السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٦ مساءً

سأبكيك ياوطن الحضارة والخلود

عادل نعمان الادريسي
الجمعة ، ٢٠ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
أنعيك يا وطني بعد أن قتلناك فأريقت دماؤك بين الخيانة والأكاذيب .. ها قد سلبت أرضك فلم يهرع لنجدتك أحد يا حبيب .. قتلناك وكفناك دون كافور أو سدر ونتأهب لدفنك حتى دون أن نصلي عليك .
بلد الايمان والحكمة ... نعم عزيزي القارئ كلنا نذكر منذ أن كنا اطفال يافعين في المدارس الابتدائية هذه المعلومة التي تجسد لنا يمننا الحبيب بخريطته الجميلة ذات الأبعاد الهندسية الجميلة التي ألفناها حتى بات كل منا أن يرسمها وهو معصوب العينين . لكن أبى الحاقدون الذين يريدون لبلدنا أن تتقطع أوصاله إرباً إرباً وتتغير معالمه الجميلة ويصبح كمريض بداء السكر بترت كلتا ساقيه فأصبح عاجزاً بل أصبح عالة يستنجد من حوله كي يمدوا له يد العون .

إلى اين يسير اليمن وشعبه الصابر..؟ ما الذي أصاب أمتنا ؟ إنه الوهن والخمول، والركون، والركود، الذي جعلنا نقبع في قوقعة الخنوع والمهانة، وعدم القدرة على تحريك أي ساكن حيال ما نواجهه من تحديات وملمات حتى تجرأ ممن كان همهم الأول تفتيت هذا البلد العربي المتميز الذي يحتل موقعا استراتيجيا هاما في الجزيرة العربية ويشغل مساحة شاسعة واسعة زاخرة بكل الخيرات ويختزن في باطنه كميات هائلة من البترول الأمر الذي أثار فضولهم واسال لعابهم وفتح شهيتهم ليمارسوا تدخلاتهم في شؤون البلاد .

إن العين لتدمع وتعتصر القلوب الآلام بل تدميها ونحن نرى يمننا الحبيب أشبه بشاة جريحة تم تعليقها من أطرافها وأتى القصابون الجزارون يسلخونها وهي حية على قيد الحياة أمام أبنائها وهي تصرخ حتى بحّ صوتها وبلغ الآفاق من شدة الألم وتستغيث ولا مغيث !!!! إنها ترمق أبنائها وهي في أوج ضعفها أمام سكاكين الجزارين كأم رؤوم ضحت بالكثير من أجلهم واحتضنتهم وأوتهم وكفتهم كي يخلصوها من عذاباتها ويدافعوا عنها لكن اكتفى ابنائها بالنظر إليها فقط وهي تتقطع وتسلخ أمام ناظريهم ولم يحركوا ساكنً ، هذا لعمري إنه عقوق ما بعده عقوق .