الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٧ مساءً

ميلاد وطن

خالد الصرابي
الجمعة ، ٣١ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
كان يوما يمنيا مشرقا بأمل التباشير المستقبلية المنتظرة..صباح السبت الماضي الموعد الذي احتفل فيه ابنا شعبنا اليمني من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه تعبيرا وابتهاجا بميلاد وطن تقوده مؤشرات البناء الى خلوا تام من كافة الانقسامات المنهكة بعد ان قطع شوطا كبيرا من مراحل التقدم ليعلن لكافة شعوب العالم بان اليمن وابناءه اهل للحكمة وان مجرد اختلافات بالرأي لن تؤدي الى صراعات مدمرة ..تاتي هذه الوجهة كرمز تعبيري عن مدى الوعي الذي يتحلى به قادة الرأي اليمني ومعهم بقية افراد الشعب النابعة عن صدق ورغبة جامحة في النهوض والسير المواكب للعصرنة .. لم ياتي الاحتفال في ذلك اليوم لمجرد الترفيه عن أهواء النفس بالقدر الذي يعد محملا بالنجاحات المشهودة كحصيلة لجهود كبيرة افرزتها النوايا السليمة الى حيز الوجود عبر مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي بالفعل جنب الوطن وابناه الكثير من ويلات الصراع الذي كادت نيران فتنته الاقتراب في طريقها الى حرق وتشويه صورة وملامح الوطن " الجميلة " ,فكان المثول امام طوق النجاة المتمثل في اتفاق جميع الاطراف السياسية وتوحيد الرؤى والتصويت لمخرجات الحوار ,والتوقيع على وثائق وضمانات حلول مجمل قضايا الوطن هي السبل المثلى و التي من خلالها تمكن اليمنيون من إرساء سفينة الوطن على بر شاطئ الامان..الاحداث الوطنية مليئة بالسلب والايجاب لكننا وبتأملنا في معطيات جوانب الايجاب منها والسعي الى تقليص سلبياتها حتما سنتمكن من حصد الخير الكبير بفعل لايقبل البديل خصوصا في ظل حتمية الموقف وصعوبة المرحلة الراهنة التي لن نتمكن من النجاح خلالها مالم تكن الرؤى قد توحدت , وذلك لما من شأنه توحيد الصفوف ولملمة الشتات المتناثر في كل جزء من وطننا الحبيب . نعم .. ان ما نمر بها من ظروف صعبة هي محطة اختبار حقيقي وضعتنا مخلفات الغزو الفكري والتكتلات الهدامةامام مرحلة قياس حقيقية لدرجة تعدي جملة التعقيدات والتحديات وذلك لنكون أو لا نكون لكننا نقف في هذه المراحل الهامة على مشارف النجاح والمتجسد باختتام جلسات مؤتمر الحواروخروجه بالعديد من القرارات والتوصيات التي حتما ستمكننا من تحقيق اهداف الفترة الانتقالية للولوج على اعتاب مراحل البناء المتجددة المتجسد لهذا مثل ا حتفالنا خطوة على بداية طريق مسيرة النجاح تحدونا فيها ثقة بالغة بعدم الرجوع اوحتى النظر الى الخلف المتقوقع في دهاليز ظلمة التناحر الممزق لكيان وجسد الوطن الواحد .. لاشك بان جميع المحطات التي مر خلالها الوطن ابتداء من مرحلة التغيير سعيا الى خلق يمن جديد وما واجهته من عثرات تمثلت في محاولات يائسة لافشال كافة مساعي الانتقال الناجح لم تكن بالهينة اذ مازال الوطن يشكوا اصابات وجروح اثر تلك الصدمات لكنه ومع كل هذا يحتفل بنجاحه المثمر وبميلاده الجديد ليبقى عنوانا لكل الجهود المبذولة من قبل كافة الاطراف السياسية تتقدمها قيادتنا الرشيدة المتمثلة بالمناضل الوحدوي الجسور عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية لتنطوي بهذا الميلاد العظيم كل صفحات الماضي ويبدأ التاريخ المشرق يدون وعلى صفحات ناصعة البياض هذه الخطوات العملاقة والمؤسسة وبمتانة شديدة مداميك الدولة المدنية الحديثة التي تأتي تلبية لطموح واحلام جماهير شعبنا اليمني الصامد....