الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٥ مساءً

المعجزة التاريخية اليمنية

خالد الصمدي
الأحد ، ٢٦ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
الشعب اليمني في داخل الوطن وخارجه يترقبون بكل شوق وطني لهذه الحظة التاريخية لهذا اليوم التاريخي العظيم 25 يناير في الإحتفال بإختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاتة الذي هو جهد وطني لكل القوى السياسية والشباب في التوافق الوطني على صياغة مخرجاتة لبناء دولة مدنية حديثة مؤسسية دولة العدالة والقانون في حوار جسد الحكمة اليمانية.

الإهتمام الإقليمي والعالمي بهذا الحدث التاريخي يدل على نجاح هذه التجربة السياسية الفريدة.
هذا الجهد الوطني العظيم لم يكن ليتحقق ما لم يكن هناك إستشعار بالمسؤولية الوطنية من قبل جميع الأطراف السياسية وكذلك المسؤولية الوطنية التي تحملها رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي في أصعب الظروف العصبية التي مر ويمر بها الوطن وكذلك جهد الشباب الوطني وتضحياتهم الوطنية ومعهم كل شرفاء الوطن .

هذا الجهد هو ايضاً بدعم الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي العربي والذين كان لهم الدور التاريخي في تقديم المبادرة الخليجية وأليتها التنفيذية وقدموا الدعم المالي والسياسي لليمن والجهد الكبير الذي قام به الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي العربي الدكتور عبد اللطيف الزياني.

كان لأصدقاء اليمن دوراً كبيراً في التسوية السياسية والدعم المتواصل للرئيس ولمؤتمر الحوار الوطني والتسوية السياسية.

ولأول مرة في تاريخ مجلس الأمن الدولي يكون الإجماع على قرار دولي تجاه دولة عربية كان هذا الإجماع من نصيب اليمن لما يدركه الجميع من أهمية إستقرار اليمن الذي يهم العالم أجمع لموقعه الجفرافي والخوف من إنفلات الأوضاع فيه و تستفيد من ذلك قوى تهدد المجتمع الدولي والمنطقة.
كان لمبعوث الأمم المتحدة لليمن الأستاذ جمال بن عمر دوراً كبيراً في رعاية التسوية السياسية بجهوده المتواصلة مع كل القوى السياسية والدول العشر الراعية للتسوية السياسية وصولاً الى هذا اليوم الذي أسماه بالمعجزة التاريخية.

تاريخ 25 يناير نعم انه معجزة تاريخية وهو ميلاد الدولة اليمنية الحديثة دولة المؤسسات والعدالة والقانون العدالة التي جعلت حقوق تتحقق للقضية الجنوبية كانت من الصعب أن تتحقق والفضل يعود للشباب ومناضلي القضية وللرئيس الجهمورية عبد ربه منصور هادي وللقوى السياسية في مؤتمر الحوار الوطني .

مخرجات مؤتمر الحوار الوطني أرست دعائم الحكم الرشيد مواد منظمة للسلطة والإدارة والمال العام وحقوق الشعب وواجباتة ومسؤولياتة الوطنية.
مخرجاتة حضارية تمنع وجود المليشيات المسلحة وسحب السلاح ومنع حمله ونشر ثقافة العلم والتسامح والولاء الوطني.

مخرجاتة ستقضي على كل مراكز النفوذ مراكز القوى خارج الدولة التي وقفت عائق في كل تاريخ وطني أمام قيام دولة مدنية حديثة.
مخرجاتة ليس كما يقال أنها مؤامرة على تقسيم اليمن ودستور كفر ليس كذلك بل توزيع الأقاليم ستكون محصنة بقانون دستوري يحفظ السيادة الوطنية للوحدة اليمنية والولاء الوطني.

واتمنى ان تصاغ في الدستور الجديد أقصى العقوبات بحق كل من يتعامل مع دولة أجنبية او يستلم مبالغ مالية تهدد وحدة الوطن وسلمه الإجتماعي او يحرض على الطائفية والمناطقية او الدعوة الى إنفصال اي إقليم عن الوطن الأم بعض ذلك ذكر في مخرجات المؤتمر وبعضها لم يذكر اتمنى أن يضاف في الدستور الجديد.

أما مادة الشريعة الإسلامية في الدستور أتفقت القوى السياسية مع الرئيس على بقائها كما نصت في الدستور السابق مصدر جميع التشريعات ولا أحد يزايد بإسم الإسلام ويدعي أنه وصياً عليه كل الشعب اليمني مسلم مؤمن بثقافتة وعقيدتة ام المواد في الدستور الجديد سوف تنص على مؤسسات الدولة وشكلها وطرق إدارتها وحقوق المواطنة وواجبات المسؤول وصلاحيات الأقاليم ومواد تنص على صلاحيات الرئيس والجيش على الأقاليم وحماية الوطن .
من هذا التاريخ أتمنى على كل القوى السياسية والجماعات أن ترمي بالسلاح وتسلح أتباعها بالعلم والتقنية الحديثة والولاء الوطني ونبذ التحريض وثقافة العداء والكراهية والإرهاب تلك الثقافة والتعبئة دمرت الأوطان والسلم الإجتماعي ولن ينتصر فيها أحد والخاسر الوطن .

من هذا التاريخ يجب أن يكون الإخلاص الوطني في تحمل المسؤولية والأمانة الوطنية لبناء وطن للجميع عدالته للجميع وقانونه يطبق على الجميع.
المتمردون على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني من قوى الشر هم من يقدمون أنفسهم للإنتحار السياسي بين صفوف الشعب وفي المجتمع الدولي لذلك على الجميع الإيمان بأن مخرجات مؤتمر الحوار خير من حرب ومن يتبنى خيار الحرب هو الخاسر وهذا هو الغباء السياسي .

الوطن ملك للجميع وأن التنازلات لأجل الوطن شرف ومحل تقدير لدى الشعب وأن الأنانية لا تجتمع مع القيم الوطنية وأن المشروع الوطني أغلى وأسمى من مشروع الجماعة و الحزب والمنطقة والقبيلة والمذهب.

والدستور الجديد سوف ينصف الجميع ويشارك في صياغته جميع القوى السياسية وملزم للجميع ومسؤولية الأجهزة المعنية تنفيذه بعد أن يوافق عليه الشعب اليمني في الإستفتاء .

نبارك لشعبنا اليمني هذا الإنجاز التاريخي وبالأخص الشباب الوطني الذين لديهم طموحات وطنية كبيرة أتمنى أن تحققها هذه المخرجات وأن تفي القوى السياسية بتعهداتها التي وقعت عليها في وثائق مؤتمر الحوار الوطني وضمانات مخرجاتة.