الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٦ مساءً

كن حراً وافعل ماتشاء ، اوتكون نظامي ولا تفعل اي شيئ !!

علي العمري
الخميس ، ١٣ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٥ مساءً

معادلة انحرفت عن مفهومها الصحيح في زمن الربيع العربي ، لأن الحرية لا تعطيك الصك الغفراني حتى تعمل ماتريد وتنفذ ما يحلو لك خارج النظام والقانون ، الحرية لها مفهوم ومصطلح معروف يحدده القانون والنظام في اطار المفهوم العام الذي حددته القوانيين والتشريعات الدولية ومؤسساتها الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني ، من خلال تحليل مفهوم الحرية وتناول الدلالات اللغوية ثم الدلالات الحضارية التي قدمتها النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية المعاصرة لهذا المفهوم .

(الحرية) لغويًا معناها القدرة على قيام الفرد بأداء مسؤوليته بحرية تامة في حدود النظام والقانون دون أي موانع تحد من ذلك .

واصطلاحًا هي : المقابل المناقض للعبودية ، فالحر ضد العبد والرقيق ، وتحرير الرقبة.

والمقصود من هذا على ان دعاة الحرية الجدد قد بالغوا في استخدام الحرية كمنطلق الى اسقاط نظام قائم واستبداله بالفوضى والعبث بالأموال العامة وانتهاك حرية الآخرين من خلال تصرفاتهم الهوجاء وخاصة الشعوب التي لا تعرف ما معنى الحرية ولا حدودها ولا معنى النظام العام وقد انبثق ذلك من خلال ما سمي بالربيع العربي .

ما هي مهمة النظام ! النظام كان ولا يزال إحدى الدوافع التي تتحكم في سلوك الفرد والجماعات منذ فجر التاريخ ، حيث كان الناس يسعون إلى ما يجنبهم الخوف والضـــرر وما يوفـر لهـم الاستقـرار والأمان ويتمثل مهمة الأمن في حماية الدولة من الداخل ودفع التهديد الخارجي عنها. بما يكفل لشعبها حياة مستقرة توفر له شروط التطور والتقدم والازدهار تتلخص في حماية المال العام والخاص .

فالدولة بهذا تسلك مناهج وتتخذ إجراءات خاصة بتأمين المواطنين وممتلكاتهـــم داخل الدولة ضد الأخطار المحتملة التي قد تمسهم وكذا ضد كل ما من شأنه تهديد هياكلها أو زعزعة استقرارها .

ومن خلال هذا التلخيص نود ان نذكر الجميع بأن الحرية ليس كما صوروها لنا الغرب بان الحرية هي الخروج عن النظام العام والقانون الذي هو من يكفل الحريات في حدود احترام الثوابت والألتزام بحدود الحرية الحقيقية المتاحة .

الربيع العربي جعل من الحرية انتهاكاً لحريات الآخرين ومصادرة حقوق الغير والأعتداء على ارواح الناس من خلال اتلاف الأموال العامة وقتل من خالفهم طريقتهم في التعبير الأهوج الذي اوصل الدول العربية وشعوبها الى حافة الكارثة الحقيقية .

اصبحت الجماعات المتطرفة منتشرة في جميع الدول العربية ليس لها لا نظام ولا قانون يردعها بعد ان قامت الدول التي زرعت تلك الفكرة في عقولهم بأنهم ناس احرار يعملون ما يشاؤون بدون رقيب ولا حسيب بقوة السلاح الذي تنوعت مصادرها بتمويل عربي واسلامي وامريكي وغربي للقضاء على اي نظام عربي لا يتناسب مع المرحلة الحالية والقادمة في تشكيلة الشرق الأوسط الجديد الذي رُسمت خريطته بعناية فائقة على ايادي الغرب وما علينا الا تنفيذه وبكل سذاجة .

في سوريا الجيش النظامي ، والجيش الحر !

الجيش الحر والمنظمات الحرة المتشددة تعمل كما تشاء بمباركة امريكا والغرب بل وتدافع عن هذه الحرية المباحة التي استباحت كل شيئ وتجاوزت كل الأنظمة والقوانيين ، بل والأنسانية والتشريعات التي يحكمها القانون الدولي ، ولن اسرد ما يحصل هناك كون الجميع يعرف ذلك ومن الذي يتحكم بتلك الجماعات المتحررة من النظام .

في ليبيا اصبحوا الأحرار يتقاسموا الوطن وكل مجموعة تتحكم بموارد الدولة ببيع النفط الى اي جهة كانت ولن يستطيع اي كائناً من كان ان يعترض ومن يعترض يقصوه عن عمله وينفوه عن بلده كما حصل لزيدان رئيس وزراء ليبيا عندما اعترض عن تحرك الباخرة الكورية بحمولة النفط الليبي بطريقة غير قانونية ولا نظامية .

اليمن اصبح الحوثي على مشارف صنعاء بقوة السلاح والسعي الى التحرر من قبضة النظام ، بعد ان كانت المليشيات تتحكم بشمال العاصمة ومتحكمين بساحات الجامعة وتعز وعدن وغيرها من الساحات قاطعين بذلك حركة المواطنين وانتهكوا بذلك حرية غيرهم بل وارزاق الساكنيين الذين يقطنون جوار تلك الساحات عندما نادوا الأحرار باسقاط النظام .

بعد ذلك اصبح النظام مكبل لايستطيع تنفيذ القانون ولا يستطيع حماية المواطن العادي وان حاول ان ينفذ او يحمي مؤسسات الدولة العامة والخاصة سيكون على طاولة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بفرض البند السابع على هذا النظام الذي يريدوا ان يسقطوه حتى تعم الفوضى وبذلك تتدخل الأمم المتحدة بوكيلها المفترض ( امريكا ) في الشؤون الداخلية واستباحة الأراضي العربية بالمارينز والطائرات بدون طيار لقتل من سلحتهم امريكا نفسها .

الشرق الأوسط الجديد اصبح ممثل بالربيع العربي الذي تعول وعولت عليه الدول الغربية بتنفيذ الخطة بحذافيرها ولكن انكشف الربيع الغربي على حقيقته ، وانكشف على ان تلك الخطة قد فشلت عندما استعجلوا قوادها بجني الأرباح قبل ان تستوي الثمرة وقبل ان تنفذ تلك الخطة الجهنمية .

والله من وراء القصد .