الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٨ مساءً

للمسؤول الأول نقول: أنت من اختطفت حفيد هائل سعيد!

د . محمد ناجي الدعيس
الجمعة ، ٠٦ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٣٠ مساءً
لقد أصبحنا مع الأسف في واقع مجتمعي يمني لم نعد نعلم فيه من هو المسؤول الأول ورجل القرار في إدارة شؤون البلد في المجالات كافة؟ وأصبحت شماعة الفشل هي لسان حال كل من نعتقد أنه مسؤول في إطار مؤسسته، بتحجج المسؤول بأن الآخر هو السبب الرئيس في تدهور وضع تلك المؤسسة التي يقودها وأعذاره التي يعلقها على شماعة فشله كثر، دون أن يعترف مطلقاً بذلك الفشل ويشير صراحة بإصبع الاتهام نحو ذاته المتصحرة ــ بكل ما تعنيه الكلمة ــ عن الأداء لما يصبوا إليه الناس من أمن واستقرار.

الرئيس يشكو من معرقلي مخرجات الحوار والمبادرة والاختلالات الأمنية المتفاقمة اليوم تلو الآخر، وبما أصبح عليه حال الناس ووضع البلد المزري، ونسمع ما يدور في كواليس رئاسة الجمهورية بعدم رضا الرئيس عن أداء رئيس الحكومة وبعض أعضائها.. وبرغم ذلك يدعو المستثمرين من الأصدقاء والأشقاء للاستثمار في بلد ذاك وضعه..!!! فهل يفهم بأن الإرهاب قد طال رئيس الجمهورية أيضاً كما طال رئيس الوزراء وأعضاء حكومته وبسببه شُل الأداء وسيطر الفساد على مفاصل الدولة جميعها؟ ورئيس الحومة يشكو من الرئيس وأعضاء حكومته يشكو بعضهم بعضاً وهكذا دواليك.

إن اختطاف أحد أفراد بيت هائل سعيد أنعم من تعز بتاريخ 19 نوفمبر 2013م، واقتياده إلى محافظة مأرب بمسافة شاسعة تقدر بـ 429 كم، مروراً بكل النقاط العسكرية بمُسمياتها المختلفة، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل حاول البعض الاعتداء لخطف أفراد آخرين من نفس الأسرة في وضوح النهار لاختطافهم وابتزازهم، هذه الأفعال تعني الآتي :

1. وسيلة رخيصة لابتزاز مجموعة شركات هائل الاستثمارية.

2. ضرب الاقتصاد الوطني في العمق.

3. رسالة واضحة لمجموعة شركات هائل سعيد التي يلمس الجميع فعل أكفها البيضاء على مستوى الاقتصاد الوطني في شتى المجالات أو مساعدة الأسر المعدمة، رسالة ليس بالكف عن ذلك الدعم الوطني والمجتمعي وحسب، بل هجرة تلك المجموعة الاستثمارية إلى بلد آخر فيه بيئة جاذبة للاستثمار.

4. رسالة واضحة أيضاً لأي مستثمر عربي أو أجنبي بأن يمحو القدوم إلى اليمن للاستثمار، ولمجر الفكرة فقط.
فمن المتهم في خطف محمد منير هائل سعيد ولازال رهن الاختطاف لما يزيد عن الثلاثة أسابيع برغم تدخل كما يقال الرئيس والمشايخ؟ ألا يوجد مرجعية للخاطفين بين كل أولئك الوسطاء الوجهاء يستند إليها للتأثير على الخاطفين وإطلاق الأسير؟! وبمعنى آخر كما يقال هل الخاطفين مقطوعين من شجرة؟
وبشيء من الصراحة لا يمكن أن يشار بإصبع الاتهام بخطف الرجل وضرب الاقتصاد الوطني سوى للرجل الأول المسؤول عن إدارة البلد وشؤونه، وهو البطاقة ــ الفيزا ــ التي تخطى بها الخاطفين كل الحواجز الأمنية وغيرها مسافة 429 كم..! وإلا لكان استشعر المسؤولية إما بفك الأسير أو إقالة الحكومة ليس لأهمية محمد منير فهو في النهاية مواطن يمني كأي مواطن من الذين يخطفون ويقتلون كالأنعام، ولكن أقلها لأن صفة محمد منير هي رمزية للاستثمار ضرب بها الاقتصاد الوطني بكل أبعاده مختلفة النماء.. ولن تزال التهمة برأيي عن الرجل الأول في البلد لأنه هو من يُعتقد بأنه الأقوى من كل المكونات الوطنية، ولا يُعفيه الإدانة والشجب والتنديد والتعاطف مع بيت هائل سعيد.. وكفى أيها المسؤول هذا الشعب خداعاً ودجلا.. ولا أملك إلا القول كان الله في عون أسرة هائل سعيد أنعم، مع عميق تقديري لهم لعدم رضوخهم للوسائل القذرة التي نسمعها مقبل إعادة ابنهم مهما كلف الأمر.. وهو موقف يكبره فيهم كل الوطنيين الشرفاء..

وبعد انتهائي من كتابة مقالي طال مجمع العرضي بوزارة الدفاع حادث مفجع وأليم اثر انفجار سيارة مفخخة راح ضحيته عشرات من أبناء هذا الوطن النازف في كل موارده، ولا ندري ما فائدة نقاط التفتيش الممتدة بطول الشوارع وعرضها؟ أين الخطط الأمنية المزعومة؟ أين الجاهزية والوقاية الاستباقية لمثل ذلك؟. وهل يكفي ذلك دليلاً لإقالة الحكومة التي تم غزوها في عقر؟ حسبنا الله ونعم الوكيل بس..