الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٦ مساءً

الغزو على المستقبل

محمد العرامي
الاثنين ، ١١ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
سأكون متفائلا بحذر ، فثمة تحركات مريبة تنبئ عن تحضيرات خفية ليست بالبريئة تجاه المستقبل ، فما ان شارفت المرحلة الانتقالية والحوار الوطني على الانتهاء الا والاصابع على الزناد وافواه البنادق موجهة نحو المستقبل .

هي رسالة واضحة على ان تلك القوى ووجودها داخل دائرة الشراكة السياسية يهدد مستقبل البلد ما لم تلقى رادعا يضع لها حد .

أستطيع أن أفهم أن غزوة على المستقبل تخطط لها مراكز النفوذ والجماعات المسلحة وبتواطؤ الاحزاب السياسية وبالتالي ننادي رئيس الجمهورية ان يكون عند مستوى المسؤولية .

لن نتقشف بعد في أحلامنا فبعد مرور ثلاث سنوات على انطلاق الثورة الشبابية لم نلحظ حتى مؤشرات تضمن المستقبل الذي يحلم به الجميع ، الامر الذي ينبئ عن ثمة نوايا شريرة تتوارى خلف مبررات خطابات السياسيين عن وضع معقد هم من صنعه أصلا كما ابدعوا في تقديم تلك المبررات المتهالكة .

أتسائل عن مرحلة تاسس لمستقبل جديد يشترك في بناء مداميكها حامل البنادق والمدافع ، معوله الالغام والباروت ، لازالت الانقاض تشهد على الدمار الذي خلفه .

كيف لي ان أفهم مرحلة تأسس ليمن جديد وهي تبنى باحجار الماضي التي لم تمتلك قدرة على التماسك فيما بينها ولم تستطع الصمود فسقطت بفشلها فوق حياة اليمنيين وحولتها الى جتة هامدة .

اتسائل عن مرحلة تأسيسية لدولة عدالة ومساواة ونهضة فيما عقلية القبال والمقاولة هي من تدير مؤسسات الدولة وبطريقة التخمين والارتجال والعشوائية فيما الكفاءات من المتخصصين والباحثين زذوي الخبرة خارج السياق .

كيف لي أن أفهم التاسيس لمستقبل بواقع جديد ووسائل التعبئة والموجهات الثقافية لا زالت اسيره للاشكال السردية الموغلة في الماضي ، وهي ذاتها التي قادت الى الغرق في المستنقع الذي نحاول الخروج منه .

ان اشراك الجماعات والقوى المسلحة وبالمقابل اقصاء واستبعاد المكونات المدنية كالشباب وذوي الكفاءات والخبرات من عملية التغيير يعني ان هناك غزوة على المستقبل واحلام خمسة وعشرون مليون يجب ان نتصدى لها .