الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣١ مساءً

الاشتراكي وحجم القضية الجنوبية..!

خالد الصرابي
الخميس ، ٠٢ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٢٠ صباحاً
عندما حدث الدمج الجريء بين قطري اليمن سابقا الشمال والجنوب في مختلف المجالات وفي مقدمتها البشر انفسهم حيث كان ذلك عقب تحقيق الوحدة الوطنية في ال22مايو 1990م ,حيث صنف لدى الاشتراكي على انه ضمن اخطاء الوحدة بل يكاد يكون السبب الرئيسي المؤدي الى اندلاع حرب صيف 94م ..لكنه في واقع الامر أي الاندماج قد عكس في مكنوناته كرمز تعبيري مدى الرغبة الجامحة التي كانت تقطن ابنا الشعب اليمني شمالا وجنوبا للتلاحم فيما بينهم كما عبر الجميع من خلاله وخاصة ابنا الجنوب عن تحليهم بالديمقراطية والتعددية السياسية وذلك للخروج من بوتقة الاشتراكية الجبرية من وقت سابق ,وبهذا كانت التعددية والانتماءات السياسية قد شكلت المساحة الواسعة التي انطلق اليها ابنا الجنوب للانخراط في مجموعة الاحزاب اليمنية .فكانت هذه النقطة بالذات واحدة من اهم عوامل الانهاك في جسد الاشتراكي ليس الى مالانهاية فهوا باق بوجودة الرائع على الساحة السياسية اليمنية كحزب له ورقته الخاصة ضمن الاعتراف العام بتعددية الاحزاب اليمنية كتطبيق لمعنى الديمقراطية ..فكانت التحضيرات الاولى لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل كتطبيق لبنود المبادرة الخليجية واليتها المزمنة والهادفة الى حوار يشمل حل كافة القضايا المؤرقة لمسيرة البنا وللخروج باليمن من ازمته ومحنته الشاقة .على ان يكون ذلك بالتقاء جميع الاطياف السياسية في اليمن التي كان الاشتراكي عضوا بارزا فيها .فكانت طاولت الحوار هي من استقبل على متنه اوراق جميع القضايا العالقة ومن ضمنها "القضية الجنوبية" والتي تم وبمواقة الجميع تشكيل لجنة خاصة بها تنبثق منها عدد من الفرق المكلفة للنزول الميداني وتقصي الحقائق عن كثب ,وقد كانت تلك الفرق ولجنتها العامة قد شكلت من مختلف الاطياف السياسية اليمنية أي ان القضية الجنوبية بحجمها الثقيل لم تقتصر في حلها على الاشتراكي ولعل هذا النقطة مدركة لدى جميع الاعضاء وكذا الجماهير اليمنية الا ان استمرارية العمل فيها مازالت تواجه عراقيل الاشتراكي نفسه,وقد بدا ذلك جليا خلال اعلان الاشتراكي عن مضمون ورقته المقدمة الى مؤتمر الحوار الوطني والمتضمنة "دعوة الانفصال" على انها المفهوم الحقيقي للقضية الجنوبية التي يدرك ابنا الشعب معناها الحقيقي لذا فان الفريق المكلف بها كان ومازال يبحث عن طرق الحلول المناسبة والمرضية اولا لابنا الجنوب انفسهم كما يتم ذلك بعناية خاصة من قبل قيادتنا السياسية. اما عن اصرار الاشتراكي على مطالب الانفصال فليس وحده من تحتويه القضية الجنوبية كونها جزء من كافة ابنا الشعب كما ان عضويته في مؤتمر الحوار لاتعني ممثلا للجنوب لانه يمثل نفسه كبقية الاحزاب , ولا اعتقد ان استمراره في المراوغة ستفيده بشيء خصوصا عند رفضة التقسيم الاقليمي الذي اعتبره تشظي للجنوب من خلال وضعه في اقليمين ورغبته في ان تكون اليمن عبارة عن اقليم شمالي واخر جنوبي بمعنى انفصال بطريقة قانونية .فهل يمتلك الاشتراكي السيطرة على الحراك الجنوبي وما يلحقه من اضرار وسط المؤسسة العسكرية حتى يستقر مطلبه الانفصالي؟ من المؤكد بانه بعيد كل البعد لكن مايسعى اليه مجرد حالة من الارباك فهو يدرك تماما ان حجم القضية الجنوبية اكبر بكثير من نطاقه ولم يعد له القدره على السيطرة الكامله.