الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٦ صباحاً

من زوايا الفساد..!

خالد الصرابي
الأحد ، ١٦ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
عندما نتحدث عن معنى ومفهوم الفساد فهو لا يقتصر على مجرد تدني مستوى حصيلة المال العام كنتيجة حتمية لطرق الاختلاسات الملتوية كون الفساد في معناه الحقيقي هو الاختلال في مختلف قواعد واعمدة الدولة , ولعل الكثير من الدول التي نهضت اقتصاديا, وعلميا , وثقافيا وايضا معنويا تعد من ابرز شواهد الاجتثاث الجذري للفساد . اما ما يبعث على النفس كميات الارق الملازمة ان معظم تلك الدول التي انتعشت مؤخرا كنا قد تقدمنا عليها في مختلف المجالات لسنوات مضت كما انها لا تمتلك ولو حتى النصف من مقومات البناء الموجودة لدينا حيث يبرز ذلك من خلال القياس.. فاين يقف ميناء دبي البحري من ملتقى التجارة العالمية "ميناءعدن" ؟ باتاكيد مسافات شاسعة من حيث المكانة والامكانية لكن غياب الضمير الانساني تسبب في عكس الاية تماما كون عائداته المادية قادرة على تغطية العجز المخل في اركانات الدولة.. في دولة الكويت يشكل عائد المخالفات المرورية ثاني اكبر مصدر دخل للدولة بعد النفط , ومع اننا من اكبر دول الفوضى المرورية الا اننا لم نثمر في كلتا الحالتين – فلا انتضمنا في عملية السير واضعين اعتبارات لفن قيادة المركبات , ولا اننا استفدنا من المخالفات كعائد مادي للبلاد.. بل اننا لم نتفق على راي واحد في كل نقاط النقاش المدارة بيننا لتبقى اشارات المخالفة عائمة على سطح واقعنا المنهك...في جميع دول العالم يوجد هناك قانون ولوائح ثابته فيما يخص التوضيف من حيث الاجور والمرتبات حيث تتوحد في جميع القطاعات الحكومية والخاصة ليبقى التفاوت فقط من حيث المؤهلات وسنوات الخدمة . اما اختلافنا فلا مثيل له على الاطلاق حيث تكمن معاييره في اماكن العمل لتكون السعادة المادية لدينا مقترنة ب"الحظ يانصيب" وتتجسد في الفروق الشاسعة بين مرتب ودخل موظف النفط , والبنوك ,ورئاسة الجمهورية , ورئاسة الوزراء ودواوين مجلسي النواب والشورى ...الخ وبين الاخرين وفي مقدمتهم الجنود المرابطين في جبال وسهول وصحاري الوطن بالرغم من التوحيد في المؤهلات وسنوات الخدمة والمناصب ايضا . لقد تسبب هذا التفاوت في العديد من بؤر الفساد المتمثلة في الرشوة والوساطة مقابل الحصول على وظيفة في اماكن الدخل الوفير ..انها حقيقة واقعنا مع الاسف الشديد رغم مرور السنين وتداول السلطة الا اننا محرومون تماما من استنشاق نسيم الحرية , وبدلا عنها فقد تعددت وتنوعت اساليب وطرق الانهاك في كينونة هذا الوطن الذي لانعرف الى متى تستمر فيه كل تلك الزوايا المتعددة من الفساد., والى متى سيبقى المواطن اليمني في نضاله وعناءه المستمر في تصاعد !!هل بامكان احد توقع نتائج وصول مواطن الى احد اقسام الشرطة للمطالبة بانصافه ؟, وكيف سيكون حاله اذا كان "غريمه" متنفذ او"دسم" ماديا ! بكل تاكيد سيتنازل عن كامل حقوقه الم يوضع خلف القضبان والمشكلة الاكبر هو حدوث كل ذلك في ظل معرفة جميع القيادات التي تواجهه بصمت مريب كنوع من التلذذ بعذابات المواطن كونه لاشيء في بلادنا اسمه من اجل " المواطن" فقد ساد لدينا مفهوم خاطئ جعل كل مسئول يعتقد لحظة جلوسه على الكرسي بانما يعتليه من اجله هو وحياته فقط يساعده في ذلك اعداد " المتملقين" من حوله ليشعر بنفسه امبراطور وهو في الحقيقة مجرد جثة هامدة انتزعت منها معاني الاحساس بالاخرين وعفن الضمير الميت بداخلها منذ بداية مراحل سنوات الفساد...