الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٥ مساءً

هل خرج شباب الثورة لتغيير النظام أم لتغيير الدستور ؟!!

محمد مصطفى العمراني
الاثنين ، ١٠ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
بالأمس شكل السلطة اليمنية في صنعاء عبد ربه منصور هادي لجنة لصياغة الدستور الجديد ، لجنة شكلت وفصلت واختيرت بعناية من قبل الأوصياء على اليمن لكي تقوم بصياغة الدستور والذي يريدون وأنا هنا أتساءل :
ما هي الدوافع والمبررات لصياغة دستور جديد ؟!!

هل كان الخلل في الدستور الحالي أم أن الخلل كان في السلطة التي جمدت هذا الدستور ولم تطبقه وعبثت به وأهانته ؟!!

أم أن هذا الدستور لم يعد يناسب المرحلة الحالية والمستقبلية والتي يطمح الأوصياء على اليمن لصياغة دستورها وصياغة عقد اجتماعي جديد وصياغة اليمن الذي يريدون ؟!!

لقد تم استفتاء الشعب اليمني على هذا الدستور في عملية استفتاء واسعة ونزيهة في مطلع التسعينات واختار الشعب اليمني هذا الدستور الحالي ورضي به فلماذا يتم تغييره ؟!!

إن هذا الدستور الحالي لو تم تطبيقه بالفعل لنقل اليمن إلى مصاف الدول المتقدمة والناهضة ولكن تم تجميده وتعطيله والعبث به والآن يتم تغييره بصياغة جديدة ترضي أعداء اليمن والأوصياء عليه والمنظمات النسوية والحقوقية الغربية وأدواتها وشقاتها في اليمن .

متى خرج أبناء الشعب اليمني يطالبون بتغيير الدستور ؟!!

وهل كانت مشكلتنا في الدستور أم السلطة الفاسدة وفسادها وعبثها وجرائمها بحق الشعب اليمني ؟!!

هل خرج شباب الثورة الشبابية السلمية من أجل تغيير الدستور أم من أجل تغيير النظام الفاسد وبناء نظام جديد تسوده العدالة والتنمية ؟!!

أين الدراسات العلمية التي سبرت أغوار الدستور الحالي وأثبتت قصوره والحاجة الماسة لتغيير وصياغة دستور جديد ؟!!

أين اللجان القانونية والدستورية التي شكلت لدراسة الدستور وأثبتت أنه دستور يحتاج لتغيير وأين تقاريرها في هذا المجال ؟!!!

لا يعاب الدستور اليمني الحالي أن السلطة التي حكمت لم تطبقه وجعلته خارج نطاق الخدمة والتطبيق وأدخلت فيه بعض التعديلات التي تقوي قبضتها وتضاعف صلاحيتها وهيمنتها على السلطة وتطيل فترتها فلو هناك نضج سياسي واستقلال في القرار السياسي لدى السلطة الحالية لقامت بإعادة النظر في التعديلات التي أدخلتها السلطة السابقة والتي فصلتها على مقاس زعيمها ويتم حذفها أو تعديلها ونبقي على الدستور الذي هو من أفضل الدساتير في العالم بشهادة الخبراء وأهل القانون وكفى الله السلطة بمختلف تياراتها الجهد والتعب والمراضاة ..

لكن المشكلة اليوم أن السلطة الحالية تريد صياغة دستور جديد يرضي الأوصياء على اليمن ودكاكين منظمات المجتمع المدني والمنظمات الغربية والدوائر الأجنبية ، دستور يفصله المحتل على مقاس اليمن التي يريد ..