الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٦ مساءً

مستر"بسيط"

خالد الصرابي
الخميس ، ٠٦ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
بشكل متعمد كان او سهوا فقد تجاهلنا الكثير من أبجديات الألم للحاضر المعاش رغم ادراكنا بضرورة متطلبات التمعن بها والوقوف امام الحد من تفشيها كظاهرة غاية في الارق. هي لاتحتاج بصورة اساسية الى القمع والترهيب كونها من الاشياء الحسية لذا يبقى مطلبها الاساس هو ايعاز الضمير الانساني الغافل عنها قبل كل شيء ,وربما يكون عدم اعترافنا بالحكم والامثلة كقراءة لواقع حقائق حدوثها وكأبرز اسباب بقاءها المؤدي الى نموها المتسارع. فلوا قلنا "يمشي الفقير وكل شيء ضده حتى الكلاب اذا رأته كشرت انيابها " من المؤكد سنجد قمة التوافق وبلوغ الذروة في سياق هذا المثل او الحكمة مع انساق بيئة واقع الحاضر ..لكننا من باب مناجاة هذة الحمكة النابعة من رحم المعاناة نتلمس اشياء عديدة قد تبعدنا في غالبية الاحيان عن المفهوم القديم لها والذي كان يشير على ان الفقير هو من ليس له مال وحسب غير ان في حاصل الوقت بات مفهوم الفقير على انه الانسان البسيط مكسور الجناحين الذي لاينتمي الى التكتلات العملاقة والجماعات المسلحة والتي باتت الدولة نفسها تخشاها فكيف بالمواطن متوسط النفوذ لذا اصبح البسيط مذموما مدحورا من كل شيء حوله ابتداء بالاقوى منه من المواطنين وانتهاء بالتكتلات البشرية , وهي حقيقة يمكن الحصول على مؤكداتها من خلال العديد من الاماكن والمواقف الانسانية ..على سبيل المثال :لوذهبنا الى النيابات والمحاكم سنلاحظ صدور العديد من الاحكام لجهات, ومواطنين, ومشائخ, وتجار,وووووالخ ولكن عند البحث الدقيق سنكتشف بان التنفيذ لا يتعدى "البسيط" وفي ظروف خاصة يكون فيها "بسيط"بريء الا انه يقبع خلف القضبان لينعم بمرارة الظلم الجائر لا لشيء فقط كون خصمه متنفذ ولابد ان يبقى حرا طليق ليسمع الناس قهقهاته البشعة. لقد اصبحت هذه الوسائل والأساليب موضة قديمة لدى ابناء شعبنا فهناك ماهو جديد وبمضمونه ينتزع الروح من داخل كل جسد حي فقد صدر مؤخرا الحكم على الخلية الارهابية المتورطة في عملية تنفيذ التفجير الانتحاري الذي حدث بميدان السبعين خلال اداء سرايا من ابناء القوات المسلحة وطلبة الكليات العسكرية بروفات العرض استعداد لعيد الوحدة 22مايو 2012م بالسجن من 2الى 3سنوات مع ادراك الجميع بوصول عدد ضحاياه الى86جندي واكثر من200جريح وكأن المحكوم عليهم كانوا ممن شاهدوا ذلك الانفجار .مفارقات عجيبة تضعنا مرغمين امام تمرير صعب لهذا الحكم الذي مازال حدثه الما في وجدان كل يمني.في واجهة اخرى تناقض شديد فهناك احد ضباط القوات المسلحة كم بالسجن لمدة 3سنوات لان مسؤلة المتنفذ يعاديه شخصيا حيث تم استدعاءه من غرفة المستشفى التي ترقد بها والدته وطلب منه التحرك للمشاركة ضمن الحرب الاخيرة في صعدة وهو في كل الحالات "بسيط"..اليوم نعيش واقعا عجزت خفقات القلوب عن وصفه حيث تتقدم الاغتيالات صوره الجلية وهي كالسيل الجارف لاتخص احد بل تشمل الجميع مدنيين وعسكريين ,وكما هو معروف لاوجود للقانون المدرك بان من يتجرأ على تنفيذ هكذا اعمال في المدن الرئيسية وفي وضح النهار يعد اخطر من مجرد البحث عنه ومقاضاته وقد يكون نهج لاتباع"ضم راسك" وطالما ليس الفاعل هو "سيد بسيط" فليس الامر من اختصاص كافة الجهات المعنية التي وجدت فقط من اجلك "مستر بسيط"فلوا حتى عن طريق الخطاء قمت بكسر احد مصابيح الانارة في الشوارع او منزل متنفذ فلابد ان تطالك يد ورجل القانون كون استمرار الاعتداءات على ابراج الكهرباء تختلف فيها اوجه الشبه كثيرا ليس من ناحية المكان والزمان انماء هو من ناحية المسافة المصممة ليد القانون والتي لن تتمكن من الوصول الى تلك المجاميع كون الحد الادنى يقف عندك"مستر بسيط" .