الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٦ صباحاً

حزب الاصلاح في اليمن ... تخصص ادارة جمعيات ليس اكثر

عادل نعمان الادريسي
الثلاثاء ، ١٩ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
كما هو معروف لدى عامة الشعب اليمني ان هذا الحزب لم يكن جديدا على السلطة او المشاركة في الحكم سبق وان كان له باعا طويلاً فيها وبمشاركة الحزب الاقوى المؤتمر الشعبي العام ، الا ان حزب الاصلاح لم ينجح في مهامة الموكلة الية بالوزارات التي تولها انذاك والتقارير تبين لنا هذا .

لندع هذا الامر جانبا ونخوض في امور اكثر اهمية ، اتجهت قيادات هذا الحزب الي تاسيس شركات وهمية على الورق فقط بنظام الاكتتاب العام او بما يسمى بيع الاسهم ، مثلا مثل شركة النور والسنابل والاسماك وغيرها من الخزعبلات ، نجحت وحصدت مئات الملاين فاستخدمتها في توسيع شعبيتها وانشاء مقرات لها في كل المحافظات بل والمديريات ايضا طبعا تاتي هذه الاموال غطاء بسيط او داعماً لما يزعمون به للناس انهم حزب المجاهدين وانهم الحزب الاسلامي العادل وانهم وانهم .... الخ .

هنا بدت لهم فكرة انشاء جمعية الاصلاح الخيرية لتكون لهم باب للشحت باسم الفقراء والمساكين في اليمن فاتخذوا الدول الخليجية حكومات وتجار فاعلين خير طريق اساسيا لها ، وايضا انشاء صناديق في المحلات التجارية في اليمن لجمع الاموال والتبرعات ، وخصصوا فرق تدور في المدن والمحافظات لتزاول مهنتها عبر الخطب في المساجد وغيرها من السبل اللعينة ، لاشك ان هذه الخطوات كانت ناجحة بكل المقايس لجمع المليارات دون عناء يذكر ودون اشتباه فيها لانهم كانو فعلا يقومون ببناء بعض المساجد وتوزيع قليل من الارز والسكر والزيت ويقومون ايضاً بتزويج بعض الشباب في نهاية كل سنة ميلادية للتمويه وصرف الانظار عنهم وبالتالي اكتسابهم شعبية كونهم فصيل او حزب يهتم بالفقراء والمساكين .

ولو نظرنا او احصينا كل ما انفقه هذا الحزب على الفقراء والمساكين والمساجد لم يتجاوز 10% من اجمالي المبلغ الذي تم تحصيلها وخصوصا ان الخليجين كانوا يعطون بسخاء ، شحتوا باسمنا وصورونا امام الخليجين اننا شعب فقير ومتخلف لا حول لنا ولا قوة .

فهنا اقول لهم ان ادارة بلد بعدة مؤسسات ليس كما تتصورنه او تتخيلونه ان يكون مثل ادارة جمعية خيرية او شركة وهمية ، وان تصلوا الي كرسي السطلة باحتيال وخداع للناس باسم الدين وقد تصلوا بالفعل ولكن لا يعني هذا انكم ستخلدون او ستستمتعون بها وعليكم ان تتخذوا مصر خير عبرة ودرس لكم ، وهناك ايضا تونس وليبيا مازالوا في الطريق ووصولهم بات قريبا قاب قوسين او ادنى .

اريد ان اعود بكم الي الماضي قليلا .. هذا الحزب اكثر شعبيته هي من مخرجات المعاهد الطالبانية التي كانت في اليمن قبل عام 90 م وكانت لها منهج دراسي خاص بها والتي الغيت بعد عام 90 م بقرار وزاري او جمهوري لا اتذكر المهم انها اللغيت بمناهجها وتم دمج المنهج وتحويلها الي مدارس موحده وبمنهج جديد موحد .

بعد هذا القرار اتجه الكثير من الملتحقين بهذه المعاهد الي جامعة الايمان و المتخرجين منها بعضهم التحقوا بالكليات العسكرية وبعضهم انخرطوا بالوظيفة العامة لدولة والذين كان يستعين بهم الحزب الي خلخلة النظام وممارسة الفساد الوظيفي والاداري لافشال المؤتمر الشعبي العام واتهامه بالفساد ، و البعض منهم اتجهوا الي افعانستان بحجة الجهاد في سبيل الله بدعوة قاداتهم ضد الاتحاد السوفيتي ، وما زلت اتذكر في الثمانيات عندما زار الشيخ عبدالله زعتر معهد ابو عبيدة بن الجراح الواقع في محافظة اب مديرية الحزم وهو واقف على المنصة ويدعو للجهاد في سبيل الله ضد اليهود واعداء الاسلام لم نكن نتوقع ان هذا الشخص نفسه سيقف على المنصة ذات يوم ويدعوا للجهاد ضد اخوانه من المسلمين ويصفهم بابشع الاوصاف ، ولم نكن نتوقع ان كل تلك المجاهدين الذين عادوا من افغنستان سيوجهون سلاحهم في وجوهنا نحن المسلمين من ابناء جلدتهم . من اجل ماذا ؟ من اجل السلطة .. وهل السلطة تستحق منا عمل كل هذا ؟ الجواب عندكم ايها الاحبة .