الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٩ صباحاً

جارالله عمر -إغتيال مشروع وحلم وطن !!

محمد البعوم
السبت ، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٢٠ صباحاً
قتلوك !! لأنك فتحت لهم آفاق المعرفة بقيمة الوطن ، لأنّك علمتهم معنى السلم الإجتماعي ، لأنك نبذت العنف وحذّرت من فتن الإقتتال الطائفي وويلات الحرب الأهلية ، قتلوك لأنك أشرت إلى أن الفقر والبطالة هم الداء الذي ينخر في جسم المجتمع اليمني ، قتلوك!! لأنك ناديت بدولة مدنية حديثة ويمن جديد ..فغضب الراديكاليون وقاموا بإطلاق رصاصات الموت لتستقر في قلبك وتغادرنا إلى الأبد.

جارالله عمر بمجرد ذكر إسمه لا تحتاج إلى إضافة أي صفة بجانبه لأنه كما يقول معظم معاصريه ورفاقه أنه جمع أجمل صفات القائد الفذّ والمُلهم الشجاع ، فهو لم يكن طالباً للسلطة ، ولم يعيش في رفاهية ، ولم يكن شخصاً مُترفاً، بل كان يتحزّب للوطن ، وينتمي للمعرفة..لقد دفع حياته رخيصةً من أجل مبادئه السمحة وأهدافه الوطنية السامية والتي أغاضت من آثروا اعبادة السلطة وأصبح جار الله عمر برؤاه وأفكاره المدنية مصدر قلق وإزعاج لبعض القوى التقليدية المتطرّفة والتي لا تقرأ الواقع إلا من ناحية القتل والعنف والتطرّف والإرهاب الممنهج .


رحـل جـار الله عــُمر الذي كـان أحـد خيـرة رجـال اليمـن ، وشجعـانهـا الأبطال ، وقادتها الوطنيين الأفذاذ ..لقد عـاش حياته مناضلاً جسـوراً يدعـوا الى القيم الإنسانية ويرسـّخ مبادئ الإشتراكيـة التـي تدعـوا إلى المساواة والمواطنة والحرية والشورى ..وهو سيـاسي مـُخـضرم تميـز بالوعـي الثوري المـُبكــّر وكـان قـد شخـّص واقـع اليمـن كإنسان شاهد الكثير من الأحداث وعاصرها ..وهو الرجـل الوحيـد الذي كسـر أيقـونة المستحيـل فأستطـاع حـل أعقـد معادلة سيـاسية على الإطلاق وهو المسـاواة بين طرفي الصراع الإيديولوجـي المتمثـل باليميــن واليسـار ..لقـد قــدّم روحـه رخيصـةً مـن أجل الوطـن الذي كان يحلـم به كأروع البشـر الذي تمنــوا لشعـوبهم الخيـر والدعــة والســلام ..لقـد أغتاله الرجعيون والمتخلفون والقوى الظلاميـة الذين تلطّخـت أياديهم بأزكى روح أنجبتها اليمـن ..لـم يعـرفـوا أن بعض المكاتب السياسية الإشتراكية في الصين الشعبية كانت قد نكّست أعلامهــا حـُزنـاً وألماً على فراق هذا الرجـل الذي لم يعرف مكانته بعـض أبنائه المـُتطرّفـون والذين يزعمـون أنهم قلادة الله وحجته في أرضـة وسدنـة الديـن وحُراسّه.. مات ليخلّد سيرته ، وتحيا بذكره الأبطال والثوار الأحرار ، ولتحمل منهجه الأجيال --- لــن يمـــرّوا.