السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٩ صباحاً

قضية رجاء الحكمي ... والصلح القبلي

عادل نعمان الادريسي
الخميس ، ٠٥ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١١:٣٠ صباحاً
في بداية القضية قبل ثلاث سنوات كان اهالي رجاء الحكمي وبعض وجهاء المديرية يسعون الي الصلح بينهما وحل القضية بالطريقة القبلية كما نسميها نحن ، فكان الطرف الاخر يتزمتون او بالاحرى لم يقتربون ولم يعيرون من يلهثون ورائهم اي اهتمام لمطالبهم واصروا على ان يكون القضاء هو الفصل بينهم .

دارة الايام والشهور والسنين تفاجئ الطرف الثاني بحكم من المحكمة الابتدائية يقضي على رجاء الحكمي بدفع دية مبلغ اربعة مليون وستمائة الف ريال والسجن عامان من تاريخ القبض عليها ، بينما الفترة كانت قد انتقضت ، طعن الطرف الثاني بالحكم واصدرت محكمة الاستئناف حكما يقضي باعدام رجاء الحكمي ، طعن الطرف الاول بالحكم فنقضت المحكمة العلياء حكم الاعدام وامرت باعادت القضية الي محكمة الاستئناف للفصل فيها باسرع وقت ممكن .

بعد ان شاهد الطرف الثاني (ذوي القتيل) ان الامر لم يعد بصالحهم وان القضية تسير باتجاه مغاير غير الاتجاه السابق هذا بعد ان شهدت رجاء الحكمي حملة تضامنية اعلامية موسعة عبر كل الوسائل المختلفه المحلية والدولية تلخبطت اوراقهم وبدءو يشتمون رائجة الهزيمة وايقنوا انهم ليس بمقدورهم ان يمرروا التفافهم على خمسة وعشرون مليون ما بين مناصر ومتعاطف وداعم لرجاء الحكمي وخصوصا بعد استياء كبير من الشعب لحكم الاعدام والتلاعب في قضيتها والتباطئ فيها ، فقاموا بتوسيط ناس يطلبون ما رفضونه قبل 3 سنوات وهو الصلح القلبي ، ولكنهم فوجئوا بالرفض القاطع من السيدة رجاء الحكمي حيث قالت " السماء اقرب لهم من مطلبهم بعد ثلاث سنوات سجن مستحيل ، انا لن اخرج من السجن الا باحدى الحالتين اما الافراج وبه رد كرامتي واما الاعدام فكلاهما عندي مفضل من ان اخرج بمنية عبر ما يسمونه الصلح فالموت اسمى وابقى لي من هذا الصلح ، اني لا الومهم بمايسعون اليه وهذا حق مكفول لهم ولكني الومهم بانهم يعرفون الحقيقة لكنهم اخفوها وزورها وتعصبوا علي بنفوذهم وبمالهم لانني الفقيرة المسكينة " .

نحن دائما نسمع عبارة ان " الصلح خير " ولكن في هذه القضية تحولت العبارة الي
" الصلح غير " لماذا ؟ اعتقادا مني ان الطرف الثاني عندما يشتد علية الحبل يرضخ لهذا الامر كي يخمد الرأي العام في القضية او مناورة او ماشابه ذلك والعلم عند الله مجرد اعتقاد ، وانا كمناصر لرجاء الحكمي لا واجه اللوم الي اسرة القتيل لان هذا فعلا حق مشروع لهم وانما اوجه اللوم للقضاء .

ولو اردنا ان نبحث عن نقطة نهاية القضية وانصاف السيدة رجاء الحكمي سنجدها لدى الشعب اليمني لانه شعب نصرة حتى وان اتى متأخراً لكنه لم يتخلى عن مبادئهة ، وقيمه ، واخلاقه ، وعاداته ، وشرفه ، وكرامته ، اعتقد بل واجزم انه كلما اشتد الظغط والتصعيد المستمر للوقفات السلمية والمطالبة بالافراج عنها كلما اقتربت رجاء الحكمي من نهاية معاناتها من القيد الذي يطوق يديها.