الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٢ مساءً

حكاية اليمني مع الراتب

عبد السلام راجح
الخميس ، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
من أين أبدأ ومن أين انتهي وحياة اليمني البسيط ملئيه بالحكايات المؤلمة التي تموت على أبواب الحكومات المتعاقبة ,في أي باب نسجل مأساتنا ونفرغ مابنا من جراح ,وكيف لنا أن نعيش في زهد مرير ونحن أصحاب الحضارة وأصحاب حقوق كثيرة تسلط عليها الفساد فأحسن القتل والذبح.

الراتب صار كابوسا مزعجا حين لايكفي متطلبات الحياة حين يغدوا هما إضافيا يقضي على معاني الفرح والسرور,إن الراتب البسيط عند اليمني مقبرة لأحلامه الكبيرة.

رحمك الله أيها الشهيد الحمدي الذي رحلت عنا مبكرا قبل اكتمال الفرحة رحلت عنا فرحل معك كل شي جميل ولم نعد نرى في ساستنا سوى صراع مرير افقدنا الاستمتاع بالحياة وسلبنا سر حياتنا وتطورنا فأقعدنا وشل حركتنا حتى صرنا كالمستجير من الرمضاء بالنار.

ثورتنا هي ضد الجوع ضد الفقر ثورتنا هي أن نوصل الفقر إلى منصة الإعدام ونلقي بجنوده في زنازين النسيان,وننهي مشاريع اليأس الجاثمة فوق صدورنا زمنا التي لم تبارحنا حتى مع استلام رواتبنا التي تزيد الطين بله وتجعل العاقل حيران أو أبله.

أيها الراتب أنت في حل المشاكل كاذب ولحل المسائل لست بصائب أنت مصدر الهم فارحل عنا فنحن في غنى عنك فالموت ارحم منك ومن عذابك المرير.

قبل الثورة كاد الراتب أن ينتحر مع انتشار الانتحار بين أصحابه واليوم لاجديد تحت الشمس في ظل تواجد النظام السابق الذي لازال يلعب بحياة الناس ويسلط جام غضبه على حياة البسطاء بمشاريعه التي لازالت تلاحق ابتسامتنا وتقضي على أحلامنا.

متى أرى الراتب يقضى على عمالة الأطفال وينهى مأساة الملايين الذين يقبعون تحت خط الفقر ,متى أراه ينهي سفر الآلاف إلى خارج الوطن بحثا عن لقمة عيش تستر الحال ولو بذل في سبيلها حياته,متى تنتهي هذه الاسئله التي فاقمت احباطاتنا وأفقدتنا لذة الاستمتاع باستلام الراتب كما هو الحال في دول الجوار؟

الشخص الوحيد في العالم هو اليمني الذي يطير الراتب من يديه ساعة استلامه بين مصاريف أرهقت حياته في قوائم ديون لاينتهي مسلسلها حتى يتم إعادة النظر إليها بعين الرحمة من قبل الساسة الذين لا يلقون بالا لذلك مقابل مصالحهم التي أنهت حياتنا سنة بعد سنه...
الراتب كالضمير الغائب يرفع الهم وينصب لليأس ناطحات السحاب ويجر خلفه ألاف العربات المحملة بالإحباط..ودمتم سالمين من شر راتب إذا قرب.