

جنة عدن والشاطئ الذهبي والميناء العالمي كلها لاتزال حاضرة في الزمان وحاضرة في كل مكان ,وقد وقعت تحت سيطرة الاحتلال البريطاني زمنا طويلا ولاتزال الاعين الماكرة تتربص بها بين الفينة والاخرى وقد حاول النظام السابق بفساده طمس معالمها وبيع الميناء في سوق النخاسة,ولكن عدن بشموخها ظلت و ستظل عامرة بخيراتها تنفي خبث الفساد وترهب عتاولة العناد والاستكبار.

الجوف وما ادراك مالجوف محوى الذهب الاسود ومحيط ليس له شطان من النفط والموارد الطبيعية التي تسيل لها لعاب العدا وتتدلى لها السنة الفساد التي تلهث في بيداء الجوف لتصور لليمنيين ان الخيرات محض سراب وخبرعاري من الصحة ,ويتشارك الجوار في محاولة مستميته للمشاركة في الوليمة الكبرى لتقاسم خيرات الوطن,ولم تسلم هذه الارض من احقاد فارس التي تبيت لنا مكرا اسودا وتنفث السم الزؤام في حدائقنا الغنية حيث حاولت سابقا السيطرة عليها عن طريق عناصرها في اليمن"انصار فارس".

الجمال وروعة المشاهد والقمم الشاهقة وناطحات السحب التي تتربع على قمم الجبال الى جانب الارض الخصبة كلها مناظر سياحية ساحرة تقبع خلف قضبان النسيان والاهمال ,ومن هذه المناظر التي تسلبك قلبك المحويت ومحمية برع وعتمة والمهرة وغيرها كثير غيبتها الازمات السياسية ونفوذ القبيلة والسلطات السابقة.

في محافظة حجة تم اكتشاف جبل يحوي عروق من الذهب وبسرعة البرق تم توزيع حصص المسؤلين من اعلاهم حتى ادناهم ولم نعد نسمع عن هذا الذهب سوى المقولات المتكررة ذهب الى جيوب المتنفذين وشيوخ المحافظة مع العلم ان هناك الكثير من الذهب الذي لم يكتشف بعد في هذه المحافظة.

الساحل الطويل الذي يمتلكه اليمن يعد مكسبا وثروة كبيرة تقاسمها ابن الزعيم وابناء اخوته وقادات المؤتمر وبالرغم من طول الساحل الا ان السوق اليمني يفتقر لخيراته من الاسماك التي تصدر الى دول خارجية.

لم يستفد من خيرات الشعب سوى المتنفذين بينما الشعب لا يحصل منها على شي ولم يسلم المواطن اليمني من اكل حقوقه بل تجاوز الامر الى مصادرة حريته,ولكن الامل في الله كبير ومن ثم في ثوار اليمن الذين نعول عليهم الكثير في الحصول على حقوقنا والاستفادة من خيراتنا ومحاسبة الفاسدين.

ان ارض اليمن طيبة وخيرة وتمتلك الكثير من المقومات الاساسية لبناء حضارات متعاقبة كسبأ وحمير وارض ذات العماد وأمجاد الاجداد وما علينا سوى التكاتف والتأخي والسير قدما لخدمة البلاد وتخليص العباد من الفساد الذي اكل الاخضر واليابس واحال بلادنا صحراء مقفرة ومن ثم الوقوف صفا واحدا ضد اعداء الوطن في الداخل والخارج.

ان اطماع الدول الكبرى كلها تسير نحو اليمن وعلى حياء من بعضها مع اخذ الحيطة والحذر وتحين الفرص المناسبة لتنفيذ خططها المسبقة التي عنوانها اليمن والتي طالما حلمت هذه القوى بالاستفادة من خيراتها والاستحواذ على حضاراتها وسلبها كل معالم التقدم وعوامل الازدهار.