الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٢ مساءً

الثورات كلغة للتاريخ

خالد الصرابي
الجمعة ، ٢١ فبراير ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
دائما ما تندفع الشعوب وبحماس شديد الى الثورات باعتبارها الملاذ الاقرب الى طوق النجاة لحظة الادراك المرافقة لمعتقداتهم بالانهيار الكياني لقيم اوطانهم .هكذا ترتسم في مخيلة ومشاعر الجماهير المعتنقة لسيول المد الثوري دون ان تدرك حقيقة نوايا قيادات الهيجان الثوري التي يكمن دورها في رفع حماس الجماهير الثائرة عن طريق نبش عناصر الالم وزوايا المعاناة في اعماقها لتكون المواجهة عبارة عن دغدغة مشاعر تلك الجوانب فتكون النتيجة الاولى هي البدء برحلة مع الكفاح النضالي المتجسد بالتضحيات الجسيمة على امل تحقيق شعارات النيل من الاستبداد ومزاعم ترسيخ نهج العدل والمساواة والنقلة الساحرة الى وضع معيشي افضل ., ولان الجماهير دائما ما تنطلق بعزيمة صلبة لاتلين فان النصر يبقى حليفها كحصيلة اثبتتها كافة المقاومات الشعبية الثورية في كل بقاع العالم وعلى مر العصور والازمان..وفي المقابل اوجدت تلك النتائج من خلال الخبرات الثورية وعلى مدى التاريخ حقائق ونظريات ثابتة , ومنها التعثر في خطوات النجاح المرتقبة للبناء المتجدد عقب تحليق تلك الانتصارات الثورية . , وقد يبدوا لنا ذلك جليا خلال التمعن بتاريخ الصراع الثوري في اليمن لمختلف الثورات السابقة والذي بلا شك سنجد ان ابرز الاسباب لاتتعدى عرش السلطة والاطماع بالثروة..فكما يسرد لنا التاريخ ان اليمن كانت قد شهدت اثناء حكم المماليك سلسلة من الثورات التي تسببت في نشوب حروب طاحنة ازهقت فيها الارواح وهلكت الزرع والضرع ابتداء من حكم بيت شرف الدين حتى عهد الامام – محمد بن احمد بن الحسن المعروف ب"صاحب المواهب" ومن بعده المهدي عباس بن المنصور عام 1768م , وبرغم ان عهده كان قد شهد بروزا للعلم والعلماء ومنهم العلامة"ابن الامير" الا ان حملات قبلية دفعتها - مرامات سلطوية – كانت قد شنت عليه , وقد وصفه الشوكاني ب"الفردية , والاستبداد" اما عن ثورة محمد بن يحيى المتوكل ضد الامام المهدي فقد كانت السبب في عودة الاتراك الى صنعاء مرة اخرى بعد ان كانوا قد طردوا منها عام 1849م , وتوالت الصراعات الثورية التي كان استمرارها يندد بعدم الاستقرار المعيشي للشعب اليمني وقصور نظرته المستقبلية , ومرورا بثورة 48 حتى الثورة السبتمبرية الام , والتي ظل شعبنا عقبها يعاني من حالة الانفلات والحروب بين المتجمهرين وبقايا النظام الملكي لمدة عشر سنوات بما فيها معركة السبعين . فكلما اعلنت الزهور المستقبلية عن بداء تفتحها اخمد ت بنيران الثورات الشعبية والثورات المضادة والذي يفصح عنها واقعنا اليوم كجزء لايتجزء من ذلك التاريخ الثوري المصر على بقاء اليمن في دوائر الصراعات المهلكة والمعيقة لاشراقات النور المستقبلية...