السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢١ صباحاً
الخميس ، ٢٠ فبراير ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
المكان ليس مروراً لأقدام متعجلة فوق أرض مكتوبة بتأن... إنه عبور في جسد ذاكرة تمضغه باستساغة لا تحدده خرائط. بل قراءاتنا الفلسفية لما تطأه أقدامنا, وما تبقى له من حنين داخلنا فالمغترب عابر مكان, في جغرافية مختلفة عن بئته من أهم مفرداتها التنقل ، فقدره هو أن يعمل في خارج بلده ، ثم يعود لوطنه الأم ، وهي سمة حياة اخترناها بأنفسنا، وبكامل رغبتنا. الغربه, نبدأها ونحن نغادر وطننا محملين بحقائب نحشر بها كل ما في خزائننا من عمر...وفي ادراجنا من ذكريات... حاملين معنا الوطن أثاث لغربتنا ونسافر للمجهول الى الغريه ونلتقي وجها لوجه مع الاغتراب بأقسى معانيه وغربتنا تبدأ من اللحظات التي نحكم بها على على انفسنا بترك وطن......... الآباء والأجداد.......رغم كل تناقضاته.....يبقى الوطن.........
نتركه ونسافر الى المجهول الى الغربه نظنها ستعوض لنا كل فشل وحاجه فقدناها على أرضه البعض منا يهرب من فشل يصوره لنفسه ,ويؤكده ويقنع نفسه به ويرى الغربه الخلاص الوحيد لهذا الفشل والآخر يحلم بأشياء كثيره لا يستطع الحصول عليها في الوطن ويتصور أنه في الغربه سيحصل عليها {سياره .... بيت أفضل...حياة أفضل...الخ.....الخ ...ْ} والبعض الآخر يحس بالاغتراب وهو في الوطن , ويكون مبررا كافيا لكي يهاجر.

هناك في الاغتراب ندفع ضريبة الغربه ....من شوق يمزق الضلوع , من حنين , من ضياع نفسي , وصراع كبير بين ثقافات مختلفة , واحدة نحملها داخلنا , تمزقنا و تشدنا اليها , والثانية غربيه نتوه وسطها وأخرى عربية ولكن مختلفة في العادات والتقاليد ولكن يجب ان نتعايش مع بعض منها , ضريبه ندفعها ونحن نرى أولادنا يحبذون هذه الثقافة وهذه البلاد لانها حسب تفكيرهم فلقد ولدوا و ترعرعوا فيها , و ربما ستسرقهم منا او ربما يحطموا قلوبهم فيها من أجل أرضاء نزعات وعادات نحاول أن نكبلهم بها , عادات في نظرنا انها تاريخنا, اصلنا ما تربينا وفطرنا عليه ضريبة ندفعها ونحن نخاف التزاوج بين اولادنا ممن تربوا وسط ثقافة وحضارة مختلفه وبين اولاد وطننا لذا يحاول البعض منا زيارة الوطن , ليتعرف أولادنا على عاداتنا وخصوصياتنا , وهناك ضريبه أقسى ندفعها وهي غربتنا عن نفسنا و ذاتنا وأعتقد أن كل من ترك الوطن وهو في عقده الثاني من العمر وما فوق يدفع هذه الضريبه أما الغربه الأخيره الكبيرة قد تكون على أرض الوطن من الممكن أن تكون حياة الغربه صعبه وقاسيه , ولكن ان تحسها وانت في بيتك وعلى ارضك , فتكون أصعب انواعها وأقساها , وأعتقد أن هذا النوع من الغربه كان من أقوى الأسباب التي دفعت غالبية شعبنا الى الغربه.
لهذا قد يكون القول : جزافا... ان سبب الهجرة حاكم سبق او حاكم حالي او سياتي فالهحرة من قديم الزمان وذلك لاسباب عدة ساذكرها في منشور قادم ان شاء الله .

هناك مثل شبواني متداول يقول " في الحجل ولا في الرجل " اي في المال ولا في الجسد ونحن دائما نقول ان نكون مغتربين خيراً من ان نكون طالبين لجوء سياسي .