الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٩ مساءً

سياسة القفز المظلي الحوثي

عبدالله محوري
الأحد ، ١٦ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
جماعة الحوثيين انتصروا على أعداءهم التاريخين عندما وافقوا على الانخراط في العملية السياسية والدخول في الحوار الوطني في صنعاء الذي فتح لهم الباب على مصراعيه للعمل السياسي بكل حرية حتى سمع صوتهم العالم وتم تسويق قضيتهم بذكاء منقطع النظير اثبتوا للرأي العام المحلي والدولي انهم يستطيعون أن يكونوا فعلا رقما لا يستهان به على الساحة السياسية بعد الحوار.



لكن انتصارات الحوثي السريعة كانت الحافز على تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء ,و نستطيع مقارنة انتصارات أنصار الله على سبيل المثال بسرعة قفز المظلي.


عندما يقفز المظلي تكون سرعة السقوط الحر كبيره الى أن يفتح المظلة تبدأ سرعته في الانتظام وتكون سرعته اقل بكثير مقارنة بالسرعة قبل فتح المظلة , وكلما توسع حجم السطح كلما قلت السرعة ,وقلة معها قوة الدفع بالإضافة إلى شكل الحجم وتدخل كثير من العوامل الفيزيائية المؤثرة في القوه المعيقة , وقد ابدع الشاعر الحضرمي الكبير الراحل حسين أبوبكر المحضار في وصف القوه المعيقة في قصيدته الشهيرة التي غناها الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه (يا حامل الاثقال خففها شوي ذا حمل ما ينشال *عاد النجد قدامه حسر وجبال يا مصعب مناله).


رددت بعض الأخبار الصادرة من الأعلام الحوثي أخيرا كلام يطمئن سكان صنعاء ,ويوضح لهم أن أنصار الله سوف يحررون سكان صنعاء من الاستعباد .



هذا الكلام في حد ذاته خارج عن اللياقة واللباقة السياسية التي عودونا عليها الأخوة في الأعلام المقروء مثل كتابات الأخ على البخيتي التي يتحدث فيها كثيرا عن الدولة المدنية والمساواة والعدل الاجتماعي وتوفير الخدمات للجميع ,وعن الفصل بين حكم السماء والأرض.



لكن القفز السريع على ما يبدو قد افّقد بعض الأخوة من أنصار الله الإحساس والتقدير السليم أن الحمل ماينشال بهذه ألبساطه والخفة.



ياليت يعرف الأخوة الحوثي قدر القوه الدافعة التي بحوزتهم فمن يريد الصعود إلى صنعاء عليه أن يستخدم أدوات أخرى غير المظلات لان القوانين الفيزيائية تختلف و كما يقول المثل رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه .



جماعة الحوثي يستطيعون دخول صنعاء بسلام مشيا على الأقدام ولا يحتاجون مظلات القفز التي قد تبقى عالقه بين السماء والأرض.


لهذا السبب أتمنى من جماعة الحوثي أن يتحولوا لحزب سياسي يحمل برنامج يدعم ألاستقرار السياسي الذي بدوره يحمي السلم الاجتماعي وبناء دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية للجميع دون الحاجة لتدمير جامعة الأيمان أو قصور صالح في منطقة سنحان الواقعة جنوب شرقي العاصمة صنعاء.