الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢١ صباحاً

مشروعية الحرب والتهجير

خالد الصرابي
الاثنين ، ٢٠ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
الكثير من الحقائق اكدت اعتراف جميع الاطراف السياسية تتقدمها الدولة نفسها بالحرب التي دارت في دماج صعده بين جماعة الحوثي والسلفيين غير مدركين بانهم من خلال ذلك قد منحوها الحق الشرعي في خوض نزاعها الذي استمر لاكثر من سته اشهر,والذي بموجبه يكون الجميع قد ساعد على سقوط ما نتظاهر في تطبيقه من الانظمة والقوانين والتشريعات الاسلامية الواضحة اشد الوضوح في الكتاب والسنة .قال تعالى:"وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فا صلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله"صدق الله العظيم.ولكن لم يحرك احد ساكن لتطبيق ذلك الامر الالهي بما فيها الحكومة القائمة والمخولة في تطبيق نهج العدالة المستقى من الكتاب والسنة كحكومة لدولة اسلامية ,كما تغيبت عدة جهات عن هذا الامر بما فيها هيئة علماء اليمن باعتبارهم المسئول الاكبر امام الله والشعب في الفتاوي المبينة لحدود الشريعة الاسلامية لكنها التزمت الصمت الكامل ازاء ماحدث من قتل للنفس المحرمة بين فئتين من المسلمين . فكيف يمكننا تطبيق حق القصاص ضد من يقتل اخاه المسلم وقد تخلينا عن مجاميع من القتلى والقتلة دون حساب او عقاب !!لكن حقيقتها هي اشارة الى الفشل الذي بسببه انشق الصف الاسلامي والوطني ليعبر ذلك الصمت الشديد عن منح الحرب حقا مشروعا في القتال من قبل الجميع, واذا ما نظرنا الى ادعاءات الطرفين سنجدها حتما غير منطقية ابتدا من جماعة الحوثي والتي ادعت بان سبب الحرب هو استيطان دماج لجماعات تكفيرية وفي سطور اخرى من الدعوة نفسها يقول الحوثي بان دماج تعد مركز تنشيطي وتنموي لعناصر تنظيم القاعدة غير مدرك بانه من خلال تلك التداعيات يشكك في قدرة وامانة اجهزة الدولة الاستخباراتية ,ومن الناحية المذهبية والطائفية يؤكد السلفيون بان الحوثي يسعى من خلال هذه الحرب والمضايقات المستمرة منذ زمن بعيد الى – شق المذهب الزيدي- كما ان السلفيين رفضوا مسبقا الانصياع لاوامر الحوثي ضمن مساعيه الى فرض السيطرة الكاملة على محافظة صعده , وبعد انتصاره الذي اعلن عنه في العديد من المحافل عقب معركة يدرك الجميع بعدم تكافئها عتاد وقوة ايضا وافقت جميع الاطراف وفي مقدمتها الدولة على تهجير السلفيين من دماج ,وليس هناك ثمة تشكيك بان السلفيون انفسهم قد وقعوا على وثيقة التهجير ولكن ليس كما قيل بان السبب في ذلك يعود الى خوفهم من كشف حقيقة مكتبة دار الحديث بدماج التي تحتوي على وثائق خاصة بعناصر تنظيم القاعدة الشيء الذي لن يغيب عن اجهزة مخابرات الدولة ومصداقيتها ليبقى السبب الحقيقي والذي يدركه الجميع عدم قدرة الصمود والمواجهة امام جماعة اصبحت تمتلك سلاح دولة بحالها .اما عن رفض الحراك التهامي دخول السلفيين مدينة الحديدة فهذا الامر الاكثر غرابة من اهل القلوب الطيبة في تهامة الذين يدركون تماما بان السلفيين واهل الدعوة موجودين في مدينة الحديدة "جامع الدعوة" منذ سنوات طويلة ولكن تحلي قيادات وعناصر الحراك التهامي بالنكهة المؤتمرية احد ابرز عوامل ذلك الرفض , وفي المقابل على السلفيين التخلي التام عن حملهم للسلاح كي يمنحهم ذلك حق الاستيطان في عموم الوطن وخاصة في المناطق المسالمة مثل تهامة.