الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٩ مساءً

عن مفهوم دولة

خالد الصرابي
السبت ، ٠١ مارس ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٥ صباحاً
ما سيقوله البعض عن وجودها حتما سيكون متنافيا تماما مع حقيقة الواقع.. نتحدث هنا عن دولة واختفاء بارز عبر تاريخ يمتد لسنوات طويلة لانعرف عنها سوى تسترها خلف الوطن. هذه الرقعة من الارض التي نعيش عليها كسائر مخلوقات الله عز وجل في جميع انحاء كونه البديع..في احيان كثيرة نتساءل عن وجودها كفرز لعصارة الالم لكن القائمين عليها يصرون على إقناعنا بأنها الوطن متعمدين إغواءنا حتى لانتعرف على المفهوم الحقيقي لمعنى"دولة" لهذا نحن نعيش بهوية مجهولة ومعاناة شديدة لابسط المقومات الناتجة عن عدم جدية البحث عليها ..الدولة ليس المقصود بها علما يرفرف على السارية , وأغنيات تتغزل بأرضها القاحلة . الدولة كيان انساني يحمل غصن اخضر لاعود يابس هذا هو ما يجب ان نسير عليه كمفهوم يستوطننا روحا وجسدا وليس ان نظل في تذمر مستمر نبحث من خلاله عن انفسنا داخل اطار دولة مخترقة من جميع الاتجاهات. ماهي الاعتبارات التي وضعتها لنا الحكومة كمواطنين يتمتع وجودهم ضمن كيان "دولة"؟ بالتأكيد لم نرتقي بعد الى ذلك المستوى الذي يؤمن لنا فيه كافة الحقوق والمطالب كعناية تشعرنا بوجود الدولة ليتشكل بذلك طوق حولنا يحفونا بالرعاية التي يفتقدها من ليس له دولة. , ولاننا محرومون منها تماما فقد تكون مفاهيمها الحقيقية بالنسبة لنا شيء غريب خصوصا اذا ما بقيت محجوبة عنا طيلة العمر لذا فانه يستوجب علينا عقب الفهم لمكوناتها الاساسية التي يبقى المواطن عنصرها الرئيسي ان نعمل على انعكاسها كتطبيق صريح على الواقع لم يعمل به منذ مراحل التأسيس الاولى حتى لاتعود الى تنصلها الكامل عمن وجدت من اجله "المواطن" الذي يطلب منه الاعتراف بوجوده ضمن كيان دولة دون شعوره بذلك على الاطلاق بقدر ملامسته بما يحيطه من ضياع وتيه وافتقار حاد لإنسانية وجودة التي قد تعفيه من صراع مستمر بغية اعتراف ينتشله من واقع التخبط الذي يعيشه . عند هذه النقطة تحديدا يمننا التطرق الى مفهوم كيان الدولة في دول الغرب والتي سطرت نضالا تها الطويلة تحت عنوان "حق الحياة" التي تجعل كل مواطن لا يفتقر الى ابسط مقوماتها بل ينعم برعاية ورفاهية لانحصل عليها سوى من خلال ركضنا خلف مناصب السلطة كونها المكان الوحيد الذي يشعر رعاياه بانهم في اطار دولة لتبقى العامية من ابناء الشعب في عناق دائم لقسوة الحياة , وقد حان الاوان لحصولنا على دولة ..دولة تكون فيها حياتنا الصحية والغذائية في مأمن لا يقبل الانهيار .دولة لا يقبل فيها ان تموت بسبب عدم قدرتك الحصول على قيمة الدواء او تنام واطفالك جياع لعدم توفر مال تشتري به الخبز ..دولة لا ينقسم فيها التعليم حسب طبقات التفاوت البشري في الامكانيات .. دولة لايضيع فيها حقك والجميع يعرف ..الدولة التي نحلم بها الا يركض احد الى السلطة لعدم وجود الفرق المعيشي بين من فيها والمواطن العادي كون ما نعانيه من حروب ودمار هو بسبب المكانة العظيمة للسلطة.. , وبتحقيق تلك المتطلبات ومزاولة حياتك العملية بكل يسر وايضا تحقيق مواهبك وقدراتك الإبداعية دون عوائق او منغصات او ان يتحول عشقك لها الى كره بسبب متطلبات تأمين لقمة العيش عندها فقط يمكن الاعتراف بان لدينا دولة...